الاتفاقية الأمنية بين الحكومة الامريكية و((الحكومة)) العراقية


حركة اليسار الديمقراطي العراقي
2008 / 11 / 26 - 09:03     

حميد لفته
دون ان نخوض في تفاصيل فقرات هذه ألاتفاقية التي تتضمن تضليلا كبيرا في مضمون عنوانها الأخير،فبعد ان كانت معاهدة او اتفاقية طويلة المدى وهذا العنوان هو حقيقتها، فالعنوان الجديد يرسل إشارة مزيفة تصور الاتفاقية وكأنها خطة خلاص يتفضل بها المحتل((الصديق)) والزائر ((السائح)) الأمريكي للشعب العراقي لضمان سيادته على ارض وطنه وفاءا منه لكرم ضيافته وتقديمه مئات الآلاف من رؤوس العراقيات والعراقيين إكراما وقربنا لإله الرأسمال الجبار، وبعد ان حرر العراق من سلطة الديكتاتورية والاستبداد،وكأن الدكتاتور لم يكن مدلل الأمريكان الأول وصنيعته ومنفذ مخططاته الإجرامية لابل كان من أكفا واقدر واجرء صنائعه في منطقة تطفو على بحيرة من البترول وتقع في أهم بقاع العالم لموقعها الجغرافي المتميز.
ان شعبنا يعلم علم اليقين ان هذا ((السائح)) لم يأتي لقطع راس صنيعته لأنه أوغل في ظلم وقهر واستعباد شعبه وحرمه من خيراته وثرواته وشرد أبناءه ولكن لان أنيابه ومخالبه استطالت محاولة ان تكون شريكا او وكيلا لإله الرأسمال الأوحد((أمريكا)) وهذا مالم يسمح به وهو في أوج سعاره ووحشيته وأزمته في ظل العولمة الرأسمالية وهي تدخل طور الإرهاب بدعوى محاربته وهو يحمل نماذج مزيفة لتمثال الحرية الأمريكي على ظهور بوارجه ودباباته ورؤوس توابعه لينصبه في بلدان العالم لتسجد له كل شعوب الأرض وتقدم له الولاء والقرابين، لذلك فنحن نرى ان هذه الاتفاقية كما نعرف روح الرأسمال الأمريكي ووجه القبيح في ماضيه وحاضره إنما هي قناع للاحتلال وانتهاك السيادة ونهب الثروات وتوليد الحروب الداخلية والأزمات،كذلك فإنها إنما تخدم((الإله)) الأمريكي والحفاظ على جنوده وقواعده من قبل ابناء العراق وقواه الأمنية في ظل حكومة تابعة تتقاذفها النزاعات الطائفية والعرقية والعشائرية والتكالب على المغانم والمناصب كل طرف على حساب الطرف الآخر حتى وان كان الثمن سعادة وسيادة الشعب والوطن والتي حصلت على مرتبة عليا في الفساد والإفساد.،كذلك فان هذه الاتفاقية بالإضافة الى تقنيّعها وجه الاحتلال فهي في ذات الوقت ستديم واقع الشرذمة والاختلال في كل جوانب الحياة للشعب العراقي سعيا منها لإدامة استغلالها ورعاية مصالحها على ارض العراق والمنطقة حيث سيتبع التوقيع والمصادقة على هذه الاتفاقية التي تطبخ على عجل وعلى نيران الحرائق والمفخخات والتي تتراوح شدة سعيرها مع درجة رفض او قبول القوى المهيمنة على السلطة في العراق للاتفاقية، ولاشك انها طبخت وتطبخ في قدور المخابرات الامريكية وعل يد امهر طباخيها ذوي الباع الطويل في القتل والنهب والتآمر والإجرام أمثال نكَروبونتي، وخليل زاد ،وخلفهم كروكر،نقول ستتبع هذه الاتفاقية توقيع قانون النفط والغاز والاستيلاء((المشروع)) على الثروة النفطية والغازية العراقية وهو الهدف الأساسي للاحتلال ، وان دوام الاختلال سيدفع الى طلب الانضمام لحلف الناتو((لضمان)) امن وسلامة العراق وشعبه والتوقيع والمصادقة على خارطة تقسم وتقطيع أوصال العراق الى حيازات وإقطاعيات طائفية وعرقية وعشائرية وهي الهدية الموعودة من قبل ((اله الرأسمال الأمريكي)) للقوى التي ستبصم على هذه الاتفاقيات ومشاريع قوانين رعاية مصالح الاحتكارات البترولية في العراق.
ان أحرار العراق لديهم من أسباب التوجس والخوف وعدم الثقة الى رفض اي اتفاقية او معاهدة مع الولايات المتحدة الامريكية ذات التاريخ الإجرامي المخزي في تعاملها مع الشعوب، ففي ظل ظروف غير متكافئة بين أسير وآسره معاهدة بين إنسان منهك واعزل من السلاح مع وحش الرأسمال المسعور وبناءا على واقع تعاملها الوحشي مع ابناء العراق خلال ألخمسة سنوات الماضية من عمر الاحتلال، استشراء حالة الفساد والإرهاب وتردي الخدمات الى ماهو أسوء مما كان في عهد الديكتاتورية وفترة الحصار، وتاريخ ((الصديق)) الدموي لأبناء العم سام في كل إرجاء العالم، فالقتلى بمئات الآلاف والبطالة هي السائدة والاقتصاد مشلولا فلا زراعة ولا صناعة حيث أصبح العراق ارض السواد وبلد النهرين يستورد الماء والخضروات من بلدان الصحراء ،وابناء العراق مشردين بالملايين في بلدان المهجر ومشردين داخل وطنهم،وارض العراق منهكة من قبل قوات دول الجوار.
لانريد ان نطيل في تعداد ووصف معاناة شعبنا خلال سنوات الحصار و الدمار في عهد الدكتاتور المأمور او عهد الاحتلال المغرور فكل العالم شاهد عيان على ما كنا عليه وما نحن فيه الآن. لذلك فأي صديقا نختار وبأي وحش نستجير؟؟؟
رغم علمنا ان ذئاب ((وطنية)) مسعورة تحد أنيابها وهي مختبئة في جحورها تتحين الفرصة عند غياب سطوة وحش الغابة لينقض بعضها على بعض وتقطيع أوصال ابناء وطنهم من الأبرياء والعزل والغير مؤمنين بالعنف والإرهاب وتحت مختلف الحجج والذرائع العرقية والدينية والطائفية التي زرعها واصلّها ونماها في عقولهم وحش الغابة المحتل وديكتاتوره المدحور، ويعلم أحرار شعبنا ان أيادي ومخالب وأنياب كواسر من الأشقاء والأصدقاء من دول الجوار وعبر البحار تتحين الفرص لأخذ حصتها من جسد الفريسة ضنا منها ان وحش الغابة سيترك لها فضلة من فريسته بعد ان يشبع منها غير انها لاتدرك ان الوحش البشري لايشبع ولايترك من فريسته بقية لتنتفع منها الذئاب والثعالب والعقبان!!!
وأننا ندرك تماما ان أمريكا تمتلك سجلا حافلا في طرق تصنيع الأعداء لدوام هيمنتها وتبرير أفعالها الإجرامية وقد برعت ولازالت في العراق لتصنيع قائمة طويلة ومختلفة الألوان والأشكال من أدعياء المقاومة من حثالة المجرمين والقتلة المأجورين سعيا منها لسلب أحرار شعبنا ووطنيه الصادقين خيار المقاومة والدفاع عن حرية الشعب وسيادة الوطن وصعوبة الفرز بين الإرهاب والمقاومة ولاشك انها أحرزت ولا زالت تحرز نجاحا غير قليل في هذا المجال يستطيع المراقب ان يدركه من خلال عمليات القتل العشوائي للأبرياء ومن خلال عناوين ((المقاومة)) المعلنة والمستترة التي تغير وجوهها وعناوينها حسب الطلب الأمريكي ورغبات بعض غرا مائه من الدول الإقليمية الطامعة.
ولكن هل يبرر هذا ان نستجير من الرمضاء بالنار،وهل نسعى للاحتماء في عرين الأسد المسعور خلاصا من الضباع الهائجة؟؟؟
ان قدر العراقيين نتيجة سياسات الديكتاتورية والاحتلال ان يستمر نزيف أحرارهم ويخوضوا في مستنقعات الألم والحرمان ليغتسلوا في بحر الحرية والسلام في وطن حر مستقل مزدهر ديمقراطي موحد ،ولهم ثقة كبيرة بدعم كل قوى السلام والحرية في أمريكا وسواها من الشعوب في كل إرجاء العالم لدعم أهدافهم النبيلة في سيادة بلدهم وحرية وسعادة شعبهم.
فلسان أحرار العراق يقول لن نضع سلاسل الاستعباد والاستغلال في رقابنا وأيدينا ولن يغفر الشعب والتاريخ لمن يوقع صكوك التبعية مع المحتلين تحت مختلف الذرائع والحجج والمبررات مهما كانت.