الاشتراكية هي الحل


ناصر عجمايا
2008 / 11 / 3 - 09:16     

بناء على استلامي رسائل متعددة من موقع الحوار المتمدن الاغر حول ابداء الراي بالتجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي السابق والمنظومة الاشتراكية في اوروبا الشرقية ملبيا الدعوة مشكورا وواجبا علينا لمعالجة الامور حسب الراي لما يفيد ويستفيد ضمن الطروحات الموضوعية والاجتهادات الشخصية الثقافية للمعنيين بامور الساحة السياسية المحلية والعالمية. ومعذرة للتاخر.
ما قدمته الثورة البلشفية الروسية (ثوة اكتوبر 1917) كما البناء الاشتراكي لدول عديدةفي اوروبا الشرقية , كان له الاثر الكبير على شعوب العالم , في نشر الافكار وقيام الثوراة في آسيا وامريكا الوسطى , استنادا الى نبل وعمل فاعل بمردود كبير على كل شعوب العالم , في ايجاد وترسيغ النظرية العلمية في فكرها الراقي الخادم للبشرية بعيدا عن الاستغلال والجشع محافظا على الكرامة الانسانية ,وناشلا العوز ضامنا الحياة بمتطلباتها المعاشية للأجيال الحالية واللاحقة , لظمان وديمومة الحياة ببلا غالب ولا مغلوب.
للحقيقة وللتاريخ نقول ستبقى البشرية بحاجة ماسة الى نظام اشتراكي ينظم الحياة البشرية بشكل عادل , وفي غيابها تدخل البشرية في تناقضات وصراعات وحروب ومجاعاة وغياب العدالة في الكون , ويزداد الفقر والغنى معا , وتظهر طبقتين قمة الفقر والكفاف وبشكل متزايد عدديا وطبقيا , ورأسمالية فردية قليلة العدد , ويظهر مجتمع غير متجانس فكريا وأجتماعيا ناهيك عن الأقتصاد المتدهور بدوراته السريعة المتتالية , قتبقى الراسمالية , عاجزة عن الاستمرار في الكسب المادي والابتزاز الشعبي ..لابد لظهور الوعي بين الناس جميعا ,بغالبية مقهورة , ومستغلة من قبل الراسمال المتمكن اقتصاديا , وهنا لابد من تقبل الجماهير الفكر الماركسي بنظرياته الاقتصادية التي تعطي الحلول الصائبة في معالجة الازمات الاقتصادية بعدالة اجتماعية. كما الراسمالية لا يمكنها الحفاظ على راسمالها الا ان تغير نمط كسبها وكنظام راسمالي يجب ان يستفاد من النظرية الماركسية كما يجب ان يطعم نفسه بها ويدخلها في برنامجه اللاحق في ضمان اجتماعي وصحي وتعليمي لكل مراحل الدراسة بما فيها الجامعية , ان اراد الاستمرار في الكسب على حساب الشعوب المقهورة , لكنه لايمكنه تامين امن اقتصاده وعافيته دون تغيير نمط العمل والكسب, كما لاعدالة في غياب القانون للجميع ولا ديمقراطية في غياب المنافسة ويجب توفر مستلزمات الدعاية والدعم المادي لكل الناس في الانتخابات في كل دول العالم , ستبقى الديمقراطية عرجاء ان لم توفر اساليب الدعاية والدعم المتساوي لكل المرشحين بعدالة.

لكن لماذا أنهارت الانظمة الاشتنراكية في الاتحاد السوفييتي السابق واوروبا الشرقية؟
باعتقادي هو:
1.عبادة الفرد المتناقضة مع الفكر الاشتراكي والشيوعي , والذي كان سائدا , في تلك الانظمة وعليه لابد من الاستفادة من تلك التجارب , وتقييمها سلبا و ايجابا كما فعلت الاحزاب الشيوعية العالمية , وقوى اليسار الاخرى في العالم .
2.الانحراف عن تطبيق المباديء الديمقراطية وتغييبها في التطبيق العملي , دون مقارنة الاقوال بالافعال ومدى تنفيذ القراءة النظرية في التطبيق العملي وكانت عرجاء ومتعثرة في البناء الحقيقي المطلوب تواجده على الواقع العملي في خدمة الشعب
3.عدم الولوج في بناء الثوة الوطنية الديمقراطية , مما خلق خلل واضح في التغيير المطلوب تواجده بممارسة واقعية وعملية لخلق مجتمع افضل واحسن ومتطور , حسب الظرف الموضوعي وتقديراته المطلوب النظر اليها وتنفيذها لما هو في خدمة الناس جميعا.
4.عدم الاستفادة من نظريات ماركس وفكره التنويري في خدمة الناس جميعا في الاستفادة من الظروف الذاتية والامكانيات المتاحة حسب الظروف الموضوعية الممكن تنفيذها على الواقع المتاح والمتوفر, والاستفادة من افكار الشعب نفسه , للادلاء بما يفيده باستفتاء عام لكل خطوة يقدم عليها.
5.الأنفرادية السياسية وغياب الراي والاي الاخر , حتى داخل الحزب الواحد , وهنا عانى الجمود الفكري , وحدثت عقد اجتماعية مستعصية كما الاقتصادية , بالاضافة الى هدر الاموال في الحرب الباردة طيلة عقود من الزمن, دفع الشعب ثمن تلك المماساة والاخطاء الكبيرة للسياسيين المتولين لقيادة المجتمعات والانظمة الاشتراكية.
6.تنكرت السلطات القائمة للقوانين والانظمة الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والبيئية , ولابد من التطور الراسمالي والخوض في تفاصيل العمل الفعلي وعدم القفز على المراحل الاقتصادية والبناء يكون بشكل موضوعي مع مراعاة الامكانيات المتاحة الفكرية والمالية والاجتماعية وتقبل الناس على ما يقدم عليه للتغيير المرتقب تنفيذه في اخذ كل الاراء بنظر الاعتبار, والاستفادة من مقولة ماركس العظيمة ( الاشتراكية لا تبنى على الفقر) بل بما هو متوفر من الراسمال المتغير والثابت.
7. تبني نظرية التطور اللارأسمالي التي ثبت فشلها اللاحق كما خلق قمة فستفيدة راسمالية على حساب الشعب , ظربت المصالح العليا للشعب وانتفعت على حسابه
8.عدم الاخذ بردود الافعال والتحليلات الصائبة للشعب الواعي , وبقاء كل ما هو متعثر وعاقد من دون علاج فانتشر الداء لانه لم يقدم له الدواء العاجل والشافي .
9.كما العوامل الخارجية التي فعلت فعلتها الدنيئة في انهيار المعسكر الاشتراكي وهذا في نظري هو من العوامل الثانوية , فالببيت يهدم غاليا من الداخل ..
لكنني متفائل الى حد كبير بان الاشتراكية لابد منها ويجب تواجدها لانهاء معاناة الشعوب وخلق العدالة الاجتماعية واعطاء كل ذي حق حقه بلا غالب ولا مغلوب ضمن التطور والتقدم في وسائل الانتاج وتغيير الحياة ونمطها اللاحق , حسب مراحل العمل والظوف الموضوعية والذاتية والتقبل للانسان حسب نمط الحياة .لخلق مجتمع افضل واحسن من السابق متطور ومتقدم
(من يقفز من التلة الى الارض لابد من جني المخاطر)