كركوك كرة نار،فهل أشعلوا النفط


عمار ديوب
2008 / 8 / 12 - 10:47     

يبدو أنّ مصير كركوك سيحمل معه مستقبل دموي لكافة مواطني العراق.وسيمايز بحدة استثنائية بين قوميات العراق وإثنياته.فالبترول الذي يدمر دارفور، سيدمر كركوك، بعد إن كان سبباً أساسياً في احتلال العراق عام 2003 .وإذ لم ينتبه العقلاء في العراق إلى هذه المآلات، فإن كركوك بعد العراق سيأتيها الطوفان.وإذ لا تزال كردستان سعيدة بالأمن، فإنها ستبدأ تعد أعداد الجثث كما كلّ العراق.هذه هي بدايات المعركة المستقبلية بما يخص كركوك خاصةً بعد ما رأيناه من مظاهرات وإعتصامات ونزول مسعود برزاني إلى كركوك ذاتها.
لا يشكك المرء بان ظلماً كبيراً وقع على الأكراد، أينما حلوا وأينما وجدوا وكان أكثره في العراق زمن الشمولية الاستثنائية السابقة.ولكن العراق كلّه ظُلم بعد الاحتلال،وربما تكون المنطقة الكردية هي الاستثناء غير المظلوم بعد الاحتلال.وإذ غيّر صدام في التركيبة الديموغرافية لأهل كركوك وأخرج منها قسماً من أكرادها، فإنّه بعد الاحتلال صار العكس.وبالتالي كان هناك تهجير وتهجير مضاد.ولان الأكراد فعلوا ذلك، فما الذي سيفعله العرب وغيرهم؟ أليس نفس الشيء؟ هذه المآلات لا يحصد منها الثمن سوى قوى الآمر الواقع المسيطرين في بغداد وفي كردستان.وكل اللغو القومي الشوفيني من كل الجهات يصبّ في هذا المنحى.وكأن الإكثار منّه، سيزيد من تكريد الكرد أو تعريب العرب أو تتريك التركمان أو مسحنة المسيحيين.
ولذلك،لا يبقى أمامنا إلا التأكيد،أن هذه المنطقة يجب أن تصبح منطقة محايدة ،وإذ كان لها من حل، فيجب البحث عن أكثر الأشكال هدوءاً وسلاماً،وإنصاف جميع من ظُلم بها كرداً وغيرهم ، وإلا فإن ما تمّ في العراق من قتال في الأحياء والمناطق وعلى أسس طائفية كريهة وقذرة سيتم في كركوك.هذا هو الواقع ،لا أكثر ولا أقل.فهل يريد ذلك قوى الآمر الواقع.وهل يريد ذلك مواطني العراق .إنّه أمر خطير،لمن يفهم عبارة أن شعب يظلم شعب أخر لن يكون حراً.
الاحتلال الذي أرسى الطائفية والتمايز الإثني في العراق وكذلك النظام السابق والآن قادة الأكراد هم الذين يتحملون مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع كركوك ،والتي لن يستفيد منّها فعلياً سوى الاحتلال الأمريكي وشركات النفط وبعض التابعين لهما في العراق.