الدين.. رؤية برانية عند مفكري الغرب


خليل المياح
2008 / 5 / 25 - 02:47     

في البدء قال ريجيس دوبريه في كتابه نقد العقل السياسي:" ان الغاء الدين بوصفه سعاده وهمية للشعب هو المطلب الذي تشكله سعادته الحقيقية " (ص166).
عندما اتهم مونتسكيو بالـ ( سيبينوزية) الذي كان يقول بان للاله علاقة بالعالم من حيث انه خالق ومن حيث انه حافظ .. ولاجرم ان اله خالقا وحافظا هو متعارض مع وحدة الوجود .
ولذا رأينا مونتسكيو يسارع في القول ، ليدرأ عنه تهمة الانتساب الفكري الى سبينوزا في اطروحة وحدة الوجود الصوفية : أبعدوا عني هذه التهمة ، فأني لم اكن سبينوزيا قط ولن أكونه ابدا !
لكن من سخريات التحليلات للمفكر الفرنسي اليساري التوسير زعمه ان جذور ماركس ليست هيجلية وانما اسبنوزية !
وفي كتاب روح القوانين لمونتسكيو ، نعثر على تصورات الرواقيين الدينية ، اذ نجد فيه ان العالم في رأيهم كان عقلا وضرورة ...
وعندهم ، كان كل شئ في علاقة ضرورية .
لكن فولتير له رأي في التوراة مغاير لليهود ، فهو يراها بلاعظمة ولا جمال ، اما الانجيل فهو لم يأتي الا بالتعاسة على الارض ، والكنيسة كلها بلا استثناء، فساد او جنون ، وكل المجاهرين بالعقيدة ، متعصبون وانقاهم وانبلهم قد سحبوا في الاوحال...
ومعلوم للجميع ان سلاح فولتير المفضل كان السخرية ، وانه كان يستعمله بطريقة لايعادله فيها احد !
اما ليسنج فقد رسم معالم سوداء لأولئك الرهبان الجهلاء ، والاساقفة المنافقين وعن فرسان الحروب الصليبية والشهداء الذين اتوا في غير اوانهم، والقسس الاردياء لم يكونوا في نظره مجسدين لجوهر الدين الذي كان في ذاته يمثل قيمة ابدية !
اما ديدرو فتقول خرافته عن عدو الانسانية الذي التجأ الى كهف حيث جعل يفكر تفكيرا عميقا في وسائل الانتقام من النوع البشري ، وعلى اثر ذلك خرج من كهفه صائحا : الاله الاله! فامتد صوته من احد القطبين الى الاخر، وسرعان مابدأ الاناس يتشاجرون ويتباغضون ويتناحرون ، ذلك ما فعلوه منذ ان نطق بهذا الاسم ، وذلك ماسيستمرون في فعله الى نهاية القرون !
وأخيرا لنطلع على ماجاء به صاموئيل ريماروس (معلم اللغات الشرقية في هامبورج) : فأنظروا الى اشخاص التوراة أنظروا الى داوود ، انه لم يكن خيرا ولا حكيما . انهم كانوا ميالين الى الانتقام ، وطماعين ، وغير اخلاقيين . اذا فالدين الذي يتأسس على تقاليد اليهودية لايمكن ان يكون خيرا ولاحكيما ، وهو لايمكن ان يكون حقيقيا ... والتوراة لاتشتمل على هذا التعليم، بل هي لاتعتبر ان النفس خالدة ، واذا فتعاليمها ، لايمكن ان تأتي من وحي الهي !
وعنده ان الانجيل ( العهد الجديد) كان يجب ان يشتمل على حقيقة واحدة .. هو يتضمن تناقضا ، واذا فهو لايمكن ان يكون ضمانا للحقيقة .. ان البروتستانتية هي كالكاثوليكية منحرفة عن قابلية التعقل . انهما كلتيهما من الخدع البشرية التي شوهت القانون الطبيعي الذي يجب ان يرجع الرجال المتدينون اليه اليوم .