التميمي برومثيوس آخر


خليل المياح
2008 / 5 / 23 - 05:51     

قديما قال الحكيم ابيقور "" ليس شريرا من يحتقر آلهة صناع الموت بل من يتقبل رأي الجموع في تلك الآلهة""
على مدى ساعة استمعت لكلمات الشهيد التميمي عندما التقيته صدفة ببغداد وكانت بمثابة كشف عن الطبيعة النضالية التي يقوم بها الصحفيون المؤمنون بقضايا شعبهم العادلة .
ولقد اراد الشهيد ان يضطلع الصحفيون الشرفاء بمهمة جمع الكنوز والكمالات الانسانية التي بعثرها الفاشيون طيلة عقود مريرة من الزمن.
وهانحن نرى ان ارادة المجرمين تتخارج عند تصميمها على هيئة فعل اراد اخراس كلمات الحقيقة التي كان ينطق بها التميمي شيخ الصحفيين ونقيبهم المبرز في سوح النضال الاجتماعي المتنوعة وها هي الارادة باتت مصممة على سحق الفاشية والفاشيين .
ولست ادري لما اعتبرتك مذ التقيتك معتزليا رغم علمي بأنك ماركسي حتى النخاع وكنت تدري تماما ان وجداننا المعاصر يعاني من ضياع اخذ زمام المبادرة بأسم السلطان تارة وقبلها بأسم الله زيفا وبهتانا لكي نبقى كالذي يحمل اسفاراً !
ولقد كانت صرخاتك الوطنية بضرورة حماية الصحفيين، التي لم يستجب لها الحكام ، شبيهة بصرخة الحلاج: سأفضحك بدمي المراق ، وان تجلببت بجلباب القرابة من الانبياء!
فيا أبا ربيع اني اراك كبرومثيوس الذي اراد ان يجلب لنا شمس الحقيقة من السماء فتصدى لك غدرهم واغتالوك بدناءة لكنهم لغباءهم لم يدركوا انك اصبحت في عالم الادب والكلمة معلقة ثامنة، وسرت على هدى الشاعر رشدي العامل اذ قال:
نحن لانطلب للحب ثمن
اننا نرضى من الارض بشبر وكفن
ومن العـالم خبزاً وسلامـا ووطن