ملف يسار من هذا الزمان

هاشم الخالدي
2008 / 4 / 30 - 11:36     

ملف يسار من هذا الزمان ...وحدة اليسار ام وحدة قوى التحرر والتقدم

الشعوب قاطبة تسعى لضمان تقدمها وتحررها,فهما الضمان لتحقيق السلام بينها جميعا..وان تجربة وممارسة العصر الحديث لا تدل على رجحان أي من الايديولوجيات سواء اليسارية منها ام اليمينيه, بل ان مؤشرات عديده تدل على احتمال نهاية عصر الايديولوجيات اوربما بزوغ نظريات ايديولوجيه جديده لم تتبلور بعد,فلحين ذاك الزمان تبقى محصلة المسار الانساني هو ناتج عن استخدام الخصائص المميزه له عن كل الكائنات الغريزيه الاخرى وهي وجهي السعي الانساني, اي الوعي والعمل اضافة الى الايمان بقيم عليا ,وبدون الدخول الى طرق الفهم النظريه المختلفه لها وللعلاقه بينها فان التقدم والانعتاق هما اكبر المشتركات بين تلك المفاهيم, وليس العراق خارج عن هذا الاطار العام, بل العكس فان ازمته تكمن وتتركز في تحرره وتقدمه فهو من اكثر شعوب العالم يفقد الان من تحرره وتقدمه ,وليس هناك شعار مناسب للعراق اليوم اكثر من شعار التحرر والتقدم,عليه فان جبهة القوى التحرريه والتقدميه هي التنظيم الذي يحتاجه الشعب العراقي للخروج من ازمته, ان هذا الاطار سوف يكون اطارا طاردا لكل قوى التخلف والخنوع والتي تعيش في ارضنا فسادا من قوى تحمل اساطير الطائفيين والعنصريين و اجندات المرتزقه والطفيليين,فلشعار التقدم والتحرير مفعولا طاردا من ناحيه وجامعا ومعبئا لللاكثريه صاحبة المصلحه الحقيقيه في العيش الكريم داخل الوطن قوميات واديان وطبقات واسعه من الشعب العراقي ومستويات اكثريه ثقافيه وعلميه طليعيه, لذالك اقترح استبدال شعار وحدة اليسار بشعار وحدة القوى التقدميه والتحرريه, هذا من جانب, اما الجانب الاخر فاننا عندما نتحدث عن وحدة او جبهة ينبغي اظهار الجماعات والافراد التي تصلح لهذ الاطار المحدد أي اطار التقدم والتحرير فكل من لا زال يرى في فكرة الحزب الواحد او الحزب القائد والشموليه والاشتراكيه والشيوعيه هي الصيغة المثاليه الوحيده لقيادة المجتمع فانه يشكل عقبة حاضره و مستقبليه ولغم في الطريق لا يمكن الاطمئنان منه كما انه سيكون عامل تنفير للجهود المطلوبه في هذه الحقبه المصيريه الحساسه التي يمر بها بلدنا, فالتعدديه الفكريه اليوم ليس صيغة لعلاقات المجامله من اجل اجتياز مرحله معينه انما هي حقيقة فرضت نفسها بقوه اثر تطورات ومتغيرات كبيره اهمها هزيمة المعسكر الاشتراكي باحزابه الحديديه وبدوله وجبروتها... واصبحت هذه شعارات مشكوك في صحتها والاطمئنان لها.. واذا كان هناك جديد او تصحيح فهو لا يعدو ان يكون الا محاولات مشاركه في الرتل المتجه لتحرير الانسان و للتقدم الى امام, وان كانت هناك تجارب تحتذى في هذا المجال فانها لا زالت مجرد تجارب تحتمل النجاح كما تحتمل الفشل اذ انها تواجه مجموعة متغيرات واقعيه مع انها استطاعت ان تتحقق في الوجود باستثمار فرصه تاريخيه افلت وبادت ,عليه ارى في هذه الحقبه العالميه ليس للعراق باع ذات شان يمكن ان يلعبه او يؤديه في المضمار, فان ذلك مضيعة لجهود وعقبة في طريق التكثيف والتحشيد اللازم, وان لم نتعض وتكون حساباتنا وتحسباتنا مناسبه فسوف لن نجد او نرى من ندعوه وستكون نتيجتنا هي الاخفاق فلا المزايدات ولا التشبثات النظريه عادت نافعه ,وهذا لا يعني الغاء ورفض تطلعات الفكر الاشتراكي والشيوعي ولا الخلفيات الفلسفيه لها الا انه يعني ضرورة الابتعاد عن محا ولات احتواء الاخرين بفرض نظريه معينه مع ضرورة التعاون والتضامن اللازمه مع الطبقات الكادحه في العالم من اجل قضيتنا ومع مثل هذه الحركات التي تكون فاعله , وبنفس المقياس فان أي ايدلوجيه قوميه او دينيه لتاطير العراق سوف يكون عامل معوق من اجل تحقيق التقدم والتحرر دون ان يعني ذلك رفض الايدي الممدوده لنا اومنع ايدينا من الامتداد في التعاضد والتضامن الذي نحتاجه من الاقربين تاريخيا وجغرافيا ومستقبلا مصيريا ومع حركاتهم السياسيه, و ضرورة استثمار ذلك في خدمة قضيتنا فالعراق ليس جزء اذ انه كيان مستقر ومستقل كما ان الامه العربيه والاسلاميه ليست كل اذ ليست لها كيان مستقر ومستقل على مراحل التاريخ كله وانما في حقبة تاريخيه معينه وان هذا الكيان افل وباد ونالته رياح التغيير من امم وكيانات اخرى دون ان تفقد الامه اواصرها المتسمه بسمات تكونت ونمت خلال تلك الحقبه,كما ان ذلك لا يعني ان امة جديده او قوميه ايله الى التكون والتشكل اسمها الامه العراقيه فاي جهد بهذا الاطار هو فرض نظريه وشكل من اشكال التعسفات و الاحتواءات الفكريه, فالعراق هو عراق كما هو رغم ان له سمات تعكسها طبيعة الاكثريه السائده فان له سمات المكونات الاخرى بدرجات متفاوته وان لذلك اسبابه التاريخيه طبعا, وبنفس الوقت فان بودقة الوطن واواصر الصلات بين مكوناته لا ترتقي به الى مقولة الامه فليس ذلك الا تقوقعا وانعزالا ..وان برامج وخطط المستقبل تحددها حركة التحرر والتقدم الى امام فليست صيغة ان العراق جزء من الامه العربيه او جزء من الامه الاسلاميه سوى قالب جاهز وعملية حصر وتقييد لمآلات التطور علما بان حقيقة توجه الدول ذات السمات المشتركه الى التكتلات الكبيره هي حقيقة لا يمكن نكرانها فان الاساس في ذلك هو التحرر والتقدم وليس مواقف مسبقه وقبليه ,من حق الافراد والجماعات ان تعتنق أي من الافكار والاتجاهات الا ان اعتناقها هذا ليس الا صورة للتعدديه الحقيقيه , لذلك فا ن غاية الدعوه هو ليس وحدة اليسار وانما اليسار هو وسيله تاريخيه واحده من وسائل الوحدة التحرريه والتقدميه تجاوزها الزمان فهذا زمن تفككت فيه وحدة اليسار واصبحت من الماضي فليس لهذا الزمن وحدة لليسار بعد.