عيد العمّال عيد العمل والأمل


حزب العمل الوطني الديمقراطي
2008 / 4 / 27 - 05:52     

تحتفل الطبقة العاملة وعموم الكادحين بعيد العمّال العالمي ويترافق ذلك مع احتفالنا في حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بالذكرى الثالثة لتأسيس الحزب. ونحن نتقدّم بالتحيّة في هذه المناسبة لكلّ المناضلين، وكلّ الكادحين في وطننا وفي العالم. هؤلاء الذين يكابدون المشاق وينتجون الثروة ويناضلون من أجل مجتمع عادل ومصير مشرق لشعبنا ووطننا وكلّ الإنسانية. ومن واجبنا أن نقف وقفة تأمّل وتقويم لما نحن فيه من أوضاع وما نحن مقبلون عليه من استحقاقات.

لقد تقدّمنا في بلورة ذات سياسية حاضرة وفاعلة في العديد من جهات البلاد وفي العديد من قطاعات النشاط بأصنافه السياسية والاجتماعية والثقافية وأصبح صوت الحزب مسموعا في أغلب الملفات والقضايا التي تشغل بال جماهيرنا، وكان هذا الصوت جامعا بين الدفاع المتماسك عن مصالح الكادحين والانحياز المشروع لقضايا العدل والحريّة والمساواة، والتصدي لكلّ المظالم ومظاهر الحيف والغبن أينما كانت تصديا واعيا وحازما دون تشنّج أو افتعال وهو ما جعل اشعاع الحزب وانتشاره يتوسّع الأمر الذي يضعنا أمام مرحلة جديدة من عملنا عنوانها الكبير الاستعداد لانجاز المؤتمر الأوّل للحزب وذلك في ترابط وثيق مع المهام النضالية المتنامية والملتحمة بمطالب الكادحين وتطلعاتهم.

إنّنا نتحرّك في واقع سياسي مازال محكوما باستقطاب ضار، إذ يواصل النظام الاستبداد والتضييق على الحريات فهو مازال يمنع أحزابا مدنية من حقّها في العمل القانوني مثل حزبنا والحزب الاشتراكي اليساري، وحزب تونس الخضراء. ويضيّق على نشاط أحزاب معارضة معترف بها ويحول دون تحقيق انفراج حقيقي في الحياة السياسية قوامه اطلاق الحريات وسنّ عفو تشريعي عام، وإعادة الاعتبار لحقّ المواطنة وسيادة القانون. ويواصل تطبيق املاءات صناديق النهب ويستجيب للدوائر الامبريالية الهيمنية. وتبلورت في المقابل مشاريع ليبرالية ورجعية تتستّر بالدين وتستند في تحرّكها إلى دعم الدول الاستعمارية فهي تعارض التسلّط والاستبداد لتعوضه بتسلّط وتخلّف لا يقلّ خطرا على مصالح الشعب ومستقبل الوطن.

كما تتفاقم في البلاد أوضاع الغلاء والبطالة وتسود حالة من اليأس لدى قطاعات واسعة من الفئات الشعبية ولدى شريحة الشباب على وجه الخصوص مما أفضى إلى ردود فعل عفوية مثل الاحتجاجات الشعبية التي شهدها الحوض المنجمي خلال الفترة الأخيرة.

كلّ هذا في ظل حالة من الارتداد الفكري والتدهور القيمي تغلق كلّ أبواب الأمل ولا تبقى من خيارات أمام شبابنا غير الانحراف والهجرة المهلكة أو الوقوع في براثن الفرق الرجعية المتاجرة بالدين.

إنّ هذه الأوضاع تحتّم على حزبنا أن يكون في طليعة النضال من أجل مستقبل أفضل لبلادنا وشعبنا في سبيل حياة سياسية متحرّرة وديمقراطية تقوم على أسس مدنيّة متطوّرة وتعكس إرادة المواطنين الأحرار في تسيير شؤونهم واختيار حكامهم على أساس البرامج السياسية المحقّقة لمصالحهم، لذلك انخرطنا وسننخرط في كلّ جهد نضالي يحقّق ذلك ونحن نمدّ يدنا لكلّ القوى الديمقراطية والوطنية لتجسيد البديل الديمقراطي التقدمي القادر على تغيير موازين القوى السياسية لصالح الشعب وقواه التقدمية، ولمواجهة الاستحقاقات السياسية المقبلة على هذا الأساس.

كما أننا مهتمون بالنضالات الاجتماعية المشروعة للعمّال وعموم الكادحين من أجل تحسين الأجور والتصدي للغلاء ومساندة مطالب العمّال وتحركاتهم بمناسبة المفاوضات الاجتماعية ومن أجل ضمان الحماية الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية من صحّة وتعليم وتنقّل وتدعيم الحقوق النقابية والمهنية. ونحن مهتمون بتطوير نشاط الجمعيات الأهلية والنقابات ومجمل مكونات المجتمع المدني وبفتح إمكانيات حقيقية لتأطير المواطنين سياسيا واجتماعيا وثقافيا ليأخذوا مصائرهم بأيديهم ويحقّقوا مطالبهم في الحريّة والعدل والمساواة والرفاه.

ونحن نعي أنّ مشاغلنا في تونس وثيقة الصلة بمشاغل جماهير منطقتنا المغاربية وهموم أمتنا المناضلة ضدّ الامبريالية والصهيونية. فنحن نتطلّع إلى انجاز مغرب عربي يوحّد الشعب على أسس ديمقراطية ويبني فضاءا اقتصاديا واجتماعيا متقدما ومتناسبا مع متطلبات مرحلة العولمة الليبرالية التي لا بدّ فيها من كيانات فاعلة في مواجهة أطماع الهيمنة وقادرة على حفظ المصالح الوطنية.

كما أنّ ذلك يترافق مع النضال العربي الشعبي المتواصل ضدّ الاحتلال في العراق وفلسطين وضدّ مشاريع الهيمنة ونحن نستغلّ هذه المناسبة لنحيّي المقاومة الصامدة في القطرين المحتلين وندعو إلى حشد كلّ الطاقات لدحر مؤامرات الاحتلال والتطبيع مع الصهاينة والعملاء، ولتفعيل النضالات الوطنية الوحدوية بين مختلف الأقطار العربية.

ونحن نستحضر في هذه المناسبة عمقنا الأممي ونعلن أنّ معركة الانسانية واحدة ضدّ الاستغلال والاضطهاد وضدّ الحروب الامبريالية العدوانية الواقعة أو التي يعدّ لها من خلال التحرشات والتهديدات لكلّ من لا ينصاع لمخططات حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. ونرفع أصواتنا عاليا لنقول:

يا عمّال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة اتحدوا وإن عالما بدون استغلال وبدون اضطهاد وبدون حروب عدوانية وبدون تخريب للبيئة والمحيط ممكن الانجاز بفضل تكاثف جهود الانسانية التقدمية وقواها الحية ضدّ الامبريالية في زمن العولمة.


الافتتاحيّة - الإرادة