نهاية نزعة البعد الواحد ...التعدديه ضروره حتميه انسانيه

هاشم الخالدي
2008 / 4 / 21 - 11:02     

ان خضوع بني الانسان للقوى الثلاث او النزعات الثلاث الغريزيه والعقليه والروحيه يجعل عملية التطور التاريخيه في ثلاث مسارات وتتحدد لها محصلتها, حين تتجسد في صراعات ملموسه , فالصراع الطبقي والصراع بين القديم والجديد والصراع بين قيم الفضيله وقيم الرذيله ,فليست هناك نزعه واحده تنفرد او يعول عليها منفرده في حركة التاريخ و التقدم على طريق السعادة لبني الانسان اذ تشترك كل النزعات في ذلك, كما ان الطبيعه الانسانيه لكل فرد اوجماعه تتحدد بتفاوت زخم كل تلك النزعات فيهما, مما ينجم عنه تعدد التوجهات الفرديه والجماعيه فالمقاطع العموديه الجماعيه البشريه التي تتشكل به المجتمعات سواء القبليه او القوميه لها توجهاته كما للفرد توجهاته وقد تتسم بسمات شموليه ترتقي الى مستوى الحضاره, وهذا ما ينبغي ان يفرز له بحثا خاصا خارج موضوعنا الان, اذا كنا نريد ان نركز على طبيعة حركة التطور في المجتمع الواحد,فعلى سياق الاسطفافات فيه أي في المجتمع ,نجد صور مختلفه فربما يكون المتنفذ في مرحلة ما مجدد وربما لا يكون كذلك وفي اي حال من الحالتين ربما يكون فاضلا وربما دنيئا ,كما يجري نفس التصنيف على المستعضف فربما يكون مجددا أو ليس كذلك وفي كل حال من هاتين الحالتين ايضا ربما يكون فاضلا وربما دنيئا, لذلك فان مستويات متعدده من الاسطفاف الانسانيه وصنوف تكون مبعث تعدديه يجتمع في اسوأها المتنفذ المتخلف الدنيئ واحسنها العفيف المجدد الفاضل وان صراعات الناس تفضي دائما الى محصلة من الموازنه في جميع المراحل التاريخيه يحركها احتكاك الناس في العمليه الانتاجيه كأكبر وسط حامل للصراع الطبقي فيكون له الدور القائد اذ انه يشكل الهيكل الرئيسي المستند على قاعدة النزعه الغريزيه وهذا ما تحقق دراسته وتحليله وارست نظريته الماركسيه التي ركزت على اسلوب الانتاج وتطور قوى الانتاج و دور العمل كمصدر للقيمه وفائض القيمه.. وهو يعكس الالختلاف الكبير الذي نشاهده بين الانظمه الراسماليه والاحزاب الراسماليه المتنافسه الا ان اغفال او تغافل المسارين الاخرين المحددان لتطور المجتمعات اهملت وتعرضت للنسيان في المعسكر الاخر وأقصد الاشتراكي....في الوقت الذي كان ينبغي ادراك دور النزعتين الاخرتين التين لا يمكن للانسان ان يتخلى عنها بالفطره وهما نزعة الادراك وعيا ونزعة الادراك وحيا .وتتعلق الاولى بالتجديد والبداع والابتكار و تلبية الحجات الجديده والنمو مع تراكم المعرفه واما الثانيه فتعلق الانسان بالفضيله والموهبه والامان والنظام الخلقي والادبي, مما عرض الحركة والمنظومه الاشتراكيه والشيوعيه التاريخيه للازمات والكوارث والسقوط بسبب نزعتها ذات البعد الواحد التي تركز وتقتصر على ازالة الاسطفاف الطبقي من خلال الاجراءات الثوريه والشموليه مما جعلها في مواجهة النزعتين الاخرتين والتي لو كان العمل بهداها لانتجت التعدديه والايمان على كل المستويات الانتاجيه والخدميه ضمن اختيار واحد حددت مساره الثوره لكي تتحقق الموازنه الطبيعيه بين المسارات كشرط اساسي لضمان سلامة المجتمع , اذ ان الموازنه
تتحقق بجهود انسانيه في مستوى المعين من التطور.لذلك فان الدوله والمجتمع الاكثر ثباتا واستقرارا هما اللذان يتيحان تحقيق الموازنه و سيكونان الاكثر تطورا وتفوقا, ومن اجل ذلك لا بد من اقرار التعدديه في الانتاج وفي العمل الساسي والثقافي والقيمي فهي تعكس الحركه التاريخيه للتطور و التفاوتات بين الناس في نوازعها, فلايمكن للانسان ان يتخلى عن طبيعة نوازعه ذلك يحدد مصيره الانساني و موقعه في المنظومه الاجتماعيه. لقد حققت الراسماليه تفوقها بنظام الاقتصاد الحر الذي يخدم تقمها كما سارت على نهج الفطره الانسانيه في ليبراليته واعطت الاعتبار اللازم للنزعه الروحيه وبهذا يكمن سر نجاحها.. لا كنظام افضل للانسانيه وانما كنظام اكثر تكيف للموازنه بين مسارات النوازع الانسانيه يخدم اساسا الطبقه الراسماليه بنمواتها الامبرياليه ويحقق الحد اللازم للحياة الكريمه منم اجل استمرار السيروره التاريخيه. أي ان النظم الراسماليه تحقق لحد الان الموازنه بين المسارات.. كما لنا في التجربه الصينيه مثلا يمكن ان يتطور ليكون نموذجا في تحقييق الموازنه.