لمحات مضيئة من كتاب ( رأس المال )


فلاح أمين الرهيمي
2008 / 1 / 18 - 12:12     

لمحات مضيئة من كتاب ( رأس المــــال )
(3)
يعد كتاب ( رأس المال ) موسوعة لا مثيل لها في علم الاقتصاد والاقتصاد السياسي حيث يبين كيف أن الناحية الاقتصادية والمعيشية في حياة الإنسان تشكل نقطة الانطلاق في بناء المجتمع الأصلح وكيف أن ( فائض القيمة ) تجعل في وسع الرأسمالي أن يمتلك الآلات الصناعية والتجارية وكل وسائل الإنتاج بحيث يجعل العمل شيئا مستأجرا فقط ولا يستطيع الحصول على شيء من ( فائض القيمة ) أي الإرباح مما يجعل القسم الأكبر من الإنتاج وأرباحه من نصيب الرأسمالي المالك لوسائل الإنتاج ولا يبقى للعمل إلا القسم الزهيد الذي يستطيع به أن يسد رمقه ويعتبر الإنتاج حصيلة للعمل لا حصيلة وسائل الإنتاج وحدها، وهكذا يخلق في المجتمع الواحد طبقات متفاوتة ومتباينة. الطبقات الخاصة وهي التي تستحوذ على ( فائض القيمة ) والطبقات العاملة المهملة التي يستأجرها( فائض القيمة ) في العمل والتي تعيش على قوة الجهد الذي تبذله في الإنتاج، ويشرح الكتاب كيف يحصل ( فائض القيمة ) والوسائل والأساليب التي يستعملها الرأسمالي والأسباب التي يتذرع بها للضغط على العمل كي يبقى مرهونا له وكي يبقى العامل في حالة من العوز والحرمان والحاجة يضطر معها إلى أن يبقى مستعبدا لرأس المال خوفا من الجوع فيفقد بذلك حرمته وحريته وأما أن يرضى بالاستعباد لرأس المال ويأكل وإما أن يختار الحرية ويموت من الجوع والحرمان وعلى هذا الاستنتاج الاقتصادي العلمي بنى ماركس نظريته العلمية الاجتماعية التي تقضي بثورة العمل على رأس المال لكي تصبح الحرية امرأ محكما لأوهما خياليا ولكي لأتكون الحرية ( اتوبيا ) مثالية آذ أن حرية الجائع والجاهل والمحروم هي حرية كاذبة وغير قابلة للتحقيق ولذلك يستخلص ماركس من هنا إلى أن وسائل الإنتاج يجب أن تكون ملكية للمجتمع وان لأتكون ملكية فئة خاصة منه، ومن ألان حتى يصبح المجتمع شيوعيا يجب أن يكون رأس المال ووسائل الإنتاج ملكا للشعب ممثلا في جهاز اسمه الدولة المنبثقة من أرادة عامة الشعب وتعمل لمصلحة أبناء الشعب. في المجتمع الرأسمالي أن الذي يسيطر على المجتمع هي الطبقة المسؤولة عن وسائل الإنتاج التي تستغل الطبقات الأخرى وتثري على حسابها فالطبقات الكادحة لا تعوض تعويضا عادلا على جهدها بل يعطى لها ما يسد رمقها ويكفل لها أقل الحاجيات في الحياة بينما يذهب (فائض القيمة) إلى الطبقة المستغلة ويزيد ثرائها كما أن جهاز الدولة وسلطة القهر والقوة والحكومة واقع في يد هذه الطبقة المسيطرة على وسائل الإنتاج مما يجعل مهمة الدولة حماية هذه الطبقة المستغلة ثم يبين ماركس كيف تطور النظام الإقطاعي إلى نظام رأسمالي على اثر قدوم الآلات والمكائن وقيام البرجوازية مقام الإقطاعية ويعتقد أن مرحلة التنازع والصراع الطبقي تجري ألان بين الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة فالرأسمالية نفسها أخذت بإنتاج الطبقة العاملة وتنميتها وتطورها وسيكون للطبقة العاملة الغلبة والانتصار وإنشاء مجتمع اشتراكي لا طبقية فيه وهذه هي الوسيلة الوحيدة لخلق التوازن في المجتمع وقيام التعاون مكان التنازع والتنافس القائمين حاليا وكذلك يزول الداعي للدولة لفرض سلطتها وجبروتها وقهرها لان الطبقة التي كانت تحتاج إلى حماية الدولة وسلطتها من أجل استغلال الطبقات الأخرى قد زالت ولذلك يصبح وجود الدولة غير ضروري لان المجتمع تسوده المساواة والوعي والمسؤولية وكل فرد في المجتمع يعيش ويحصل حسب القاعدة الإنسانية ( من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته ) وبذلك يشعر الفرد بالواجبات والالتزامات التي له وعليه ولذلك يعيش الشعب بمحبة وسعادة واطمئنان ومودة.