فصيل التوجه القاعدي يخلد ذكرى الشهيدة -سعيدة المنبهي-


ليلى محمود
2007 / 12 / 16 - 11:26     

التاريخ: الأربعاء 12 دجنبر، المكان: الساحة الحمراء بالحي الجامعي بطنجة، الساعة: ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا وإلى حدود الساعة بعد منتصف الليل.

مناضلات ومناضلو فصيل التوجه القاعدي بموقع طنجة يتوجون المعارك النضالية التي خاضتها الجماهير الطلابية بكل من الحي الجامعي من أجل الحق ف السكن، وبكلية الحقوق من أجل الحق في التسجيل وبكلية الاقتصاد من أجل تحسين أوضاع الدراسة، من خلال تنظيم نشاط ثقافي جماهيري تخليدا لذكرى استشهاد شهيدة الشعب المغربي الكادح والحركة الماركسية اللينينية بالمغرب واستمراريتها النوعية الخط البروليتاري الماركسي اللينيني بالجامعة وخارجها.

ونظم النشاط على شكل حلقية بالساحة الحمراء توسطتها رايات المناضل الأممي والرمز الثوري تشي غفارا محاطة ببعض الشموع، أطر النشاط مناضلات ومناضلو فصيل التوجه القاعدي عبر العديد من المداخلات التي عرفت بالشهيدة سعيدة في مختلف محطات نضالها، منذ التحاقها بالجامعة ونضالها في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وفي صفوف الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين، التيار الطلابي الناطق باسم الحركة الماركسية اللينينية بالجامعة، ضدا على التيارات الحزبية المرفوضة من طرف الجماهير الطلابية، لسلوكها البروقراطي الهيمني والانتظاري الإصلاحي. مرورا بانتمائها بعد التخرج من الجامعة إلى الاتحاد المغربي للشغل في إطار نقابة التعليم، وكفاحها ضمن منظمة إلى الأمام.

إلى حدود اعتقالها بالمخفر السري "درب مولاي الشريف" لمدة سنتين تحت التعذيب والترهب وتقديمها للمحاكمة ضمن ما يعرف بمجموعة 139، لتحاكم بخمس سنوات سجنا وإضافة سنتين، بعد تحديها للقاضي بمعية رفاقها مرددين: فاشيست فاشيست أثناء المحاكمة. ثم المعركة التي خاضتها إلى جانب رفاقها، معركة الإضراب عن الطعام، من أجل سن قانون المعتقل السياسي وتحسين أوضاعهم السجنية والتي دامت 45 يوما سقطت خلاله سعيدة شهيدة يوم 11 دجنبر 1977.

كما تناولت مداخلات الرفاق تحليلا علميا لكل من قضية الاعتقال السياسي وقضية المرأة باعتبارهما قضيتين طبقتين مؤكدين على ضرورة ارتباط النضال ضد الاعتقال ومصادرة الحريات والتدخلات القمعية ضد الجماهير والمناضلين، وكذا النضال من أجل المساواة التامة بين المرأة والرجل بالنضال من أجل دك النظام الطبقي البرجوازي القائم وبناء المجتمع الاشتراكي الخالي من الاستغلال والاضطهاد والتمييز الجنسي أو الطائفي أو القومي.

وأكد الرفاق على استمرارهم على درب الشهيدة سعيدة، درب النضال اليومي بالجامعة والثانويات، بالمعامل والأحياء الشعبية. درب النضال من أجل أشد المطالب الجماهيرية إلحاحا وتوسيع أفقها باستمرار. درب النضال من أجل بناء حزب الطبقة العاملة المستقل إيديولوجيا، سياسيا وتنظيميا المعبر برنامجيا على مصالح كل الكادحين والمتضررين من استمرار النظام البرجوازي وسياساته الطبقية. درب التشبث بالمرجعية الماركسية اللينينية، الانتاجات النظرية لماركس، إنجلز، لينين والتجارب الثورية العمالية ودروسها (كمونة باريس، الثورة الاشتراكية بروسيا) والتفاعل مع الشروط الخاصة لثورتنا الاشتراكية المغربية. درب الاستمرارية النوعية للحركة الماركسية اللينينية المغربية، استمرارية نقدية، تعيد طرح التساؤلات على كل الأطروحات والمواقف والرؤى، من موقع تطويرها وتصحيحها بما يخدم مصالح التغيير الثوري الاشتراكي بالمغرب ضدا على الأطروحات التصفوية اليمينية التي حاولت وما تزال تصفية التجربة من مستنقع مراجعة الماركسية والأطروحات الجامدة التي تقدس التجربة لحد العبادة، عبادة النصوص والأسماء غارقة في المثالية والميكانيكية.

إن مناضلات ومناضلي فصيل التوجه القاعدي، متحدين بإرادتهم، حاسمين في اختيار طريق النضال على طريق المهادنة، لا يستغربون وعورة وصعوبة الطريق، ولا تطويق كل الأعداء لهم من النظام الرجعي وعملائه إلى الفاشية الظلامية مرورا بالمراجعاتية والإصلاحية. إن اتحادهم لم يكن إلا بغية مقارعة كل الأعداء. وهاهم يحققون الانتصار تلو الانتصار. إن المستقبل لن يكون إلا ثوريا أحمر.

وما زاد من حماس النشاط حضور الفنان الملتزم الرفيق صماد بحر الذي أبى إلا أن يشارك الجماهير الطلابية هذا العرس النضالي مفتتحا مساهمته بأغنية "سعيدة" إهداء لروح الشهيدة واسترسل في تأدية الأغاني الثورية الحماسية التي تغني الناس قبل أن تغني لهم على حسب تعبير الرفيق صماد بحر، تغني آلام وآمال الكادحين، في ظل تفاعل حماسي للجماهير الحاضرة.

فتحية لرفيقات ورفاق التوجه القاعدي، تحية للجماهير الطلابية المناضلة بموقع طنجة وبكل مواقع الصمود والنضال.

سيرا على درب سعيدة، زروال، شباضة.. نمضي إلى الانعتاق من الاستغلال والاستبداد القائم ببلادنا، والتحرر باتجاه المجتمع الاشتراكي.