المجتمع المدني من الافق الاوسع

هاشم الخالدي
2007 / 11 / 11 - 11:24     

يتلقى الانسان من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه وانعكاسه في دماغه بعملية استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء ه ومكوناته تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمان والمكان وذلك كله هو كتلة من الفعاليات نستطيع ان ندعوها بالفعاليه الادراكيه اوالوعي, تتولد عن قدره مميزه وخاصيه ذاتيه في الدماغ هي قدرة الادراك ,التي هي مسؤولة ايضا عن ادراك المطلق اي ادراك قوه سائده مهيمنه خارج الوعي, ادراكا ليس بنفس آلية الوعي وانما وحيا لا وعيا اللاوعي, فهو معلوم من ناحيه تاثيره كوجود مسلم به الا انه مجهول بقياسات واليات الوعي, اذ جرى اكتسابها مع لحظة ادراك الزمان والمكان والسمات النوعيه والكميه للظواهر والاشياء , ما وراء الاشياء والظواهر حدسا وليس حسا , فقدرة الادراك هي شرط ضروري للادراك وحيا كما هي شرط ضروري للادراك وعيا,فلا وحيا بدون قدرة الادراك اي ان الوحي ظاهره موضوعيه خارج ارادة الانسان لكنها تخص قدرات الانسان لا غيره من الكائنات الحيوانيه لانه هو الوحيد الذي يملك قدرة ادراك فهو يدرك وعيا ووحيا. ان الادراك وحيا هو الايمان بقوه كليه مهيمنه بلا منازع تتماهى به كل المقاييس والقيم, ان المقدرات والقيم الانسانيه الاخلاقيه هي نسبيه تحاكي الوجود باعتباره قيمة مطلقه, لذلك فالانسان هو وحده من عبّر عنها في النفس والعقل, عبر مراحل عده بوسائل التعبير المتاحه تتطور مع تطوره التاريخي الانساني والمتراكم العقلي والنفسي فيما بين طرفي وعيه و مشاعره من جانب و حدسه ووحيه من جانب اخر حتى بلغ تدريجيا الى حقبة التعبير التجريدي عند افق اوسع من مستوى المعيشه وفي مستوى اعلى من المعرفه, ,لذلك فمع التقدم تقصر المسافه بين الوحي والوعي للوجود المطلق كما تتقلص بين وعي الواقع ووحي الواقع , الا انها في الحالتين لا يمكن ان تتطابق ,اي ان التمايز بين الوعي وبين الوحي سيبقى قائما الى الابد وسيبقى الوعي غير قادر على اخضاع الوحي لالياته و لدلالته وبراهينه ان للواقع الاجتماعي والبيئي وحيا فضلا عن الوعي. لذلك كله فان هناك ثلاث قوى تشكل اسلوب الحيا ة للانسان وهي الغريزه والوعي والايحاء
ان الوحي وحيان وحي القوه المهيمنه المطلقه ووحي الواقع النسبي ينعكسان على العقل والنفس الكلي في المجتمع كما ينعكسان على عقل ونفس الفرد وهما في صراعهما مع العقل والغريزه مصدر الابداع.
, فالوحي الالاهي(المطلق) لا يتنافى و وحي الواقع وكلا الحالين لا يلغيان قانون الوعي و المعرفه الانسانيه العام . ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل منذ النشوء الاول للكون ولا يمكن تصور النشوء الاول الا بفعل خارجي ناتج ممن ليس شيئ (ليس كمثله شيئ) اذ لو كان شيئ لخضع لقانون النشوء و الهلاك اي لقانون جدل الصيروره, وذلك هو اقصى ما يصله الاثبات العلمي للوجود المطلق ما يتناسب من ادراكه وحيا . ان الموازنه بين المسارات الثلاث تتحق بالخروج من من حالة التناقضات القائمه بينها الى امام ما يشبه عملية الهروب الا انها عملية اقتحام نحو التقدم والتنميه والبناء فالخلل التاريخي هونكوص نتيجة عدم الموازنه بين المسارات الثلاث وهي حاله مشابهه لخلل الشخصيه الفرديه لذلك فان تشخيص الصراع الطبقي كمحرك اساسي لتطور المجتمعات يمثل جانبا مهما من المسار الغريزي ولكنه ليس محورا لجميع المسارات رغم العلاقه الجدليه بينها فللمسارين العقلي والنفسي زخمهما المستقلين نسبيا ان شرط التقدم والنمو هو ما نطلق عليه المجتمع المدني فهو . المجتمع المدني هو الوسط الحاضن لمنظمات مدنيه ثقافيه وعلميه ومهنيه يتيح الابواب مفتوحه لها للمساهمه في تحقيق التنميه والبناء فهو المجتمع المتحرر من القولبة..ولا يشترط اية صيغة من النظم السياسيه وانما يترك ذلك لطبيعة حركة الموازنه والصراع ونضوج الظروف والقدرات,لذلك فان منظمات المجتمع المدني هي احزابه وجمعياته واتحاداته المهنيه ومؤسسات الدوله المهنيه خارج هيمنة ادارة السلطه السياسيه وغير خاضعه للادلجه الشامله فهو لا يشترط العلمانيه او الديانيه او الطبقويه للمجتمع والدوله وانما يترك ذلك في الحدود اللازمه لحركة التقدم الحضاري لذلك فهو ممكن التحقيق في ظل الراسماليه او الاشتراكيه