المقاومه والبناء والتنميه- المعادله الصعبه

هاشم الخالدي
2007 / 11 / 5 - 07:42     

الطائفيه ادلجة للمعتقدات المذهبيه واستثمار لواقع اجتماعي فهي طارئه اما الايمان فهو طاقه خلاقه ,الا ان المشكله تتعلق بالمعتقدات واستغلالها برافع الايمان لغايات ماديه وسلطويه, فهل يمكن عزل الايمان عن تلك المعتقدات القابله للاستغلال طبقيا او قوميا ان عملية الاستغلال للمعتقدات وما هية خطورتها تكمن في انها منذ نشاتها فهي ذات طابع وغايات سياسيه وليست دعوات قيميه خالصه ترتبط برموز ايمانيه خالصه فهي اداة خاصة في الصراعات المرحليه ولها اساس او مرجعية تتصل بجذوراستخدام شبيهاتها في التعبير عن وعي بدائي او وعي العقل والنفس في حقب تاريخيه سابقه زاخره باساطير فهي عندما تتمسك بخلق اساطيرمستحدثه نظيرة للاولى ,فانها تستند على نفس قواعدها العقليه والنفسيه فتلك القواعد جذورها قديمه وجدت مع الايمان في التعبير الكلي عن الظواهر الاجتماعيه واسطفافاتها منذ نشات المجتمع على شكل قصص وقدرات خارقه وطقوس وتقاليد موروثه ....؟ فهي ادلجه اي محاوله نقل الصراعات الى يوتيبيا,فهل يمكن عزل الايمان عن هذه الادلجه في عصرنا خصوصا وان شكلها الراهن هي اجترارات معدله اللاصل شكليا في خدمة مصالح شرائح وتكوينات سياسيه واجتماعيه معاصره,تبتعد كثيرا عن الايمان وقيمه الفاضله, فهل يمكن عزل الادلجه في عصر فشلت حتى اقانيم الايديولوجيات المعاصره , واذا كانت الدعوه الى استبعاد الدين من السياسة امرا ليس موضوعيا فهل يمكن استبعاد المعتقدات في ظرفنا الراهن التي تظر كثيرا في الوحده الوطنيه عند استخدامها في الصراعات السياسيه، وهل يمكن السعي إلى تاطير مفهوم الدين بمعنى الإخلاص والفضيله، (بوصفه نكرانا للذات في سبيل المباديء الإنسانية و العدالة والمساواة ، التي هي مقاصد إلهية في الحق) ليكون عاملا رئيسيا في بناء دولة القانون والديمقراطية...؟.. واذا كانت علاقة الفرد مع الوجود والرحمان ليست علاقة معرفية بأليات الوعي المعروفه علميا انما هي علاقة وحي الايمان وهو شكل من الادراك الايحائي الذي يشكل جوهر واصل المنطلق الديني الانساني , فهل يمكن للمعرفه ان تتخذ دورا في استبعاد الاساطير والمعتقدات الباليه والولاءات الطبقيه والعرقيه المتصله بها عن الايمان بالله وقيمه الفاضله بقدر ما يعبر الايمان عن الولاء والانتماء والتماهي مع الوجود الالاهي،والترفع الإنساني عن الغرائز، ليصل إلى مستوى نكران الذات والاستغراق في الفكرة او القيمة او الرمز الذي يتعلق به ليتحد بالمطلق.. الذي هو( مزيج من نكران الذات والتفاني منزها لذاته) والكف عن عقد مزيف الصله برموز تاريخيه على قاعدة ها انا ذا الصادقه فعلا وعملا ,الجواب نعم ممكن بان تترك تلك المسائل للموازنه بين المسارات الغريزيه والعقليه والقيميه لتحقيق البناء والتنميه فهي الكفيله بجر كل المسارات الى مجال عزل المعتقدات وافشال التخندقات من خلال توفير كل الشروط اللازمه للبناء والتنميه ليصبح هذا الهدف هو الاسمى فهو لا يتحقق الا في ظل الموازنه بين المسارات وابتعاد النخب السياسيه والثقافيه في قيادة كتله التغيير والتقدم التاريخيه المقاومه عن الشطط . اما مقاييس هذه العمليه الثوريه البنائيه والتنمويه فهي مقاييس علميه وعالميه معلنه لذلك فان المهم في اي سلطه قادمه هو مراعات اكفئ الطرق والاساليب لتحقيق التنميه وان تعهد المهمات للكفاءات وليس الى هذا او ذاك من قوائم و اسطفافات انتخابيه بادعاءات ديموقراطيه مزيفه في مجتمع متخلف ,لذلك يقع على السلطه ومنظمات المجتمع المدني لتاخذ دورها اولا في ارساء اعمدة البناء والتقدم اي المؤسسات القانونيه والنظاميه ليكون البرلمان المنتخب تحت المراقبه المدنيه ولياخذ موقعه في الرقابه على السلطه واجهزتها التنفيذيه ليس الا ,لحين تكوين الوعي البناء كاساس ليتحول البرلمان الى برلمان تشريعي بالكامل عندما يدخله قاده الميدان التنموي....ان للاحتلال اجندات لا صلة لها بالبناء والتنميه الا بالقدر الذي يخدم مصالحه ويجنبه نهضة وطنيه حقيقيه خطيرةعلى مستقبل هيمنته ,لذلك فان مهمة البناء والتنميه هي مهمة وطنيه لا تنفصل عراها مع المقاومه استجابة لاساليب المحتل, وانها لاصعب المهمات في مثل هذه الظروف ان تتمكن قيادة البلاد من تحقيق الموازنه المطلوبه و ليس هناك بديل .