بدون مماحكة ..مدن الله الأموية والعباسية ذبحت الصالحين من البشر


خليل المياح
2007 / 10 / 25 - 03:27     

بدءا نستعير من دانتون فكرته حول الانتفاضة , لكنها على المستوى الفكري هذه المرة
: الجرأة ثم الجرأة والجرأة !
اللافت أن ثمة خفة في النظر إلى التاريخ الحديث يشهدها المرء ويسمعها تنطلق هنا وهناك
في اواخر القرن العشرين ,فبعد كل بحار الدم التي اريقت في ساحات المعارك بالضد من الكولونيالية
.ياتي رجال دين من هذا الزمان ليدمغوا المعارك الطاحنة منذ تاميم مصدق للنفط وتاميم قناة السويس
وحرب الجزائر وانتفاضات الاكراد وقبل ذلك النزوع القومي ضد العسف العثماني ,أقول ان بعض الرساليين كانوا يدمغون ذلك النزوع القومي بانه من زرع الكولونيالية !
وكان برهان الجماعات الرسالية الوحيد هو المصادرة أي طرح فرضيات لا علمية ولا تاريخية
!وحصل ان جماعة الاصوليين قد سقطوا في فخ التصور الازدواجي منذ بدايات تفتحهم على الدنيا
حينما رسموا الانسلن الحالي وكانة كائن منشطر بين مدينة الله ومدينة الدنيا !
وبدءا تجدر الاشارة الى ان الدفاع عن التوحيد بالطريقة القديمة لم يعد مفيدا ,فكلنا موحدون منزهون
لكن راهنية الزمن باتت تتطلب طرح فكرة النوحيد مرتبطة بتحرير الارض والانسان من كل الاصفاد
والمعوقات كما يراها اركون وحسن حنفي ونصر حامد ابو زيد .
ولقد أتى حين من الدهر ان يامر هشام بن عبد الملك خالد القسري بذبح الجعد بن درهم سنة 120 هجرية لانة ,حسب زعمهم قد قال ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا. . .وكان الزمن يمر على المؤمنين
في حالة عيد اسلامي فنُحر الرجل اسفل المنبر الذي اعتلاه السفاح القسري
وهذه هي بدايات السلف الاعلى للفكر الارهابي المتسيد للساحة العربية الاسلامية الان !
ولاننسى ان الامويين كانوا يلحفون على مقولة الجبر الالهي القدرية وبالتالي يؤكدون على ثنائية المعبود الالهي والمعبود السياسي (خليفة الله وأمير المؤمنين ) .
واصبح الحرمان الاجتماعي يحط من قدر الانسان بقدر ما يحط منه افراط الامويين في التملك الدنيوي!
وحين جاء الفارابي لاحظ ان مدينة البشر قد اصبحت بعيدة عن مدينة الله والامة الاسلامية لم يعد بينها أئتلاف او تعاضد لذلك ارتأى ان موضوع الحق للفلسفة هو الانسان ,ورأب الصدع يراه بتوسط النبي الفيلسوف الذي يستطيع ان يدرك ناموس المدينة الكبرى فينزله الى المدينة الصغرى ,وبلتالي فهذا النمط من التفلسف قد وضع حجر الاساس لاستقالة العقل ,ذا النه اكد على كينونة مدينتين أحداهما الاهية متعالية في قداستها والثانية دنيوية بشرية ,تسيرها اهواء الحاكمين ونزواتهم !
ولا يخفى على المحقق والباحث المعاصر ان الفارابي اراد بعمله الفكري ذاك ,توحيد كلمة الامة الاسلامية يوم كانت بغطاء الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس !
وحيث اننا نرى الامر غير مجد ترانا نؤثر الاجتماع الانساني بصفتة عملية حياتية مدنية لا عملية استخلاف وعمارة . . . .
وبهذا المنظور الفارابي نرى الى الناس وقد تحولوا الى حشد وقطيع من خراف الهية ضالة بالرغم من اطروحة ان البشر مفوضون من الله!
وتاسيسا على ما تقدم اصبح الفرد المسلم يعاني من وطأة ثنائية المعبود الالهي والمعبود السياسي الى يومنا هذا ,غير ان لاهوت الارض هو توحيدنا ولاهوت التقدم هو ما يحفز ضميرنا نحو المستقل ...
وبالطبع كانت الخسارة فادحة اذ عودنا علم الكلام على الرجوع الى النص الخام ومفادة قال ابو هريره او قال الطبري او قال بن عباس ,وبهذا افتقدنا المعنى الانساني التاريخي الذي كان يكمن بين طيات الاهوت !

ولا يخفى ان اشكالية الدين التي ننقدها ((بعقل وحصافة)) تنصب على اطلاقية خاكمية الوحي والغاء حاكمية العقل وبنبغي الالتفات الى مقولات ابن رشد التي قد تسعفنا بهذا الخصوص فهو يرى :ان انكار الاسباب في الطبيعة انكار للوحي ذاتة !
وما دمنا نعرف ان كل صيغة لاهوتية هي نمط للسيطرة واستراتيجية لها فما المانع من العودة الى طروحات فيور باخ ,مع انها ماركسية مؤلينة ,التي فند فيها المزاعم الدينية وبين انها عملية تصعيد للمسائل الخيرة في القلب الانساني ! ؟
ونسي فيورباخ ان خلف الدين تكمن القوة الاقتصادية وليس الفلسفة
وهنا علينا ان تصدع بالامر الحقيقي,اسوة بالرؤية المعتقدية التي لدى ريجيس دوبريه
مثلا,من ان الدين سعادة وهمية ينبغي ابدالها بسعادة البراكسيس الثورية وهنا اسمح لنفسي
بالتصالب مع استاذنا هادي محمود في كراسة(التوظيف السياسي للدين)
انطلاقا من حب الحقيقة اكثر من الاستاذ وانا لااركله كما فعل ارسطو
مع استاذه افلاطون سابقا .
ولايفوتنا ان هالات التبجيل والتقديس للمرحلة العباسية كانت بفعل
العقلية الاشعرية التي تمجد السلطة والخلافة كونها تمثل بيضة الاسلام !
واننا كيساريين ,وحتى الليبراليين منا ,مطالبون باكتشاف اقاليم جديدة
للمعنى وزحزحة المعاني العتيقة عن مركزيتها وتفكيك مفردات عزيزة
على اللاهوت ,مثل الكفر والكافرين ,مع علمنا بان العرب القدامى
اطلقوا مفردة الكافر على الزارع لانه يغطي الحبوب بالتراب وعلى الليل
الذي يغطي على الكون بالظلام ...
ولنا في تجربة المعتزلة الجريئة في ابتداع الصيغة الثالثة – الفاسق-
أي المنزلة بين المنزلتين خير مرشد وهاد.
وامل الا يتصدى لي تقدمي ويقول :حتى هيجل قال بان الفيلسوف
لايعبر نهر الرودس !
لكن استاذنا الفاضل هادي محمود ,بعد اطللاعه على مقالتي قد يذكرني
بحكابة بول لافارغ صهر ماركس مع عمه ماركس الذي قال له:اذا
كانت هذه ماركسيتك فانا لست ماركسيا !!
لكن ومن جانب اخر لامندوحة لنا من رؤية الثورات الدينية في مراحلها
النبوية الاولى ,كبحث عن المعنى الحر والمفتوح ,حسب اركون ,وبعد ذلك
ليقل لنا المحتجون ماهي ارادة القوة التي افسدها الفقهاء والكهنة بقوالبهم
الفكرية الجامدة والقسرية التي دمروا بها امكانية رؤية لخلاصة جديدة
نواتها التوفيق بين العقل والنقل !
ولايخفى ان هدفنا النهائي كان وسيبقى انسنة العلاقات الاجتماعية .
وبناء على ما اسلفنا سنغذ السير صوب العقل النويري الذي يمثل
مرحلة متقدمة بالقياس الى العقل الديني التقليدي ,اذ ان العقل الاول
يكون نقدبا بامتياز !
لكن من زاوية اخرى انتقد الماركسيون هذا العقل النقدي باعتباره
ليبراليا ونعتوه بالبرجوازي !بسبب اهماله للطبقات العاملة الفقيرة والشعوب المستعمرة ...
وبرى الباحث اركون بجدارة ,ان مصادرة العنف (واعدوا لهم ..ترهبون به)
مرتبطة بالتقديس وبالحقيقة المتعالية ,وبالتالي ثمة كفر وكفار وزنادقة ينبغي
ازاحتهم من مدينة الله المقدسة سواء كانوا امثال عمرو المقصوص –مع انه اموي وجبري النزعة مثلهم –او غيلان الدمشقي وحتى حسين مروه في عصرنا الحديث ..وهذه ظاهرة انثروبولوجية ينبغي دراستها وتفكيك بناءها الداخلي بغية نقدها بشجاعة متحلين بروحية غاليليه المعرفيه !


وهنا علينا ان تصدع بالامر الحقيقي,اسوة بالرؤية المعتقدية التي لدى ريجيس دوبريه
مثلا,من ان الدين سعادة وهمية ينبغي ابدالها بسعادة البراكسيس الثورية وهنا اسمح لنفسي
بالتصالب مع استاذنا هادي محمود في كراسة(التوظيف السياسي للدين)
انطلاقا من حب الحقيقة اكثر من الاستاذ وانا لااركله كما فعل ارسطو
مع استاذه افلاطون يابقا .
ولايفوتنا ان هالات التبجيل والتقديس للمرحلة العباسية كانت بفعل
العقلية الاشعرية التي تمجد السلطة والخلافة كونها تمثل بيضة الاسلام !
واننا كيساريين ,وحتى الليبراليين منا ,مطالبون باكتشاف اقاليم جديدة
للمعنى وزحزحة المعاني العتيقة عن مركزيتها وتفكيك مفردات عزيزة
على اللاهوت ,مثل الكفر والكافرين ,مع علمنا بان العرب القدامى
اطلقوا مفردة الكافر على الزارع لانه يغطي الحبوب بالتراب وعلى الليل
الذي يغطي على الكون بالظلام ...
ولنا في تجربة المعتزلة الجريئة في ابتداع الصيغة الثالثة – الفاسق-
أي المنزلة بين المنزلتين خير مرشد وهاد.
وامل الا يتصدى لي تقدمي ويقول :حتى هيجل قال بان الفيلسوف
لايعبر نهر الرودس !
لكن استاذنا الفاضل هادي محمود ,بعد اطللاعه على مقالتي قد يذكرني
بحكابة بول لافارغ صهر ماركس مع عمه ماركس الذي قال له:اذا
كانت هذه ماركسيتك فانا لست ماركسيا !!
لكن ومن جانب اخر لامندوحة لنا من رؤية الثورات الدينية في مراحلها
النبوية الاولى ,كبحث عن المعنى الحر والمفتوح ,حسب اركون ,وبعد ذلك
ليقل لنا المحتجون ماهي ارادة القوة التي افسدها الفقهاء والكهنة بقوالبهم
الفكرية الجامدة والقسرية التي دمروا بها امكانية رؤية لخلاصة جديدة
نواتها التوفيق بين العقل والنقل !
ولايخفى ان هدفنا النهائي كان وسيبقى انسنة العلاقات الاجتماعية .
وبناء على ما اسلفنا سنغذ السير صوب العقل النويري الذي يمثل
مرحلة متقدمة بالقياس الى العقل الديني التقليدي ,اذ ان العقل الاول
يكون نقدبا بامتياز !
لكن من زاوية اخرى انتقد الماركسيون هذا العقل النقدي باعتباره
ليبراليا ونعتوه بالبرجوازي !بسبب اهماله للطبقات العاملة الفقيرة والشعوب المستعمرة ...
وبرى الباحث اركون بجدارة ,ان مصادرة العنف (واعدوا لهم ..ترهبون به)
مرتبطة بالتقديس وبالحقيقة المتعالية ,وبالتالي ثمة كفر وكفار وزنادقة ينبغي
ازاحتهم من مدينة الله المقدسة سواء كانوا امثال عمرو المقصوص –مع انه اموي وجبري النزعة مثلهم –او غيلان الدمشقي وحتى حسين مروه في عصرنا الحديث ..وهذه ظاهرة انثروبولوجية ينبغي دراستها وتفكيك بناءها الداخلي بغية نقدها بشجاعة متحلين بروحية غاليليه المعرفيه !
وقد تكون ,حسب تصورنا المتواضع ,طرائقية الالسنيات الحديثة هي المناسبة لهذا التفكيك ردا على اختزال صبغة العلوم الانساتية الحديثة التي قد يفلت من قيضتها اساس الدين الجوهري المتعلق بالروح الانساني بالمعنى الذي تناوله
فيورباخ أي اله الإنسان الذي هو الجوهر المتاله للانسان .
وهذه الطرائقية (الميثودولوجية) هي الكفيلة بانجاز الانتقال من عالم الضرورة الى عالم الحرية مع شى يوتوبي يكاد يكون ممتزجا بغبش الغائية الصوفية ,اذ لاحيلة لنا إزاء تلك الرؤية البروميثيوسية !
وقد يعترض علي معترض متناولا مقولة ستالين (أن الدولة تبني نفسها لكي تضمحل !)هذه الرؤية اصبحت تعكس حقبة معرفية ترى أن للتاريخ غاية (ثيولوجية ) !
والغريب ان فقهاء لاهوتيين مثل الدكتور علي شريعتي لم يستطع الخروج من شرنقة المذهبية على غرار الفقية مسكويه الذي تعلق أيضا بال البيت لكنه كان يهدف الى استطالة التعاليم الفلسفية مع انه في تشيعه كان يشابه شيعية الفارابي او اخوان الصفاء , !
وكم هو مدهش ان يعتبر مسكويه الفرائض الدينية بمثابة وسائل لضم شمل الامة وتوحيد لحمة المجتمع اكثر مما هي وسائل لعبادة الخالق !
وحين نسلط الضوء النقدي على الفكر الطائفي ,بكل تشعباته ,فهدفنا تفكيك النزعة التفخيمية او التبجيليه المنبهره بالعبقرية الراشدية !
ويهمنا جدا في بحثنا هذاان نتعرف الى الاسلام المتخيل وكيفية استطاعته :تجييش الملايين من الناس ,بناء على مركب فكري ومخيال اجتماعي تستعمله الجماعات الاسلاموية ,كحصان طروادة في بسط نفوذها اثناء وغب الحملات الانتخابية مثلا !
اننا نتوق الى احلال الفكر العقلاني الانسي بديلا ايديولوجيا لاطروحة الدفاع الجهادية !
وهدفنا النبيل والمستقبلي لن يتحقق وسيتعثر دوما طالما تتسيد ساحتنا الفكرية النظرة المذهبية الاشعرية التي ترفض فكرة التقدم اذ ترى ان الماضي الاسلامي السحيق هو التقدم بعينه ,حتى انها باتت ترى ان مفردة الاسلام لا تقبل النعت والتوصيف بالديمقراطية ابدا !!
وهكذا يتبين لنا ان مدن الله التي شيدت في الماضي وفقا لتأويلاتها التعسفية هي التي هدرت دماء المسلمين والفقراء والمحتجين على شتى المظالم ...فهل يراد لنا الان اعادة المذابح للناس تحت لافته مهووسة بمفردات مثل :
من تمنطق فقد تزندق !!
ونصيحتنا ان يتعض البعض من حكمة احد الثوريين الكبار التي تقول : ان الاردياء
الذين زرعوا التنانيين سيحصدون البراغيث .