تطوير الماديه التاريخيه....او الصراع الطبقي والنماء والفضيله

هاشم الخالدي
2007 / 10 / 1 - 12:23     

الغرائزالانسانيه هي فرع من غرائز حيوانيه معززه بميزة الانسان الجسمانيه والدماغيه و هي مجموعه ميول ذات طابع بيلوجي تتحدد نوعا وكما انيا (بالزمكان) على مستوى السيروره الانسانيه بعاملين جدليين, اولهما عامل داخل دائرتها يعبر عنه بالصراعات بين قوى بني الانسان الغريزيه والثاني خارج الدائره بالمستوى الحضاري الذي يعكس درجة النماء والفضيله, اما شكلها فهو التسلط في حيازة و امتلاك الثروه بما فيها الثروه البشريه وامتلاك المتعه والجنس ,ان الصراع الطبقي هواحد انعكاسات الغريزه الانسانيه يضعف مع تقدم السيروره الانسانيه ليحل محله تدريجيا الصراع بين القديم والجديد وبين الرذيله والفضيله في مستوى تتعادل فرص نزعات الغريزه بين الجنسيين وبين الافراد والمجتمعات ان خصوصية مميزه للمجتمع الانساني نشأت مع تفرد ميزات هذا المخلوق.
فبدئا من منطق العلم ان الانسان كائن حي من ماء و عناصر ومركبات ماديه معقده) يسعى من اجل البقاء والحفاظ على الذات( الغريزه ) اسوة بالكائنات الحيوانيه الاخرى وهو المؤهل باعتدال قامته وتحرر ذراعيه اذ يتلقى من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه و بقدرة دماغه على استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء الدماغ تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وللمكان وذلك كله هوكتلة من القدرات الذاتيه نستطيع ان ندعوها بالقدره الادراكيه قدره لم يستطيع العلم ان يفسرنشأتها في الانسان فهي تشكل حلقه نوعيه فريده في السلاله البشريه و ميزه خاصه نشات عن تغييرفي التركيبه الوراثيه للخليه المخصبه الاولى التي تكون منها الانسان ،ان القدره الادراكيه وهي في لحظة وجودها مصدر ادراك الزمكان والسمات النوعبه والكميه للظواهر والاشياء ومصدر ادراك الوجود اي ادراك القوه المطلقه المهيمنه ماوراء الاشياء والظواهركلها.. ان مزاولة بني الانسان هذه الممارسه –العمل تمنحه مزيد من تراكم المعلومات- المعرفه لذا فان ما للعمل من دور اساسي في المعرفه مثل ما للمعرفة من دور اساسي في العمل فهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان. ان عملية نشوء الدماغ وتطور ورقي وظائفه الفسلجيه هي عمليه مستمره عبر مراحل النموللفرد ، و عبر الاجيال ايضا لكنها بطيئه في الاخيره موجهه بالعوامل الوراثيه ومتفاعله مع المحيط والبيئه. ان نشوء النفس والعقل وتطورها ورقيها هي نتيجه للعمليات المذكوره انفا في الانسان الفرد او كمجموع انساني فللمجموع او المجتمع نفس وعقل كلي متشكل من خلال العلاقات المعيشيه الاجتماعيه بدائيه كانت او متقدمه ، وان ارثا من الانجازات يخلفه للاجيال تكون مواضيع ارتكاز و رصيد لانشطتها وممارساتها و ارثا نفسيا وعقليا متشكل فرديا واجتماعيا ،ان الانجازات وارث الانجازات التي يخلفها
لا تعني بالضروره الاصلاح او الحقيقه فبتاثيرحركة الجدل التاريخيه يمكث الاصلاح وتتكرس الحقيقه وليس في الارض خليفه غير الانسان بما في ذلك مختلف السلالات المتعدده البشريه المنقرضه فتلك السلالات لم تكن قادره على تطويروسائل معيشتها وبالتالي قواها النفسيه والعقليه لكونها لا تتسم بالميزه التي يتسم بها( ادم ) تلك السلاله البشريه- الانسانيه المعروفه علميا باسم سابيناس-سابيناس فتركة الارث (الخلف) من الانسان-ادم وليس من غيره تاركا لمن يخلفه من بني الانسان انجازاته ليؤدي دوره بصعود الاجيال تتراكم فيها الانجازات وتتغير وتختلف وتزداد سرعه وكفاءه واتساع وانتشار بفعل التاثير والتاثير المتبادل مع المحيط بما فيه المجتمع المتشكل و الافراد والمجاميع في الزمان والمكان بعمليه جدليه منذ نشأته الاولى فعلى الصعيد المادي ابتداءا من صيد وجنى الثمار ودفن موتاه وتدجين الحيوان والزرع وصنع الادوات الحجريه والمواقد و الرماح والابره والنسيج والعجله والتعدين والفخاروالاقامات و المجمعات و العلاقات حتى التحضّراو نشوء الحضارات... وعلى صعيد القوى النفسيه والعقليه تعلم الانسان الاشاره بيديه وبالصوت وبالحركه وبالاشياء وسائل للتعبير(القلم) عن السمات للمؤثرات البيئيه والمحيطيه وتخيلاته وافعاله وتطورت عملية التعبير كانجاز ونمت قواه النفسيه والعقليه في التعبير عن رؤاه بالطقوس والشعائر والفنون واللغات اللسانيه والكتابيه والعد والحساب والرقص والغناء والموسيقى والرسم والنحت والشعر والعباده و التاريخ والفلسفه والعلوم واكتشف واخترع طاقه البخار والاحتراق والكهرباءيه والنوويه والفضائيات واستخدام المعاملات الوراثيه و هندسة الجينات الى صعودات مستقبليه سيتجاوز فيها كل البرامج الحاليه باستخدام الطبيعه والقوى النفسيه والعقليه في عملية انتاج المعرفه والنماء. ان ادراك الوجود في ذاته ليس ارثا او انجازا اخلفه الانسان في الممارسه من قوى النفس والعقل و مؤئرات البيئه والمحيط من ظواهر واشياء كما انه ليس في قواه الغريزيه من اجل البقاء و الحفاظ على الذات انما هو خاصيه متشكله ومكونه في القدره الادراكيه ، الا ان التعبير عن الوجود بعد ذلك باتت اكثر ما يشغل عقله ونفسه في صراعاته وعبّرعن ذلك وعن تفاعلاته ومتعلقاته في النفس والعقل الناشئ المتطورالفردي والاجتماعي وان التعبير يتغير وفق مستوى تطورقواه النفسيه والعقليه لذلك تتغير المفاهيم وتختلف في الزمان والمكان، ان التعبيرعن الوجود هو تعبير نفسي عقلي- معرفي مكاني وزماني...والوجود في ذاته هو القوه المهيمنه وليس الكون ولا هو شيئ او ظاهره ولاهوكتله اوطاقه اوبلازما لانهائيه او سرمديه، وليس عدم ايضا فهو وجود مطلق وعاه الانسان القديم كما يعيه انسان الحاضر,فبمنطق الحاضر ان الماده لاتفنى ولا تخلق من العدم و ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل منذ النشوء الاول للكون ولا يمكن تصور النشوء الاول الا بفعل ناتج ممن ليس شيئ اضف الى ذلك لو كان شيئ لخضع لقانون الهلاك، اما التعبير عن الوجود فقد مر بمراحل عده بوسائل التعبير المتاحه كما اسلفنا مستخدما وسائل تعبير تتطور مع تطوره عبر مراحل التاريخ الانساني كله .لذلك فالوحي وحيان وحي القوه المهيمنه ووحي العقل والنفس اي وحي الواقع ،فالاول لا يخضع للصح والخطأ والاخر يخضع، الاول لايخضع للتطور والاخر يخضع ،اذن الوحي ظاهره موضوعيه ,ان الوجود المطلق او القوه المطلقه هي وحي خارج ارادة الانسان وهي تعني بهيمنتها واطلاقيتها الحق والعدل وهي مصدر قيم الفضيله كما ان العقل والنفس هي وحي الواقع وهي مصدر النماء لذلك فان للسيروه الانسانيه ثلاث مسارات مسار الغريزه ومسار النماء ومسار الفضيله ان عملية تطوير الماديه التاريخيه بات ضروره من اهم ضرورات العصر الراهن فليس الصراع الطبقي هو المحرك الوحيد للتطور انما تشكل التنميه والفضيله طرفين تزداد اهميتهما فيه.