ظرف دقيق وخطير تمر به البشرية والمنطقة وبلادنا

قدري جميل
2003 / 10 / 24 - 02:54     

د . قدري جميل

27/2/2003

نص الكلمة التي ألقاها الرفيق د. قدري جميل في الاجتماع الجماهيري مساء يوم 27/2/2003، ضمن الحملة الانتخابية للدور التشريعي الثامن لمجلس الشعب، تحت شعار: «كرامة الوطن والمواطن، فوق كل اعتبار»، وذلك في مضافة المرشحين في حي ركن الدين بدمشق.. وحضر الاحتفال حشد غفير من الرفاق والأصدقاء..

ماذا يعني ان نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب؟

■ ظرف دقيق وخطير تمر به البشرية والمنطقة وبلادنا.

■ الإمبريالية الأمريكية بعدتها وعتادها انفلتت من عقالها وأعلنت الكرة الأرضية كلها منطقة مصالح حيوية لها وبالتالي هدفاً لبغيها وعدوانها.

■ إنها تريد أن تجتاح الأخضر واليابس هروباً من أزمتها الخانقة المستعصية التي لا حل لها.

■ تصوروا هذا النظام الذي لاحل لمشاكله إلا بالحرب.

■ تصوروا هذا النظام الذي لا تعمل آلات اقتصاده إلا بالدم.

■ تصوروا  هذا النظام المتعطش لشلالات من الدماء كي يقف على رجليه.

■ إنه نظام فاسد، مهترئ، لا أمل بإصلاحه، إنه نظام يعاني من سكرات الموت رغم كل العنجهية والقوة التي يتغطرس بها.

■ لذلك نحن لا نخاف من هذا الوحش الذي سيلفظ أنفاسه حتماً تحت ضربات الشعوب، وسنرى أي منقلب سينقلبون.

إذاً تأتي انتخابات مجلس الشعب في دورته الحالية على أنغام طبول الحرب التي تقرعها الإمبريالية الأمريكية وحليفتها إسرائيل الصهيونية مستهدفة ليس فقط استقلالنا الوطني بل أيضاً سيادتنا ووحدة أراضينا، لذلك فإن هذه الانتخابات تحمل بالنسبة لنا نحن المرشحين معاني خاصة واستثنائية.

■ أن نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب اليوم يعني بالنسبة لنا العمل لاستنهاض جميع القوى الوطنية الشريفة للمعركة  الكبرى القادمة معركة الكرامة الوطنية، معركة تمريغ أنف الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية بالوحل والطين.

■ وكذلك يعني بالنسبة لنا الاستعداد للتصدي للخيار الوحيد أمامنا ألا وهو المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة.

■ وتعلمون جميعاً أن مقاومة هذا الوحش الضاري تتطلب رجالاً شجعاناً لذلك فالمطلوب منا اليوم أكثر من أي وقت مضى الشجاعة ثم الشجاعة ثم الشجاعة، ,عدم التردد في بذل الغالي والرخيص اقتداء بأجدادنا وآبائنا الذين كبدوا الاستعمار بمختلف أجناسه والذين أجبروا الجنرال ديغول ممثل الاستعمار الفرنسي أن يعترف أنه (واهم من يعتقد بإمكان إركاع سورية).

إن المعركة الحالية تفرض علينا أن نكون جديرين بأبطالنا أولاد الشام أمثال يوسف العظمة وحسن الخراط وأحمد بارافي ومحمد الأشمر وغيرهم من كل أنحاء سورية من إبراهيم هنانو إلى سلطان باشا الأطرش مروراً بالشيخ صالح العلي وأحمد مريود وليس أخرهم ممدوح قره شولي ونضال أل رشي وغيرهم وغيرهم فتحية إجلال وإكبار لهم وعهداً لهم أننا سنبقى على الدرب سائرين مهما كلفنا من تضحيات ودماء.

■ لذلك أن نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب اليوم يعني بالنسبة لنا ليس فقط الدفاع عن الوطن وإنما أيضاً الدفاع عن لقمة الشعب ويعني بالنسبة لنا ليس فقط الذود عن كرامة الوطن وإنما أيضا ًالذود عن كرامة المواطن.

لأن هاتين المهمتين مرتبطتان ببعضهما البعض لا يمكن تقديم إحداهما على  الأخرى ولا يمكن الفصل بينهما وأي نجاح في إحداهما هو نجاح لهما معاً وأي تراجع في إحداهما هو تراجع لهما معاً.

■■ فماذا يعني بالنسبة لنا أن نكون مرشحين تحت شعار كرامة المواطن فوق كل اعتبار. إنه يعني كما قال بياننا الانتخابي:

■ رفض أي مساس بالسيادة على القرار الاقتصادي ـ الاجتماعي أي رفض  إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية لأن هذه الإملاءات تستهدف اقتصادنا ولقمة شعبنا.

■ إنه يعني تغيير السياسة الأجرية المتبعة انطلاقاً من القول المأثور أنه ما اغتنى غني إلا بفقر فقير، فكما لاحظتم جميعاً فإن انخفاض القيمة الشرائية للأجور كان يترافق بتكديس الثروات الطائلة بين أيدي قلة قليلة لا يهمها لا كرامة الوطن ولا كرامة المواطن، لذلك فتغيير المعادلة يتطلب أن يكون صاحب الأجر عزيزاً مكرماً، المساس بالأرباح الكبيرة، نعم اقتطاع جزء هام من الأرباح الكبيرة التي تتكون على أرضية ارتفاع الأسعار، من خلال ضرائب عادلة، وتحويلها إلى زيادات في الأجور التي تتطلب اليوم أن تتضاعف مرتين كي تتناسب مع ضرورات المعيشة الدنيا للسواد الأعظم من شعبنا الذي هو درع الوطن الأساسي في الدفاع عن الكرامة الوطنية، لذلك نقولها بصوت عال أن كرامة الوطن من كرامة المواطن.

■ أن نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب يعني النضال ضد النهب والفساد الذي يراكم كل تلك الأرباح الخيالية التي تمنع المواطن من العيش مكرماً معززاً كما يجب في وطن كريم منيع وعصي على الأعداء الداخليين والخارجيين.

■ أن نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب يعني بالنسبة لنا حماية قطاع الدولة (القطاع العام) من سارقيه الموجودين داخله وخارجه، فهو قد أثبت خلال المعارك الوطنية السابقة وخاصة خلال حرب تشرين التحريرية أنه قطاع لابد منه لصيانة كرامة الوطن و المواطن، أي أن أي تراجع عنه يعني المساس ليس فقط بلقمة الشعب وإنما أيضاً بالسيادة الوطنية.

■ أن نكون مرشحين لعضوية مجلس الشعب يعني بالنسبة لنا الاستمرار بالعمل لتفعيل الحياة السياسية في البلاد، لأن إشراك الجماهير فيها هو ضمانة الضمانات لاستمرار صمود سورية الوطنية، هو ضمانة الضمانات لمواجهة الغزاة ورد كيدهم إلى نحرهم وهذه الضمانة تتطلب كما قلنا في بياننا الانتخابي، كي تتحقق:

■ إصدار قانون جديد للأحزاب ينظم الحياة السياسية في البلاد ورفع الأحكام العرفية وعدم اللجوء إليها إلا دفاعاً عن أمن الوطن وضد قوى النهب والفساد  الكبير التي تهدف إلى المساس بالسيادة الوطنية، كما تتطلب تعديل قانون الانتخابات الحالي لماذا؟

1. كي نعزز مشاركة الناس في الانتخابات نفسها.

2. كي نربط الناخب بممثله الذي أصبحت العادة أن لايرى وجهه إلا من انتخابات إلى انتخابات.

3. كي نمنع شراء الذمم والضمائر في الانتخابات نفسها لأنه بقناعتنا أن المرشح الذي يشتري، سيبيع ومن يشتري ويبيع ليس منا، فنحن بحاجة لمجلس فيه أناس لا يباعون ولا يشترون، أناس ذوو أخلاق ومبادئ، يذودون عن كرامة الوطن والمواطن.

4. كي نبتعد عن البذخ والإسراف الاستفزازي في الحملات الانتخابية، هذا البذخ الذي يضر بالاقتصاد والوطن والمواطن، بل يستفز مشاعره ويخلق أرضية ابتعاده عن المشاركة في هذا العمل الهام و النبيل ألا وهو انتقاء ممثليه الشرفاء إلى تحت قبة مجلس الشعب.

باسمي وباسم مرشحكم سهيل قوطرش وباسم كل إخواني ندعوكم للمشاركة في الانتخابات مؤيدين كل المرشحين الوطنيين الشرفاء، النظيفين الموجودين داخل قوائم الجبهة الوطنية التقدمية وخارجها.

لا نقول لكم وداعاً، بل إلى اللقاء سواء دخلنا مجلس الشعب أو لم ندخله.

إلى اللقاء في حال لم ندخل، في المعارك القادمة الوطنية والاجتماعية الاقتصادية الكبرى التي تنتظرنا.

وإلى اللقاء في حال دخلنا، كي نقدم لكم حساباً دورياً عما فعلناه وعما لم نستطع فعله، كي نقدم لكم حساباً يبرر ثقتكم فينا ممهدين الطريق أمام إخوان لنا سيخوضون معارك لابد ناجحة قاطعين الطريق على قوى السوء التي لا ترى مصلحة الوطن إلا من خلال مصلحتها الخاصة الضيقة.

أخيراً أتوجه بالشكر إلى كل من حضر اليوم.

عاشت وحدتنا الوطنية في مواجهة الغزاة البرابرة الجدد.                               ■■