الصين بارقة امل تاريخيه ومثل يحتذى في واقعنا الراهن

هاشم الخالدي
2007 / 9 / 25 - 05:11     

التاريخ مقوله انسانيه للتعبير عن سيرورة الكون و اشيائه وظواهره والتاريخ الانساني هو جزء منه يختص بدراسة الحياة الانسانيه وهي حياة متعددة القوى الفاعله تعتمد وتتحدد اهمية كل من هذه القوى على الدور الذي تتخذه في مصير تلك الحياة, وقد تميز الانسان من بين كل الكائنات بسمات عضليه ودماغيه ينفرد بها منحته الفعاليه في التاثيرالغائي او الهادف على تلك السيروره بافاق تتسع باستمرار الى اجل غير محدود ,وما الفلسفه الا محاوله فكريه للاحاطه الكليه بالتاريخ ولم تزل تغتني بانجازات الانسان عبر تلك السيروره من اجل احاطة اعظم,لذلك هي في المحصله عمليه مستمره ويكاد ان يكون استمرارها محصلة كل القوى الفاعله دون تغليب اي منها مهما كانت اهميته , كما انها مستقله الى حد كبير عن طورها التاريخي بالرغم من انها في كل لحظه تاريخيه تمثل القوى المستقبليه لتلك اللحظه ,وعندما تكف عن حقيقتها تلك فخيبة امل انسانيه هي العاقبة تتمظهر في نكوص ورده عظيمه محصلتها الفوضى والدمار كما يشهد بوادره العالم الراهن.فالفلسفه دائمه كما الحياة,اما القوى الاساسيه في الحياة الانسانيه رغم تعددها فهي في مسارات ثلاث الفضيله والعلم والغريزه وهي مسارات في علاقه جدليه خارجيه وان حركتها الذاتيه هي حركة جدليه ايضا كما ان جدل الخارج والداخل هوالاخر ايضا في مثل تلك العلاقه , لذلك ليس هناك مبرر لتصنيف الحياة بين ما هو مادي وما هو غير مادي فهي حقيقة كل واحد اسمها فطرة الانسان . فالانسان نشأ هكذا فضيلة وعلم وغريزه الا انه يمر في مراحل تاريخيه تختلف فيها الموازنات بين المسارات فلكل مرحله مظهر تاريخي من الصراع الجدلي اما الصراع في ذاته فلا نهاية له الا بنهاية الحياة في الكون, عليه فان استكمال السيروره ومواصلة التاريخ باستلهام الفلسفه بكل ما انجزته من تراث يجتاز كل فشل او خيبة او احباط وما تعكسه من فوضى ودمار, وما الاشتراكيه الا حلقه حضاريه من اكتشاف فلسفه القرنين التاسع عشر و العشرين في الماديه التاريخيه والجدليه تستكمل باستكمال التراث الفلسفي على هدى فطرة الانسان وموازنة بين المسارات تتناسب مع المستوى الحضاري بنسب منها تختلف عن المرحله السابقه في ذينك القرنين, فالتقدم العلمي والتقني ورحابه الذي يشهده عالم اليوم فتحت باب التنميه كوسيله متقدمه على الصراع الطبقي في استكمال البناء الاشتراكي كما ان مستوى النضج الاخلاقي العالمي في الحقوق والواجبات فتحت باب الفضيله اوسع لتعاضد التقدم العلمي والتقني, في موازنه جديده مع مسار الصراع الطبقي وبذلك يتحتم على الفلسفه الحديثه استلهام الظاهره وادخالها في بناءها لاستكمال السيروره ومواصلة التاريخ وبالتالي فاشتراكية القرن الواحد والعشرين تتطلب شروط اضافيه تتيح الفرص للتقدم العلمي والتقني وعناصرمسار الفضيله في حقوق الانسان وواجباته لذلك فان للديموقراطيه الاشتراكيه في البناء الاقتصادي والسياسي للمجتمع والدوله الحديثه حيز اكبر في البرنامج المفترض وهذ ما تقدم عليه الصين وما فشلت فيه تجارب اخرى لم تستوعب الدرس جيدا مما مهد لفشلها وسقوطها, ان تجربة الصين تعزز امال البشريه في بناء عالم افضل لا تسود فيه الغريزه على الفضيلة وعلى العلم, ولا يسود فيه شبحها - امبريالية القرن الواحد والعشرين او العولمه الامريكيه البوشيه. اما النكوص والارتداد بسبب خيبة الامل الى فلسفات قرون الاولين التي اضحت اساطير والى حلول الحلقات الحضاريه المتاخره فليست سوى وسيله هروب وخداع لن تنتفع منها الا شريحه متطفله على اتراح البشريه واحزانها وافتعال كتل مصطنعه من التكوينات السياسيه الطائفيه على قاعده تكوينات اجتماعيه نشات حصيلة تلك الفلسفات وحلولها الحضاريه القديمه في محاوله خطيره لجرف تلك التكوينات الاجتماعيه في زخم الفوضى والدمار الناجم عن الفشل الاشتراكي بصيغته القوميه او الامميه وانحرافاتها الشوفينيه اوالعدميه عكس سيروره الحياة الانسانيه في مسارات العلم والفضيله والغريزه وايغالها في النفعيه الغريزيه ومظاهرها البيروقراطيه والاستبداديه, ان العوده الى جادة التاريخ باستلهام التقدم العلمي والتقني ورحابه الذي يشهده عالم اليوم التي فتحت باب التنميه كوسيله متقدمه على الصراع الطبقي في استكمال البناء الاشتراكي كما ان مستوى النضج الاخلاقي العالمي في الحقوق والواجبات الانسانيه فتحت باب الفضيله اوسع لتتعاضد مع التقدم العلمي والتقني كوسيله متفوقه عن الصراعات القوميه والاقليميه دون الغاء وجودها الموضوعي الى جانب الوجود الموضوعي للصراع الطبقي كشكلين من مسارات يغلب عليها الطابع الغريزي, لذلك فان الديموقراطيه الاشتراكيه هي لست سمة وطنيه فحسب انما هي سمة عالميه وهي عولمة عادله وليست تلك التي تدعوا لها الامبرياليه ,وان من يضطلع بهذا الدور هي الكتله التاريخيه البروليتاريه الشامله للعاملين بما فيهم اجراء التقنيين واحزابها الممثله لها مع اختلاف اجتهاداتها في شبكة تجاذبات وتضادات تعكس الفطره الانسانيه.