الضغينة المكبوتة والكراهية للقيم


خليل المياح
2007 / 9 / 20 - 04:56     

(ان الفلسفة اذا لم تستطع ان تقول شيئا عن اخطر الأسئلة التي تطرحها الانسانية فانها لن تستحق منا عناء ساعة)برغسون.
يعمد بعض الكتاب والسياسيين عبر كتاباتهم في شبكة (الانترنت)العالمية الى مهاجمة اليسار العراقي والنيل من تاريخة,وتجد هذه الكتابات صدى لها هنا وهناك ,ويعتمد البعض لتبني هذه الطروحات واعادة نشرها في صحف ودوريات عراقية متوهمين في طيات تحليلاتهم ان اليسار العراقي حتى الان لم يطرح السؤال النظري عن ماهية الذاتية ,وماهية الهموم الثقافية-السياسية التاريخية الكبرى التي (تعذبه). .وايضا لم يقم اليسار العراقي بتبيان ماهية المهمات التاريخية الفعلية التي يسعى لتنفيذها وعن (ايديولوجيا المستقبل )وتخليه شبه التام عن المعاصرة واشكالياتها الفعلية . . .الخ.
لكن ما يلفت النظر حقا في ان هذه الرؤية ترى ان اليسار العراقي لا يزال تقليديا وباقيا ضمن حيز النصوص المحنطة ونفسة الصراع الطبقي الفجوالمبتذل ولغلة الشعارات الهتافية ؟ وهناك مطالب واشارات متعددة ,قد لا تنتهي بالمطالبة بتغيير لغة الخطاب السياسي لليسار العراقي ,بسبب من تخلفيتة في الشكل والمعنى والاسلوب كما يرددون . .
وقبل ان ياتي هذا الدحض لمقولات وبراكسيس اليسار العراقي ,كان احد اللاهوتيين (الروحانيين)قد تصدى للدياليكتيك الماركسي ,في جذره الفلسفي ,متسائلا (:ان الفكرة في المفهوم الماركسي جزء من الطبيعة او نتاج لها),فقوانين الطبيعة اذن تتمثل في التفكير المادي الجدلي وتجري عليه وفي التفكير المثالي و الميتافيزيقي على السواء كما تتمثل في جميع العمليات والظواهر الطبيعية ,فلماذا يكون الفكر الماركسي معرفة صحيحةدون غيره
من هذه الامور؟
والحديث الجاري عن العولمة ,وبعد تشضي الاتحاد السوفيتي ,تحديدا ,يدور سؤال في الذهن اهي ضغينة مكبوته ام نمط من الكراهية للقيم العليا التي جاء بها اليسار العراقي بالذات ؟ولانرى ثمة بأس من اعادة ذكر التهم التي وجهها سارتر الى الماركسيين وكونهم قد اقاموا دياليكتيكا بدون الانسان ؟
مما ادى الى الجمود والتحجر كحلم هذائي في رأس مريض بمرض البارانويا؟كما بنديتو كروتوشية هو الاخر ,قد افصح عن احساسه ازاء هيجل عندما قال : ( انني لاأشعر بشئ من الاسى حينما اجد نفسي مضطرا الى ان اقول عن هيجل ما قاله كاتولوس عن ليزبيا انا لا استطيع ان اعيش معه ولا استطيع ان اعيش بدونه .
وحيث كبا ا لجمل الاشتراكي كثرت سكاكينه ؟وقبل التقويض في قلعة الاشتركية كان أرثر كوستلر قد اعلن بزعقات الحقد الوحشي :ان لا اليوجي ولا القوميسار ,الراهب والسياسي ,قد عادا يصلحان للحياة .
وكنا نقول وقتها لاباس لربما انه هيروسترات يوناني من زماننا يريد ان يحرق هيكل ارتميد لا لسبب الا النرجسية الطاغية ؟
وعندما ارجف المبخسون قدر ماركس وعلو قامته الجدلية ,مدعين بانه قد قام بسرقات من (موزس هيس وبرودون )حول الغاء الملكية ,وصراع الطبقات من اوغستين تيري ,والقية وفضلها من ريكاردو ,اثبتت الحياة الفعلية للرجل انه كان ثوريا امينا لرؤيا البروميثيوسية بمقولته :يا عمال العالم اتحدوا. . .
ولا يمكن نسيان الخطاب السياسي لهربرت ماركوز,حول الثورة والطلاب وما الة اليه حركتهم في مايو 1968
. .انها الجمل الثورية الفظيه فقط والتي تعبر عن نزعتها الفلسفية الايليه(سكونية الحركه ),متوشحة برداء الحداثوية والمعاصره والانفلات العولمي ؟
ان اليوتوبيا كحلم بالعدالة بدءا من العبد الامي سبارتاكوس ومرورا بالفلاح زاباتا وحتى جاك دريدا تبقى مع شرعنة المنطق المعتزلي بالعداله سليمة لا غبار عليها وهي تستطيع تجديد خطانها السياسي حسب ما تمليه عليها قوانين الحياة المتجددة والواقع المتغير ,فلا الصراع قد انتهى حسب راي فوكوياما ولا صدام الحضارات سيؤل كما تنبا به هنتغتون ؟
ان اليسار العراقي بخير ,وهو قد جدد ويجدد عافيتة كل يوم وليس ثمة حاجة للاصغاء الى الاصوات التي تنادي :مات اليسار؟ ؟