الحلقه النوعيه الفريده في قدرة الادراك والايبيجينيتكس

هاشم الخالدي
2007 / 8 / 26 - 09:27     

. الايبيجينيتكس في مقال قيم كتبه الدكتور الطبيب توما حميد..... بعد ان يشرح مطولا يختصر النتيجه فيقول(( باختصار ان تجارب بيئية يمر بها الانسان قد تساهم في اعادة برمجة الفعالية الجينية بحيث تؤدي الى اضاءة او اطفاء مجموعة معينة من الجينات حسب حاجة الجسم. ان البرمجة الجينية هذه تنتقل عبر الاجيال. هذا يعني بان سلوكنا له تاثير على الاجيال القادمة. ان انماط الاستجابة الايبجينتكية هي استجابة تطورية تمكن الاجيال من الاستجابة للعامل البيئي. وربما ان التغير الايبجيينتكي يجعل الجين اكثر عرضة للطفرات التي توجه عملية التطور الداروينية)).فالمقاله تركز على الاثر البيئي في التطور الى جانب التغير الجيني, وهذه تفسر ظهور صفات جديده تمكن الاجيال من الاستجابه للعامل البيئي فهل تفسر الايبيجينيتكس الظهور المفاجئ لصفة قدرة الادراك وتطورها عبر الاجيال باعتبارها هي حاله فرديه تؤدي الى اختلاف خارطة الفرد عن بقية السلاله وظهورسلاله جديده عبر التكاثر وتوريث الخاصيه ام ان خاصية القدره الادراكيه لدى سلالتنا الانسانيه حلقه نوعيه فريده في السلاله البشريه و ميزه خاصه نشات عن تغييرفي التركيبه الوراثيه للخليه المخصبه الاولى(الزايكوت) التي يتكون منها الانسان, ان اي من الحالتين لا تلغي التاثير البيئي او الخارجي في تغيير التركيب الداخلي واستعداد الداخل للتغيير فللبيئه تاثير موضوعي كونها الوسط الحاضن ,ولكن المساله المهمه هي طبيعة خاصية قدرة الادراك فهي بحد ذاتها انقلاب في المسار المادي الى الفعل الواعي والارادي فسواء نظرنا الى المساله من باب تراكم الاثر الكمي يؤدي الى تغيير في الكيف او بالطفره ففي كل الاحوال ان لظهور قدرة الادراك في الانسان الاثر الكبير في التطور اللاحق لبني الانسان فبها بدء التاريخ والية ذلك لا تخرج من ان يتلقى الانسان من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه و بقدرة دماغه على استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء الدماغ تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وللمكان والسمات النوعيه والكميه للظواهر والاشياء فتلك هي خاصية الادراك. ان عملية نشوء قدرة الادراك وتطور ورقيها هي عمليه مستمره عبر مراحل النموللفرد ، و عبر الاجيال ايضا لكنها بطيئه في الاخيره موجهه بالعوامل الوراثيه ومتفاعله مع المحيط والبيئه وهي في الغالب حالة فرديه تؤدي الى اختلاف خارطة الفرد وتنوع طابعه تنعكس على رؤاه وسلوكه وهي في استجابتها هذه من نمط الاستجابه الايبيجنيتيكيه , ان الاستجابه الايبيجينيتيكيه قد تفسر خاصية القدره الادراكيه كحلقه ظهرت في سلالتنا البشريه سابيناس سابيناس مابين سلالات بشريه عديده كانت تعيش معها, و تفسر تطورها كما تفسر اسباب فشل تطور السلالات البشريه الاخرى وانقراضها. فهي تطوير للماركسيه وبديل عن مقولة دور العمل في تحول القرد الى انسان.فلم يكن القرد في سعيه من اجل الحفاظ على الذات مؤهلا بتركيبه الجسمي محرضا لصفة قدرة الادراك... قدتكن تلك السلالات البشريه مارست العمل فاستخدمت بعض الادوات فهي كانت تسعى غريزيا من اجل الحياة باستخدام الذراعين المحررتين وانتصاب قامتها التي تتيح لها المسك والسيطره في عمليات البر والبحر كالصيد والقطاف واعداد المستقر بمساعدة الاشياء المتاحه كادوات مما يكون قد حرض على نشوء قدرة الادراك والتي شكلت حلقه جديده فبظهور الاخيره كصفه فرديه كحاله واحده او حالات متعدده نشأت سلاله جديده هي سلالة انساننا الحالي فتمكن الانسان ان يغير اسلوب الصيد والقطاف والمستقر نحو الزراعه وتدجين الحيوان..الى ايجاد افاق صعودا الى بناء الحضارات.
. ان القدره الادراكيه رغم ما اعطيت من دور مشترك مع الممارسه وكانعكاسا للعلاقات الانتاجيه والاجتماعيه لم تمنح الاهميه اللازمه كمصدر للمعارف العلميه والتقنيه وفي التفكير المجرد وتجديد وتحديث الشكل و البحث عن الجمال وفي الادب والفن وانجازات تتسع..الخ وان ربط كل ماهو عقلي بالطبقات وصراعها افقدها شخصانيتها واضاع فرص كبيره من التطور وسبب اخفاق تجارب انسانيه فذه.