اليسار اليميني !!


حافظ عليوي
2007 / 8 / 7 - 04:58     


ابو ليلى نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني وان صح التعبير - رئيس كتلة البديل البرلمانية - يذهب لندوة حول المأزق السياسي الفلسطيني ويحمل بأحضانة البرنامج الفتحاوي .. من يحمل من لا ادري .. على ما يبدو بأن النائب عن حركة فتح نجاة ابو بكر قد حملت ابو ليلى بأحضانها لإلقاء الندوة .. يبدو ان الرفيق ابو ليلى قد تناسى انه ليس بحوار ولا سجال وانما كانت ندوة سياسية بدعوة وبتحضير من الجبهة الديمقراطية فلماذا اذن نجاة ابو بكر ؟؟ لماذا لم يكن ذاك حوار وتبادل افكار ووجهات نظر وبرامج كون الجبهة الديمقراطية الذي يمثلها ابو ليلى في الداخل قد طرحت مبادرة للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن !! ام يفسر ذلك بالالتقاء حول برنامج واحد وموحد للديمقراطية وفتح ؟؟! ثم ان حضور النائب نجاة ابو بكر اللافت للانتباه يثير العديد من الاسئلة في ندوة سياسية تنظمها الجبهة الديمقراطية المستقلة بفكرها وبرنامجها .. لماذا تأتي الديمقراطية بشخصيات يرتكز محور حديثهم بالادانات والتحريض والصاق الاتهامات ؟! اعتقد بأن هذه افكار لا تريد اي حوار بل لا تنجح بالتوصل لاي اتفاق .

شروط الحوار

منذ استيلاء حماس على قطاع غزة تشدد حركة فتح على مبدأ عدم الحوار مع من اسموهم بالدمويين او الانقلابيين الى ماشاء الله من مسميات يتبادلها كل من حماس وفتح لكن الموقف لفتح هو عدم الحوار مع حماس الا بحالة تراجع حماس عن خطواتها الاخيرة بغزة ! اي شروط تضع هذه قبل الحوار ؟!
لكن حسب بيان الجبهتان الديمقراطية والشعبية الصادر في 29/7/2007 نرى بأن موقف الجبهة الديمقراطية الداعي لتوفير قاعدة لادارة الحوار الوطني والخروج من الازمة بأنه لا يدعوا لشروط حركة فتح المتمثلة عن نتائج الانقلاب العسكري !
لتأتي الجبهة الديمقراطية بالدعوة لندوة سياسية يمينية يسارية تبث بها برامج اليمين الفلسطيني والتحريض الفتحاوي بحضور النائب عن فتح نجاة ابو بكرة ودعوة ابو ليلى بأن المدخل الوحيد هو تراجع حركة حماس عن نتائج الانقلاب العسكري .. فهل يعقل بأن يعلق حوار فلسطيني فلسطيني حتى تأتي حماس باعتذارها للشعب !!
ثم من قال بأن هناك من يريد العودة الى زمن الفوضى والفلتان ؟! من يريد ان يعود بعقارب الساعة للوراء حيث الفساد والمحسوبية ؟؟!
ثم ان الحل يكمن بتجاوز ماحدث بتشكيل حكومة انتقالية بتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني للذهاب لانتخابات مبكرة وفق التمثيل النسبي .. لكن من يضمن الحق الديمقراطي لمن يفوز بالانتخابات ؟! فلقد جرت انتخابات ولم نرى هناك احتراما للنتائج .. فمن يضمن احترام النتائج ؟!.

منظمة التحرير الفلسطينية

الاصوات الداعية والتي علا صوتها هذه الايام بالدعوة لاحياء منظمة التحرير الفلسطينية واعادة الاعتبار لها كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتفعيل مؤسساتها وعدوة المجلس المركزي للاستمرار في اجتماعاته لماذا الآن بالتحديد ؟!
ان حركة فتح استغلت منظمة التحرير الفلسطينية وموضوع الوحدة الوطنية للتغطية على ممارساتها ليس الا .. والواضح لاجتماعات المجلس المركز الفلسطيني الذي اشتقنا فعلا لاستئناف انعقادة جلساته !! لقد استخدمت فتح منظمة التحرير وبالتحديد اعضاء المجلس المركزي الذي يمثل جميع الفصائل المندرجة تحت اطار المنظمة فقط لاتخاذ قرارات ومن الواضح بأن كافة الاعضاء من هم غير فتح كانوا متعطشين لذلك ومتحمسين للمصادقة على القرارات المتخذه .
ثم هذه الاصوات وهؤولاء الاعضاء لماذا لم يعقدوا دورات المجلس المركز باستمرار في وقت حكومات فتح المتتالية ؟!
أُلغيت منظمة التحرير الفلسطينية وحلت محلها السلطة الفلسطينية التي شطبت الميثاق الوطني رضوخا للاملاء الاسرائيلي وعلى شرف زيارة الرئيس الامريكي كلينتون لغزة ( كانون اول اصبحت المنظمة بمثابة اتخاذ قرارات واهدائها بتنازلات واليوم لتبرير ممارسات .
فإن مهمة الجبهة الديمقراطية لتولي الطبقة العاملة قيادة حركة التحرر لا تكن عبر العاون مع البرجوازية الوطنية وما يفسر من تعاون مع البرجوازية الوطنية هو في الحقيقة محاولة للتهرب من مواجهة هذه البرجوازية والنظام القمعي الذي اسسته السلطة الفلسطينية لاحقا في المناطق المحتلة بالتعاون مع اسرائيل بعد اوسلو تبطل اية امكانية لبناء حركة تحرر مشتركة بين الطبقة العاملة والبرجوازية الخائنة التي لا تختلف بطبيعتها عن البرجوازية العربية .
اما الجبهة الديمقراطية الاكثر يساريا فقد سلكت الاتجاه المعاكس حين رهنت النضال التحرري بالتحالف مع البرجوازية على قاعدة ما يسمى بالقواسم المشتركة . وتبعا لذلك اصبح التناقض الطبقي امرا ثانويا ، بينما اصبح التناقض مع العدو الصهيوني امرا رئيسيا ، الامر الذي فتح المجال امام تحقيق الائتلاف الواسع بين مختلف التيارات في اطار منظمة التحرير الفلسطينية وادى من جهة اخرى الى تغلغل الفكر البرجوازي البراغماتي في صفوف جماهير الطبقة العاملة الفلسطينية التي رأت في نفسها كتلة وطنية واحدة ، وفقدت تماما وعيها الطبقي المستقل .
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي استعجلت احزاب شيوعية كثيرة في العالم بالتخلي عن الجوهر الثوري للبرنامج الماركسي المتمثل بدكتاتورية البروليتاريا التي تعني قضاء الطبقة العاملة على الطبقة البرجوازية ، ومصادرة مقاليد الحكم والاقتصاد منها . وقد اصاب هذا التراجع الفكري اليسار الفلسطيني فأفقده برنامجه الفكري الثوري وابقاه مع برنامج البرجوازية الوطني الذي تقادم عليه الزمن بعد انقلاب البرجوازية نفسها عليه .
بعد ان فضّلت البرجوازية الفلسطينية الحالف مع اسرائيل على حساب الطبقة العاملة الفلسطينية وحلّت بذلك التناقض بينها وبين الاحتلال سقط مبرر الجبهة للحالف معها وتحول التناقض بين اغلبية الشعب والطبقة العاملة من جهة وبين وبين السلطة الفلسطينة من جهة اخرى اخرى الى تناقض رئيسي .
فالسؤال هنا لماذا هذا الغزل اليساري اليميني؟!