مقاربات نقد الفكر الديني

هاشم الخالدي
2007 / 7 / 12 - 11:42     

في رايي ان نشوء الفكر الديني ظهر مع ظهور الانسان العاقل ( انسان السلاله المعاصره )اذ انه تميز بقدره الادراك عن بقية السلالات البشريه والانسانيه المنتصبي القامه والمطلقي الذراعين, وان قدرة الادراك هذه هي المسؤوله عن ادراك الزمان والمكان والكيف والكم وبالتالي التمييز بين وجود واقعي وآخر متخيل ووجود نسبي وآخر مطلق (اي بين الواقع وهو نسبي ومتخيل وهومطلق ),وربطت قدرة الادراك كل ما لا يمكنها من استيعابه بالقوه الغيبيه المهيمنه المطلقه او الوجود المطلق وهي قوه لا اعتراض ولا قبل للانسان عليها لذلك فانها تمثل العدل المطلق..... وقد عبر الانسان العاقل واستخدم وسائل تعبير واقعه اي استخدم سماة الواقع النسبي في التعبير عن هذه القوه المطلقه بالاشاره والحركه والصوت والرسم والنحت والموجودات الواقعيه الاخرى حتى الكتابه.. لذلك فان نشوء الاديان كانت هي التعبير عن الادراك بصورته المطلقه والنسبيه وهو الرافد لكل المعتقدات وقد ندعوا كل من هاتين الادراكين بالوحي...فهناك وحيين وحي الوجود المتخيل المطلق ووحي الواقع النسبي ومنها ما ندعوه علما ومنها ما ندعوه خرافه..الا ان ذلك يؤكد في جميع الاحوال حاجة الانسان الى الدين كما هو بحاجه الى العلم....تلك هي البدايه الفعليه لظهور المعتقدات الغيبيه وانبثاق الطقوس والممارسات الدينيه وقد ارتبط ذلك بحاجات الانسان واشباع غرائزه العديده ومع وجود التفاوت في القوه بين جنسيه و افراده ومجاميعه انعكس في تقسيم العمل الذي جرى على انماط مختلفه ذات علاقه بالبيئه التي يعيشها لذلك كله اختلفت الاديان في مراحل واطوار الحياة الانسانيه حتى نشوء الحضاره ولا تزال عليه
ان اشكالية الادراك لدى الانسان لا زالت هي هي فبالرغم من اكتشاف العلوم الحديثه في مجالاتها الوراثيه والذريه والموجيه والفضائيه والكونيه ..الخ فان في ادراك مسالة الوجود المطلق والقوة المطلقه وماديتها او عدم ماديتها لا زالت فاعله لذلك فان الحاجه الى الدين لا زالت لا تقل عن الحاجه الى العلم , ان الانبياء, هم كالموهوبين في عصرنا ,كلاهما يوحى اليه فهم نخبه وان مصدر الوحي اما وضع واقع ملموس واما وضع خارج عن الواقع الملموس مسببا اشكاليه,وان هذه الاشكاليه ستبقى لحين ان تحل علميا ...اذ ان في قدرة الادراك كخاصيه مميزه للانسان في نشاته وامتدادا لعصرنا هذا لا زالت لا تخرج عن المنظورذاته - ان مصدر الوجود لا يمكن ان يكون مصدرا ماديا ,لان الماده بالمنطق العلمي لا تخلق من العدم ولكن ان يكون مصدرها غير مادي مخلوق في ذاته , اي غير مادي يخلق من العدم ,ان جوهر اللامادي هذا هوالخالق او الله او الرحمان وهذا الوصف والتصور لم يختلف منذ ظهور قدرة الادراك في الانسان ولا زال وان اختلفت اليات التعبير عنه, وهي مساله تخص الانسان العاقل وحده جرى التعبير عنها من قبل بني الانسان وفي طليعتهم الانبياء والفلاسفه باشكال متدرجه من البساطه الى التعقيد, يمكن ان نستعرضه ,و هو دليل على اختلاف العقل والنفس الكلي في مستويات حضريه ومدنيه مختلفه .ان الانسان هو الخليفه الوحيد على الكره الارضيه اي هو الوحيد في ترك انجازاته الماديه والمعنويه عبر الاجيال في مكانات وازمنه مختلفه لتتراكم ما دامت الحياة مستمره لتنعكس لاحقا في حركة تطور مستمره في حركة تناقض لا تنتهي الا بعد نهاية الحياة, فلا مدينه فاضله أوشيوعيه ولا جنة في الحياة الدنيا , اما الجنه الوحيده فهي خارج الحياة لذلك جاء وصف الاديان لحياة اخره وا لجنة والنار لتعكس دعوة للاصلاح اذ كيف ستكون الحياة عندما لا يرى الانسان مخرجا في مستوى حضاري بدائي و متاخر... الا يفقد عقله وتنطفئ قدرة ادراكه عندما لا يجد الامل , عندها تحل الفوضى والدمار, لذلك كان الدين باشكاله المختلفه هو الحل والامل....ولكن قابل للتحول الى خدر..ولا نتحدث عن حال الانسان بعد ان شقت قدرته دخول افاق الحداثه والتقدم ,انما عن مستوى (حضارة) ظهور الاديان... والمستويات المتاخره.... ان العله هي في استخدام الدين والتصورات والافكار في خدمة المتفوقين قوة وسلطه وفي تغلب ارادة الغرائزفي مسارها ضد ارادة العقل والنفس الكلي وضد وحي ارادة القوه المطلقه (وهي قوة عدل مطلق), لا اعتقد ان وصف هذا الاعتقاد بالسذاجه يشخص حقيقة الحال, فليس من المنطقي والمعقول ان يكون الناس عبر مراحل تطورها غبيه او جاهله لان تلك المقولات والمفاهيم نسبيه فالاصح ان تقول عنها بانها في حاجه لتتناول جرعات من مسكنات لزرع الامل ينتج عنه التشبث بالمعتقد من اجل مواصلة النشاطات الحياتيه الواعيه, لذلك فهي عرضة للاستغلال, الا ان ذلك لا يدعوا الى نكران حقيقة ميل قدرة الادراك في الانسان العاقل منذ نشاته الى وعي المطلق او وحي المطلق ولن نتردد من ان ندعوا ذلك بالفطره وينبغي ان نميز بين ذلك وبين استخدام حاجة الانسان الى الدين في خدمة مصالح افراد وشرائح وطبقات..ان الصراع في الحياة هو صراع عوامل ملموسه تتعلق بالمصالح و وصراع التحديث العقلي والنفسي بين القديم والجديد وبين العلم والخرافه وبين القبيح والجميل على مسارات التطور الاجتماعي ولن يجدي التنازع والهجوم على فطرة الانسان وفيها اللذة و فيها الجمال كله وهي مصدر الابداع كله فهل ننبذ الجمال ...... ان .تشذيب الفكر الديني من الخرافات والوهم ينئى عن الصدام مع قوى فاعله مؤمنه بالله ويخرج الفكر اليساري والتقدمي من ازمته وانعزاليته الخانقه وعكس ذلك هي الطفوله بعينها والمراهقه الابديه, اذ لا ضروره للصدام. ينبغي ان لا ننخدع بتاويلات وتفسيرات بل ان نفهمها بمسوغاتها ونلجئ الى تحليلها علميا بعد ان بلغ التطور العلمي من الوسائل والادوات والمفاهيم ما يسمح لذلك