نقابات الفيترينا والإضراب البطولي للشغيلة التعليمية.


أحمد زوبدي
2024 / 1 / 13 - 04:47     

يعرف قطاع التعليم في المغرب اليوم موجات من الاحتجاجات نظرا لتردي أوضاع الشغيلة التعليمية بشكل غير مسبوق خاصة أن الوزارة الوصية أصدرت نظاما أساسيا جديدا شطبت فيه على كل المكتسبات التي حققها المناضلون الشرفاء الذين منهم من سجن ومنهم استشهد ومنهم من جوع وجوعت مع أسرته.
السياسة هي المدخل الأول لحل مشاكل البلاد منها طبعا مشاكل قطاع التعليم. النقابة تكون الأداة للدفاع عن حقوق الموظفين والمستخدمين والعمال.
للأسف الشديد تحولت النقابات اليوم إلى مراتع لجني الريوع بكل أصنافها خاصة عندما يتعلق الأمر بالنقابات اليسارية المفروض منها تاريخيا أن الإستمرار في النضال وتدشين معارك سياسية لقلب نمط الحكم السائد.
في ظل الأزمة الهيكلية اليوم التي تمر منها المدرسة العمومية، يتأكد أنه لا فائدة من الجلوس على الكراسي لحوار مزيف وأصحابه يعرفون عن وعي أنهم شركاء ومتواطؤون في المهازل التي يعيشها القطاع أو كما يقال بالدارجة المغربية أن النقابات بايعة الماتش. أتوجه هنا إلى مركزيتين نقابيتين عماليتين تاريخيتين اثنتين هي الكونفدرالية الديموقراطية للشغل( ك.د.ش) والاتحاد المغربي للشغل(ا.م.ش) ولا أتوجه لأية مركزية نقابية أخرى لأن لا توجد أية نقابة أخرى جديرة بالذكر.
قلت في بطاقات سابقة أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه من قبل المركزيتين المذكورتين أي التواطؤ مع الحكومة لتمرير قانون التقاعد المشؤوم. وهي ضربة قاضية لكل المكتسبات التي ناضل وسجن واستشهد من أجلها الكثير من الشرفاء والأحرار.
هذا الكلام ليس من فراغ. كاتب هذه السطور مر من تجربة تأسيس نقابة في قطاع المالية في التسعينيات والمتتبعون للشأن النقابي كلهم يعرفون قطاع الطرق واللصوص الذين كانوا على رأس هذه النقابة وأين أصبحوا اليوم !؟
البديل اليوم هو التخلص من المافيات المسيطرة على أجهزة هاتين المركزيتين المستفيدة من ريوع المخزن منهم المتفرغون دون تفرغ و منهم من وظف النقابة كعضو للفوز بمنصب مسؤول إداري؛ هناك من يتربع في مجالس حكومية منها المجلس الأعلى للتعليم( دون تعليم) والمجلس الوطني لحقوق الإنسان (دون حقوق) أو في هيئة من الهيئات أو ينعم عليه المخزن بهدية سمينة في مناسبة من المناسبات على شكل منحة لابنه أو ابنته للدراسة في الخارج أو لتوظيفهما أو يحصل على تسهيل للفوز بقطعة أرضية أو قرض سمين دون فائدة وغيرها..
البديل اليوم إذن هو إعادة حل هذه التنظيمات النقابية و القيام بكتابة وثائق تنظيميمية جديدة بما في ذلك طبعا الإطار الفكري. هذا الأخير يعتبر الأداة الأولى لتوعية الطبقة العاملة والشغيلة بالمأزق الذي وصل إليه العمل النقابي في المغرب وبضرورة التخلص من قطاع الطرق الموجودين في أجهزة المركزيتين المذكورتين.
لا بديل اليوم عن الاستمرار في الإضراب ولو أدى ذلك إلى سنة بيضاء لإسقاط النظام الأساسي المشؤوم ولإعادة بناء منظومة تربوية تنطلق من بنيات شعبية.
نعم، الاستمرار في الإضراب لإسقاط النظام الأساسي المشؤوم و إسقاط معه وزير القطاع وحوارييه وإسقاط رئيس الحكومة ومن معه وبالتالي العمل شعبيا لإسقاط نمط الحكم السائد. نعم، هذا هو البديل.
أما نقابات الفيترينا المذكورة منها ك د.ش (و ف.د.ش) وا.م.ش، فإنها لا تمثل الشغيلة التعليمية بشكل خاص والشغيلة بشكل عام لأنها نقابات تسيرها عصابات والتي حان الوقت للتخلص منها.