النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....48


محمد الحنفي
2022 / 11 / 17 - 11:25     

النقابة المبدئية المبادئية والتنسيق:...1

تعتبر النقابة المبدئية المبادئية، نقابة شبه منعدمة، أو منعدمة على الإطلاق، في الكثير من الدول، وقد يكون المغرب من بينها، وفي حالة وجود هذه النقابة، في المغرب، على سبيل المثال، نجد أن انخراطها، في شكل من أشكال التنسيق النقابي، أو النقابي / الجمعوي، أو النقابي / الجمعوي / الحزبي، قد لا تتوفر له شروط محددة؛ لأن النقابة المبدئية المبادئية، لا تجد نقابة تقاسمها المبدئية المبادئية، حتى تنسق معها، في العمل النقابي، كما أنها قد لا تجد تنظيمات، تقاسمها المبدئية المبادئية، حتى تعمل معها، في تنسيق معين، لإنجاز محطة معينة، يمكن تحقيقها: في الزمان، والمكان، غير أن مبدئية النقابة، ومبادئيتها، يصعب، معها، إيجاد التنظيم، أو النتظيمات التي تتقاسم المبدئية المبادئية، مع النقابة المبدئية المبادئية، خاصة، وأن معظم التنظيمات القائمة، في الواقع المغربي، هي تنظيمات لا مبدئية لا مبادئية، بما في ذلك، معظم التنظيمات النقابية، التي يفترض فيها، أن لا تكون إلا مبدئية مبادئية، حتى يتنفس العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الصعداء. وإذا كانت المبدئية المبادئية، غير واردة، في الأحزاب السياسية، إلا أن منها ما ما يتقارب مع النقابة المبدئية المبادئية. وهذا التقارب، يمكن التنسيق معه، أو الدخول معه، في إطار جبهة وطنية، للنضال من أجل الديمقراطية.

فما المراد بالتنسيق؟

وما المراد بالتنسيق النقابي؟

وما المراد بالتنسيق الموسع؟

وما المقصود بالتحالف؟

وما المقصود بالتحالف النقابي؟

وما المقصود بالتحالف الموسع؟

وما المراد بالجبهة؟

وهل يمكن أن تكون، هناك، جبهة نقابية؟

وهل يمكن تكوين جبهة وطنية، للنضال من أجل الديمقراطية؟

وما طبيعة العمل الجبهوي؟

وهل يسعى النضال الجبهوي إلى تحقق هدف حزبي معين؟

وما طبيعة، هذا الهدف الحزبي؟

وهل يمكن قيام التنسيق، فيما بين النقابات، إذا توفرت شروطه؟

وما هي شروط التنسيق، المفترض قيامه، بين النقابات؟

وهل تستطيع النقابات المنخرطة في التنسيق، نسيان: من هي، خلال التنسيق؟

وفي حالة تحقق موضوع التنسيق:

هل يمكن تحول مجلس التنسيق، إلى مجلس دائم؟

وهل يمكن إيجاد ملف مطلبي قطاعي، أو مركزي، خاص بالتحالف النقابي؟

وهل يعتبر التحالف النقابي، في حالة قيامه، تحالفا مرحليا، أو تحالفا من أجل تحقيق هدف محدد، أو تحالفا دائما، في أفق توحيد العمل النقابي، في نقابة واحدة، تتشكل من النقابات المبدئية المبادئية؟

وهل ينفتح التحالف النقابي، على الجمعيات، والأحزاب السياسية، من أجل تحقيق أهداف مشتركة؟

وهل يتحول تحالف، من هذا النوع، إلى جبهة، تناضل، انطلاقا من برنامج حد أدنى، خلاصته: التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟

وهل يمكن لبرنامج الحد الأدنى، الهادف إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، مقبولا عند الجماهير الشعبية الكادحة؟

وما موقف النقابات، التي لم تنخرط في الجبهة الوطنية، للنضال، من أجل الديمقراطية، انطلاقا من برنامج الحد الأدنى؟

ما موقف الأحزاب الرجعية، وما يسمى بالأحزاب الديمقراطية، المنخرطة في ديمقراطية الواجهة، من برنامج الحد الأدنى؟

ما طبيعة الديمقراطية، التي تسعى الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، إلى تحقيقها؟

ما طبيعة التحرير، الذي تسعى الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، إلى تحقيقه؟

ما طبيعة الاشتراكية، التي تسعى الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، إلى تحقيقها؟

وهل النقابات المبدئية المبادئية، تحرص على جماهيرية النضال النقابي؟

وهل تحرص النقابة المبدئية اللمبادئية، على الريط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي؟

وهل تستفيد النقابة المبدئية المبادئية، من الماضي النضالي المشرف، من أجل تقوية الحاضر النقابي المضيء، من أجل بث الأمل في المستقبل النقابي؟

وبعد طرحنا لهذه السلسلة، من الأسئلة التي تتعلق بفقرة:

النقابة المبدئية المبادئية والتنسيق.

نجد أنفسنا، ملزمين، بتناول الإجابة على كل سؤال على حدة، حتى نضع القارئ المتتبع في الصورة، وجعله يساهم معنا: فكرا، وممارسة، في إنتاج ما ندبجه في هذا الموضوع، أو إعادة إنتاجه: فكرا، وممارسة، مما يساهم، بشكل كبير، في تطور النقابة المبدئية المبادئية: فكرا، وممارسة، وتطويرها، مما يجعلها: أكثر قدرة على خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ونحن عندما نطرح السؤال:

ما المراد بالتنسيق؟

فلأننا نحرص على تسييد العمل الوحدوي، في مواجهة العمل الفرداني، اللا وحدوي، الذي يسود في المجتمع، والذي لا ينتج إلا التباعد بين الأفراد، وبين الجماعات، مما يساهم، بشكل كبير، في تفكك المجتمع، وفي تفكك الجماعات، وفي تفكك الأسر، وفي تفكك العائلات، وفي هذا التفكك، يصير الجميع في خدمة الجهات المستغلة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ونحن عندما نتساءل عن مفهوم التنسيق، نجد أن له صيغا كثيرة، تختلف حسب المضمون، والدلالة، فهناك التنسيق الذي يعني العمل المشترك، المحدد في الموضوع، وفي الزمان، وفي المكان، ثم ينتهي الأمر، لننتظر طرح موضوع آخر.

وهناك التنسيق الدائم، المهيكل في إطارات محددة، تم الاتفاق عليها، بين الإطارات المنخرطة في التنسيق، من أجل القيام بعمل مشترك: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لجعل المجتمع، يستفيد من العمل الوحدوي، ليزداد التوحد تماسكا.

وهناك التنسيق، الذي يرقى إلى مستوى التحالف، الذي تتكون له هياكل معينة، ويعمل بشكل دائم، حول قضايا معينة، في أفق تحديد أهداف محددة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، المحرومة من الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، ومن حقوق الشغل، كما هي في مدونة الشغل المغربية، على الأقل، ومن التمتع بما هو متوفر للبورجولزية الكبرى، والإقطاع الكبير، ولأصحاب الامتيازات الريعية، وذوي النفوذ المخزني.

وهناك التحالف، الذي يرقى إلى مستوى الفيدرالية، التي تسعى إلى تكوين التنظيمات المندمجة، فيما بينها، في إطارات محددة، تندمج فيها التنظيمات المختلفة، بعد قيام الفيدرالية النقابية، أو الجمعوية، أو الحزبية، بإنضاج الشروط، التي تقتضيها العلاقة بين الإطارات المختلفة، سواء كانت نقابية، أو جمعوية، أو حزبية.

وإذا كان الأمر يقتضي منا، أن نعمل على التعريف بالتنسيق، دون سائر الأشكال الأخرى، منه، في مقاربة الجواب على السؤال:

ما المراد بالتنسيق؟

يمكن القول: بأن التنسيق، هو تآلف بين تنظيمين، أو أكثر، بعد تحديد موضوع التنسيق، ووضع برنامج آني، يمكن الالتزام به، في أفق تحديد هدف محدد، سعيا إلى تحقيق غاية محددة. وتفعيل موضوع التنسيق، غير قائم في الواقع، لا اقتصاديا، ولا اجتماعيا، ولا ثقافيا، ولا سياسيا، ليزول بذلك، داعي النتسيق الآني، الذي أدى إلى زوال عقبة، كانت قائمة، في وجه الجماهير الشعبية الكادحة، التي أصيحت تتجاوزها، بسهولة، بفعل التنسيق القائم، بين إطارين، أو أكثر، من أجل القيام بعمل وحدوى آني.

وبقيامنا بمقاربة الجواب على السؤال:

ما المراد بالتنسيق؟

الذي اكتسب طابع العمومية، نصل إلى مقاربة الجواب على السؤال:

ما المراد بالتنسيق النقابي؟

وإذا كانت مقاربة الجواب على السؤال السابق، ذات طبيعة عامة، فإن مقاربة الجواب على هذا السؤال، ذات طبيعة خاصة. وأننا عندما نعمل على مقاربة الجواب، نجد أننا لا نتجاوز التنسيق بين النقابات. ولكن:

ما هي التقابات التي تنسق فيما بينها؟

هل هي النقابات المبدئية المبادئية؟

هل هي النقابات التحريفية؟

هل هي النقابات المبدئية المبادئية، والنقابات التحريفية معا؟

أم أن هناك خط أحمر، يمنع النقابة المبدئية المبادئية، من التنسيق مع النقابات التحريفية؟

إن النقابات التي تنسق فيما بينها، نرى أنه، من الضروري، أن يجمع فيما بينها قاسم مشترك، يمكن أن يقوم فيما بين النقابات القائمة، هو المبدئية المبادئية، وما سوى المبدئية المبادئية، لا يوجد هناك أي قاسم مشترك، يمكن أن يقوم فيما بين النقابات؛ لأن المبدئية المبا دئية، تتخلل بنية النقابات: جملة، وتفصيلا، على مستوى النظرية النقابية، وعلى مستوى الممارسة النقابية، وعلى مستوى وعلى مستوى التنظيمات النقابية، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى تصريف تلك البرامج، وعلى مستوى الأهداف.

إن القاسم المشترك، يحضر في كل شيء، في النقابة، من ألفها، إلى يائها. فإذا انتفى القاسم المشترك، وانتفت المبدئية المبادئية، من بعض النقابات، فإن التنسيق، لا يقوم فيما بينها، إلا إذا انتفت المبدئية المبادئية، من الجميع، مهما كان، وكيفما كان.

ولذلك، فإن اشتراط المبدئية المبادئية، في جميع النقابات، دون استثناء، فإن ذلك يعطي الشرعية للتنسيق، فيما بينها، خاصة، وأنها جميعا، محترمة، فيما بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن المبدئية المبادئية، تفرض احترام النقابة، مهما كانت، وكيفما كانت، مما يجعل التنسيق، فيما بين النقابات، من أجل العمل على فرض الاستجابة للمطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مرحبا به، من قبل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يساهمون، بشكل كبير، في إنجاح ممارسة التنسيق، فيما بين النقابات، مما يترتب عنه: ارتباط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بهذه النقابات، التي ترتبط أسماؤها، بممارسة الضغط، وانتزاع المكاسب، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

أما إذا لم تكن النقابات، المنسقة فيما بينها، مبدئية مبادئية، فإنها يمكن التنسيق فيما بينها، من منطلق: أنها جميعا تمارس التحريف، على جميع المستويات، خاصة، وأن التنسيق بين النقابات المبدئية المبادئية، التي تصبح سائدة بين النقابات، وفيما بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وعندما أصبحت تشتهر فيما بينهم، على أنها تنتزع المزيد من المكاسب، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: الأمر الذي، صار يؤثر سلبا، على النقابات التحريفية، التي لا تخدم إلا مصالح البيروقراطية، ومصالح الحزب، ومصالح الجهة التي تتبعها النقابة. ولذلك، فإن التنسيق، فيما بين النقابات التحريفية، فمن أجل انتزاع مكاسب تحريفية، الأمر الذي يسجله العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يترتب عنه: عدم صلاحية هذه النقابات، لانتظام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يترتب عنه أيضا: الهجرة الجماعية من النقابات التحريفية، إلى النقابات المبدئية المبادئية، التي تزداد قوة، نظرا للتنسيق القائم فيما بينها.

ومعلوم، أنه لا يمكن التنسيق فيما بين النقابات المبدئية المبادئية، والنقابات التحريفية، نظرا لانعدام القاسم المشترك، فيما بين النقابات المبدئية المبادئية، وبين النقابات التحريفية؛ لأن ما هو قائم، فيما بين هذه النقابات، يجعل التناقض، يصير غير قائم أصلا؛ لأنه لا يمكن إفساد النقابات النظيفة، بالتنسيق مع النقابات الفاسدة أصلا. وما هو فاسد، لا يجب إعطاؤه شرعية الوجود، إلا من قبل الدولة الفاسدة. والدولة الفاسدة، لا يمكن أن تتقوى، إلا بانتشار الفساد. وانتشار الفساد، لا يكون إلا بوجود أدوات فاسدة، والنقابات التحريفية، هي مجرد أدوات فاسدة، تساهم بشكل كبير، في تثبيت: فساد الدولة. ولذلك، فتنسيق النقابات المبدئية المبادئية، يبقى غير وارد.

وعدم ورود التنسيق، بين النقابات المبدئية المبادئية، سببه قيام خط أحمر، بين النقابات المبدئية المبادئية، وبين النقابات التحريفية الفاسدة؛ لأن تنسيقا من هذا النوع، يترتب عنه: عدم احترام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، للنقابة المبدئية المبادئية، نظرا لكونها: صارت تتفاعل، وتنسق مع النقابات التحريفية. والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقتنعون، بأنه لا يتعامل مع الفاسد، إلا فاسد. والفاسد عندما يصير متعاملا مع المبدئي المبادئي، فإن المبدئي المبادئي، يصبح فاسدا. وحتى نتجنب الوصول إلى هذه النتيجة، فإن النقابات المبدئية المبادئية، تتمسك بالخط الأحمر، الذي يفصل فيما بينها، وبين التحريف، والفساد، إن هي أردت أن تحافظ على هويتها، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي تاريخها النضالي، ومستقبلها الذي تواجه فيه الآثار، من العقبات، التي قد تعترض طريقها النضالي، الذي لا يكون إلا من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يتمسكون بالصدق النضالي، وينبذون كل أشكال التحريف، والفساد النقابيين.

وانطلاقا مما سيق، وانطلاقا من تحديد:

متى يكون التنسيق بين النقابات مشروعا؟

ومتى يكون غير مشروع؟

وانطلاقا من رفض النقابات المبدئية المبادئية، التنسق مع النقابات غير المبدئية، وغير المبادئية، فإن هذا التنسيق، يجب أن يكون مشروطا بالمبدئية المبادئية، حتى يكون تنسيقا منتجا، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل انتزاع مكاسب جديدة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كلما كان هناك تنسيق، ومن أجل أن يتمسك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالنقابة المبدئية المبادئية، ومن أجل التضييق على النقابات الفاسدة، اللا مبدئية، واللا مبادئية، وأملا في أن تصير المبدئية المبادئية، نهجا تسلكه جميع النقابات، غير الفاسدة، حتى يصير التنسيق فيما بينها ممكنا، في محطات معينة، من أجل انتزاع مكسب معين، أو مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.