النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....40


محمد الحنفي
2022 / 10 / 27 - 10:04     

البرنامج النقابي:.....2

وبعد مقاربتنا للجواب على السؤال:

وما هو الفرق بين البرنامج النقابي والبرنامج الحزبي؟

نقف على مقابتنا للجواب على السؤال:

وما هو الفرق بين برنامج النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة البيروقراطية؟

إن النقابة المبدئية المبادئية، تحمل معها الفوارق، التي تميزها عن جميع النقابات البيروقراطية، والحزبية، والتابعة، على أساس أن النقابة:

ـ مبدئية، لا تعرف إلا تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وقيادتهم، وتعبئتهم لخوض المعارك النضالية، في أفق فرض الاستجابة للملف المطلبي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تخدم مصالح طبقة معينة، ولا تستعد لأن تصير مقبلة على إنشاء حزب معين، يخرج من بين أحشائها، بل تمارس استقلاليتها التامة، ولا تعرف تبني القيادة البيروقراطية، بقدر ما تتمسك بالقيادة الديمقراطية، كمنهج في السير العادي للنقابة المبدئية، وكهدف تسعى إلى تحقيقه، في الذات، وفي الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في مجتمع تسود فيه المساواة بين جميع الأفراد.

ـ مبادئية، يقتنع جميع أفرادها بالديمقراطية، وبالتقدمية، وبالجماهيرية، وبالاستقلالية، وبالوحدوية، على أساس العمل على تفعيل هذه المبادئ، في الأجهزة النقابية المختلفة، وعلى جميع المستويات، حتى تعمل هذه المبادئ على تغيير السلبيات الفردية، والجماعية، وتصبح جزءا لا يتجزأ من ممارسة كل عامل، وكل أجير، وكل كادح، له علاقة بالنقابة، وبالعمل النقابي، الذي تفعل فيه المبادئ المذكورة، خاصة، وأن المبادئ تضبط السلوك، وتقويه، وتثبته، وتعيد صياغته. وإن كان ذلك ضروريا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يربطون، في ممارستهم النضالية، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ويعملون على ممارسة التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، التي لا يعمل على تحقيقها إلا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقيادة حزبهم الثوري، الذي لا يتجاوز أن يكون حزب الطبقة العاملة.

ـ لا تناضل، لا من أجل خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، ولا من أجل خدمة مصالح الحزب، ولا من أجل خدمة مصالح أي جهة، يمكن أن تكون تابعة لها، ولا من أجل الإعداد، ولاستعداد لتأسيس حزب معين، تصير النقابة في خدمته: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حنى يصير معبرا عن المواقف، التي لا تستطيع النقابة التعبير عنها، كنقابة تناضل من أجل:

ا ـ تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في النقابة، لممارسة العمل النقابي السليم: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل أن يتشربوا جميعا، العمل النقابي الصحيح، ويصيرون متعرضين، بابتداع العمل النقابي غير الصحيح، الذي يصبغه التضليل، ولا يخدم إلآ مصالح معينة، لا علاقة لها لا بالعمال، ولا بباقي الأجراء، ولا بسائر الكادحين.

ب ـ توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بواقعهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وبواقع الجماهير الشعبية الكادحة، التي ينتمي إليها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأنه بدون الوعي النقابي الصحيح، لا يرغب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالنقابة، وبالعمل النقابي، ولا يرتبطون بها.

ج ـ تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حول الملف المطلبي للنقابة، حتى يصيروا على استعداد لخوض المعارك النضالية، من أجل فرض الاستجابة للمطالب المادية، والمعنوية، الواردة فيه، حتى يتأتي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أن يدكوا قوتهم المادية، والمعنوية، التي تفرض الاستجابة لمطالبهم المادية، والمعنوية.

د ـ خوض المعارك النضالية، بقيادة النقابة، ليتوقف الإنتاج المادي، والمعنوي، ولتتوقف الخدمات، وليصير الإنسان العامل، والإنسان الأجير، والإنسان الكادح، هو السيد؛ لأن تنفيذ قراراته، تبين مدى قوته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يستثمرها في النضال النقابي الصحيح، الذي لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ومعلوم، أن النقابة المبدئية المبادئية، لا بد أن تسلك نفس الخطوات العلمية، في كل قطاع عام، أو خاص، وفي كل فرع، وفي كل إقليم، وفي كل جهة، وعلى المستوى الوطني، حتى يصير جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، متمتعين بمنهجية الخطوات النضالية، التي بدون منهجيتها، لا تستطيع النقابة المبدئية المبادئية، العمل على تحقيق الأهداف النقابية.

والنقابة، كذلك، يمكن أن تصير غير مبدئية، غير مبادئية:

ـ فالنقابة غير المبدئية، هي التي يجد فيها غير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين أنفسهم، غير مرتبطين بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تصير النقابة في خدمتهم، بقدر ما تصير في خدمة الجهاز البيروقراطي، على مستوى طرح الملفات المطلبية، وعلى مستوى التعبئة، وعلى مستوى اتخاذ القرارات النضالية، وعلى مستوى تنفيذ تلك القرارات. يصير الجهاز الوحيد المستفيد من كل ذلك، هو الجهاز البيروقراطي، الذي يقتضي من النقابيين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نبذ النقابة، التي يقودها.

فالنقابة البيروقراطية، إذن، تختلف عن النقابة المبدئية المبادئية، الهادفة، وبصدق النضال، إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا شيء آخر غير ذلك، بخلاف النقابة البيروقراطية، التي يتحكم فيها الجهاز البيروقراطي، غير المبدئية، وغير المبادئية، التي لا تخدم إلا مصالح الجهاز البيروقراطي: المحلي، أو الإقليمي، أو الجهوي، أو الوطني، ولا شيء آخر، غير خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، في مستوياته المختلفة.

ونفس الشيء، يمكن قوله في النقابة الحزبية، التي لا تخدم إلا مصالح الحزب، لأن النقابة الحزبية، ليست مبدئية، وليست مبادئية، فهي موجودة، في الأصل، لخدمة مصالح الحزب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ولتوسع القاعدة الحزبية، بعدد الذين يلتحقون بالنقابة الحزبية، ليصبحوا، بانتمائهم للنقابة، منتمين للحزب، كذلك، وهذه النقابة الحزبية، لا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما يخدمون مصالحهم الحزبية، مهما كانت، وكيفما كانت، لنقوله، كذلك، في النقابة التابعة، والنقابة التي يخرج من بين أحشائها حزب معين.

أما النقابة المبادئية، فهي النقابة الديمقراطية، على المستوى الداخلي، وعلى مستوى النضال المشترك، من أجل تحقيق الديمقراطية. وهي، في نفس الوقت، تقدمية، تسعى إلى تقدم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتطورهم: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وجماهيريا، تحرص على أن تكون نقابة لجميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومستقلة، متحررة من البيروقراطية، والحزبية، والتبعية، والوحدوية، تعمل على تجسيد وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على مستوى الملفات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحرير الإنسان، وديمقراطيته، في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

أما باقي النقابات، فليست مبادئية، لا ديمقراطية، ولا تقدمية، ولا جماهيرية، ولا مستقلة، ولا وحدوية؛ لأن النقابة البيروقراطية، لا يمكن أن تكون مبادئية، والحزبية كذلك، لا يمكن أن تكون مبادئية، والتابعة، أيضا، لا يمكن أن تكون مبادئية، مما يجعل، كل نقابة، لا تخدم إلا مصالح بيروقراطية، أو حزبية، أو مصالح الجهة التي تتبعها النقابة، ولا تخدم، أبدا، مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وبعد وقوفنا على مقاربة الأجوبة، المتعلقة بالفرق، بين النقابة المبدئية المبادئية، وبين النقابة البيروقراطية، والنقابة الحزبية، والنقابة التابعة للنقابة البيروقراطية، والأجهزة الحزبية، وأجهزة النقابة التي خرج من بين أحشاء حزب معين، ولا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

نصل إلى مقاربة الجواب على السؤال:

كيف نجعل من برنامج النقابة المبدئية المبادئية، برنامجا مقنعا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة؟

إن أي برنامج للنقابة المبدئية المبادئية، لا يمكن أن يكون مقنعا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لاعتبارات نذكر منها:

الاعتبار الأول: أن البرنامج النقابي، ليس مملى من النقابة البيروقراطية. وقيادة النقابة المبدية المبادئية، ليست بيروقراطية، وكل ما يمكن أن تفعله، هو أن تقدم مشروعا إلى الأجهزة التقريرية، التي تناقش، وتقترح إضافات إليه، وتغيره، وإعادة هيكلته، حتى يصير مشروع البرنامج مصادقا عليه، ليصير برنامجا للنقابة، وللعمل النقابي. يتم تفعيله في مراحله المختلفة، لتحقيق أهداف عامة، وخاصة.

الاعتبار الثاني: أن البرنامج النقابي، للنقابة المبدئية المبادئية، ليس برنامجا نقابيا حزبيا، يفرض على النقابة الحزبية، الالتزام به، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يتناقض تناقضا مطلقا، مع طبيعة النقابة المبدئية المبادئية، التي تبين كل ما يتعلق بها، انطلاقا من تفعيل الديمقراطية الداخلية، التي تنتج عن العلاقة فيما بين الأجهزة، وفيما بينها، وفيما بين الأجهزة، وبين المنتمين إلى النقابة. وبالتالي: فإن منهجية النقابة الحزبية، هي منهجية منبوذة، من قبل النقابة المبدئية المبادئية.

الاعتبار الثالث: أن البرنامج النقابي، للنقابة المبدئية المبادئية، هو برنامج نقابة، تتناقض منهجيتها، مع النقابة التابعة، التي لا تقدم، ولا تؤخر، إلا بناء على الإملاءات، التي تتلقاها، من الجهاز الذي تتبعه، فتقرر، وتنفذ، بناء على تلك الإملاءات، انطلاقا من النظام الداخلي. كما هو الشأن بالنسبة للنقابة المبدئية المبادئية، التي لها نظام داخلي، تلتزم به، ولا تتجاوزه، احتراما لعلاقتها بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

الاعتبار الرابع: أن النقابة المبدئية المبادئية، ليست نقابة تهدف إلى تأسيس حزب معين، من بين أحشائها، لتصير في خدمته. فكأنه حزب نقابي، يسير طبقا لتوجيهات النقابة، التي لا يختلف معها، جملة، وتفصيلا، ليصبح هو الوجهة السياسية للنقابة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. فالحزب، لا يعبر عن وجهة نظر معينة، إلا بإرادة النقابة، وإلا لمنع ذلك التعبير. وهو ما يتناقض: جملة، وتفصيلا، مع منظومة النقابة المبدئية المبادئية، التي لا يجمعها بأي حزب، إلا الاحترام المتبادل، بين النقابة، وبين الأحزاب المختلفة.

وانطلاقا من هذه الاستنتاجات المذكورة، نجد أن برامج النقابة المبدئية المبادئية، سوف تكون مقنعة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نظرا لمبدئيتها مبادئيتها؛ لأن مبدئية النقابة، تجعلها في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تجعلها أبدا في خدمة الأجهزة البيروقراطية، أو الحزبية، أو لأي جهة تتبعها النقابة، أو الحزب الذي يخرج من بين أحشاء النقابة. فالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هم وحدهم الذين يستهدفون بالنضالات النقابية، التي تقودها النقابة المبدئية المبادئية، على مدى عمر النقابة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

أما النقابة المبادئية، فبالإضافة إلى كونها امتدادا للنقابة المبدئية، فإنها تعتبر الإطار الذي:

ـ يعتبر فيه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أصحاب الشأن النقابي. فهم الذين يقررون، من خلال تواجدهم في الهيئات التقريرية، التي تجتمع في شروط معينة، وفي إطار النقابة، ولا يملى عليهم القرار، من الجهاز البيروقراطي، أو من الجهاز الحزبي، أو من جهاز الجهة، التي تتبعها النقابة، أو من الحزب الذي خرج من بين أحشاء النقابة.

ـ يعتبر فيه، كذلك، العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أصحاب الشأن النقابي، هم الذين ينفذون، أي قرار يتخذونه: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما يجعل النقابة في مستوى أمل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ـ والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يكتفون بالتقرير، والتنفيذ فقط، وإنما هم الذين يحرصون على البناء الديمقراطي العلمي للنقابة، التي تصير خاضعة للقواعد التنظيمية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ـ والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هم الذين يكونون ملفاتهم المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وهم الذين يصنفون المطالب، بحسب الأولويات، وما على القيادة النقابية، التي تنفرز من بينهم، إلا الانضباط لما يقرره العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في مجلسهم التقريري للنقابة.

ونحن، عندما نحرص، على أن تكون النقابة مبدئية مبادئية، فإننا نحرص على مستوى بنياتها، حتى تصير مناضلة من أجل الديمقراطية، وتقدمية، تسعى إلى الرفع من مستوى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتوعيتهم بالذات، وبالواقع، في تجلياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبالموقع من علاقات الإنتاج، وصولا إلى استكمال عناصر الوعي الطبقي، من خلال العمل النقابي، للنقابة المبدئية المبادئية.

واعتماد التقدمية، في النقابة المبدئية المبادئية، يقتضي من النقابة المبدئية المبادئية، اعتماد مبدأ الجماهيرية، الذي يجعلها منفتحة على كل فئات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تتوسع النقابة، ويزداد عدد المنخرطين فيها، والمنتظمين في إطاراتها المختلفة، سواء كانوا عمالا، أو أجراء، أو كادحين؛ لأن النقابة المبادئية، عندما تتشكل، تكون ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية؛ لأن المبادئ جميعا، متضمنة في كلمة: المبادئية. وهو ما يعني: أن النقابة لا تكون بيروقراطية، ولا تكون رجعية، ولا تكون نخبوية، ولا تكون حزبية، أو تابعة، ولا تكون إطارا يخرج من بين أحشائه حزب معين، تصير النقابة في خدمته، بقدر ما تنشأ على المبادئ، وتسير على المبادئ، وتبني علاقاتها، على أساس تلك المبادئ، مما يجعل العمل المبدئي المبادئي، في إطار النقابة المبدئية المبادئية، هو السائد في علاقات النقابة المبدئية المبادئية.