النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....38


محمد الحنفي
2022 / 10 / 19 - 10:29     

ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟

هناك نقابات كثيرة، ومتعددة، ولكل نقابة طبيعتها الخاصة. فهناك النقابة المبدئية المبادئية، وهناك النقابة البيروقراطية، وهناك النقابة الحزبية، وهناك النقابة التابعة، وهناك النقابة المنتجة لحزب معين. ونظرا لأن كل حزب يلجأ إلى تأسيس نقابته، فإن النقابة، تلبس لباس الحزب، فتكون تقدمية، ورجعية، ونظرا لأن النقابة قد تتأسس على المبدئية المبادئية، وقد تكون لا مبدئية لا مبادئية، وقد تكون ديمقراطية، وقد تكون بيروقراطية.

وبما أن طبيعة النقابة، تقتضي منا، إعمال النظر في طبيعة كل نقابة، حتى يكون اختيار نقابة معينة، اختيارا صحيحا، من أجل أن تكون النقابة التي نختارها، فاعلة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

ونظرا لأهمية النقابة، بالنسبة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإننا نتساءل:

ما هي النقابة، التي يختارها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ما طبيعة النقابة؟

وما طبيعة اختيار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين للنقابة المبدئية المبادئية؟

ولماذا لا يختارون اختيارا آخر، غير الذي اختاروه؟

لماذا لا يختارون النقابة المستقلة؟

لماذا لا يختارون النقابة الحزبية؟

لماذا لا يختارون النقابة التابعة للدولة؟

لماذا لا يختارون النقابة التابعة للحزب؟

لماذا لا يختارون النقابة التقدمية؟

لماذا لا يختارون النقابة الرجعية؟

وهل يختارون النقابة المبدئية فقط؟

وهل يختارون النقابة المبادئية فقط؟

هل يختارون النقابة اللا مبدئية؟

هل يختارون النقابة اللا مبادئية؟

هل يختارون النقابة البيروقراطية؟

هل يختارون النقابة الديمقراطية؟

إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، لا نطرحها، من أجل إظهار البراعة في طرح الأسئلة، وإنما لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتريثون في الاختيار، قبل المعرفة الكاملة بالخريطة النقابية القائمة، في الواقع القائم، من أجل التمييز بين طبائع النقابات المختلفة، وصولا إلى إلى المعرفة الكاملة بالنقابة، المبدئية المبادئية: الديمقراطية، التقدمية، الجماهيرية، المستقلة، الوحدوية، ليصير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مطمئنين على مستقبلهم النقابي، وعاملين في نقابة تحترم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتناضل من أجل الاعتراف بحقوقهم الإنسانية، والشغلية، دون زيادة، أو نقصان، خاصة، وأن النقابة المبدئية المبادئية، لا تضع في اعتبارها، إلا خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تخدم أي مصالح أخرى، بما فيها مصالح القيادات النقابية، التي لا تطرح مشاكلها، ضمن المشاكل العامة، التي تطالب النقابة، بإيجاد حلول لها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى تصير النقابة لصالح جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ودون استثناء، ودون تمييز فيما بينهم، على جميع المستويات النقابية، بمن فيهم المسؤولون النقابيون، حتى لا تتحول النقابة، إلى مجرد مرتع لأصحاب المشاكل، التي لا حلول لها، والذين يحرصون على تحمل المسؤوليات النقابية، من أجل استغلالها، لممارسة الضغط على المسؤولين، في مختلف الإدارات العامة، والخاصة، من أجل أن تكون النقابة من أجل جميع العاملين في مختلف المؤسسات العامة، والخاصة، سواء كانوا عمالا، أو أجراء، أو سائر الكادحين؛ لأن ما يهم النقابة، والنقابيين، بصفة عامة، هو تسوية الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للعاملين، في مختلف المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، ولكل الكادحين، أينما كانوا، وكيفما كانوا، أملا في الوصول إلى تحرر الجميع، من الاستغلال المادي، والمعنوي، لتصير الخيرات لمن ينتجها، وللشعب، أنى كان هذا الشعب، بما في ذلك الشعب المغربي، الذي يناضل منذ الاحتلال الأجنبي للمغرب، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، حتى يطمئن على مستقبل أجياله.

ولذلك، فعملية اختيار النقابة، من قبل مختلف العاملين في المؤسسات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تعتبر ذات أهمية خاصة، مفيدة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو مفيدة للقيادات النقابية، أو غير مفيدة.

فإذا كانت النقابة مبدئية مبادئية، تكون مفيدة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللقيادات النقابية، على حد سواء؛ لأن الكل في نفس النقابة المبدئية المبادئية، متساو، ولا فرق، في ذلك، بين قائد نقابة، له مشكل خاص، وبين عاملة، أوعامل، وأجيرة، أو أجير، أو كادحة، أو كادح، نريد منه أن ينخرط في النقابة، وأن يعمل على تقويتها عدديا، ونوعيا، في أفق أن تصير قوية، أمام النقابات الأخرى، بمبدئيتها، ومبادئيتها، وبعدد منخرطيها، ونوعيتهم، حتى تتحرك بمنطق القوة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل انتزاع مكاسب معينة، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

فماذا يختار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما يقبلون على الانتظام في النقابة؟

هل يختارون أي نقابة، مهما كانت، وكيفما كانت؟

إن الأمر بالنسبة إلينا، ليس سهلا؛ لأنه قد يوقع في الأمور التي تضر العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تنفعهم أبدا. ولذلك، نرى من الضروري قيام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بدراسة ميدانية للنقابات القائمة في الواقع، من أجل التعرف عليها، والوقوف على النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة البيروقراطية، والنقابة الحزبية، والنقابة التابعة، والنقابة التابعة لحزب يميني، أو لحزب يميني متطرف، أو لحزب يساري، أو لحزب يساري متطرف، أو لحزب وسط، يدعي أنه ليس باليميني، وليس باليساري، من منطلق: أن الدراسة الميدانية، تجعل النقابات واضحة في أذهان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وحينها، سيعرفون أن أي اختيار للنقابة المبدئية المبادئية، هو اختيار موفق؛ لأن اختيار النقابة المبدئية المبادئية:

هو اختيار للنقابة، التي لا تهتم إلا بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

هو اختيار للنقابة الديمقراطية، التي تقطع الطريق، أمام أي ممارسة بيروقراطية، تقدم عليها أي قيادة محلية، أو إقليمية، أو جهوية، أو وطنية.

هو اختيار للنقابة التقدمية، التي تسعى، من خلال ممارستها اليومية، إلى تقدم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتطورهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

هو اختيار للنقابة الجماهيرية، المنفتحة على جماهير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن تستقطب الجميع، إلى الانتظام فيها.

هو اختيار للنقابة المستقلة، عن الدولة، وعن أي حزب سياسي، ليست حزبية، وليست تابعة لأي حزب سياسي، ولا لأي تنظيم، كيفما كان نوعه.

هو اختيار للنقابة الوحدوية، تنظيميا، ومطلبيا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ونضاليا، تهدف إلى توحيد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

هو اختيار للريط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، مما يعطي الشرعية الفائقة، للعمل النقابي، الذي ينخرط في عمق المجتمع.

هو اختيار إنسانية العامل، والأجير، والكادح، الذي سحب منه الاستغلال إنسانيته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية؛ لأنه بدون استحضار إنسانية العامل، والأجير، والكادح، لا تطالب النقابة، بتمتعه بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، والسياسية. كما لا تطالب بتمتعه بحقوقه الشغلية، التي تنطلق، في العمق، مما هو إنساني، في العامل، والأجير، والكادح.

وهذه الاختيارات جميعا، تحدد لنا: أن النقابة المبدئية المبادئية، تبقى نقابة إنسانية، بالإضافة إلى كونها نقابة مخلصة في أدائها، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، انطلاقا من مبدئيتها مبادئيتها، وصولا إلى اعتبار النقابة مناضلة، ومضحية بالوقت، وبالمال، من أجل العمل على تسوية أوضاع العاملين، في مختلف المؤسسات، ومن أجل الحرص على تحسين أوضاعهم: المادية، والمعنوية، حتى يتمتع الجميع في المجتمع، بحقوق الإنسان، ومن أجل أن يتمتع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحقوق الشغل، التي تعود على الأسر، وعلى العائلات، بالفضل العميم.

وطبيعة هذه النقابة، أنها مبدئية مبادئية: ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية. وطبيعتها ليست بيروقراطية، وليست حزبية، وليست تابعة، ولم تعمل على صناعة حزب معين، من أحشاء النقابة؛ لأن كل هذه الطبائع، تحريفية، وتحريفيتها، تجعلها منبوذة في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأنهم ينبذون من بين صفوفهم النقابة البيروقراطية، والحزبية، والتابعة، والموجودة من أجل أن يخرج من بين أحشائها: حزب معين؛ لأن هذه النقابات جميعا، لا مبدئية، لا مبادئية، ولا ديمقراطية، ولا تقدمية، ولا جماهيرية، ولا مستقلة، ولا وحدوية.

أما طبيعة اختيار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فتنسجم مع كونهم يميلون إلى اعتماد المبدئية المبادئية، التي لا تخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولأن المجتمع قائم، في الأصل، على عمل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولأن الحياة قائمة، في الأساس، على وجود العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. لهذا ،كانت طبيعة اختيار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، للنقابة المبدئية المبادئية، اختيارا معرفيا، علنيا، قائما على المعرفة العلمية، لطبيعة كل نقابة، على حدة، بناء على التمييز فيما بينها، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وبناء على الخبرة بها، وبناء على ارتباط النقابات، التي لم يتم اختيارها، بالانتهازيين، وبزمرتهم، التي لا تستيقظ من غمرة الانتهازية، لتصير النقابات الانتهازية، والمنخرطون فيها، انتهازيون، وما تحققه لصالحهم، لا يتجاوز أن يصير ممارسة انتهازية صرفة.

واختيار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، للنقابة المستقلة، لأن الاستقلالية من المبادئ الأساسية، في العمل النقابي، إذا أهمل: تصبح النقابة بيروقراطية، أو حزبية، أو تابعة، أو مستعدة لتأسيس حزب، من بين أحشائها، وهذه الوضعية، لا تشرف النقابة، والعمل النقابي، ولا تسعى إلى التخلص منها، إلا نقابة مبدئية مبادئية، وليست شيئا آخر. والنقابة المستقلة، لا يمكن أن تكون إلا مبدئية مبادئية، وليست شيئا آخر، حتى تنال رضى المحرفين، الذين لا ينتعشون إلا باختيار النقابة التحريفية، لانتهازيتهم. وانتهازيتهم، ترتبط بالتحريف، مهما كان، وكيفما كان؛ لأن المهم، أن يصير تحريفيا، بالمعنى الصحيح للتحريف.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يختارون النقابة الحزبية، لانتهازية المنتمين إليها، الذين كفاهم الحزبي المستغل، الذي يستغلهم من أجل الزيادة الهامة في ثرواته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن اختيارهم للنقابة الحزبية، سيجعلهم جزءا لا يتجزأ من الحزب، وسيصبحون مسؤولين، أمام القيادة الحزبية، إذا قاموا بعمل نضالي، يتنافى مع توجه الحزب، وقد يطردون من الحزب، إذا صدر منهم ما يستلزم ذلك، حسب القوانين الحزبية.

ولذلك، نجد أن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتجنبون، ما أمكنهم ذلك، إذا كانوا يمتلكون الوعي النقابي الصحيح. واختيار النقابة الحزبية، التي لا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما تخدم مصالح الحزب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لينال الحزب مكانته السياسية، بعدد منخرطيه. ومنخرطو النقابة الحزبية، يعتبرون منخرطين في الحزب، مما يستلزم تجنب الانخراط في النقابة الحزبية، التي تعتبر نقابة تحريفية، حتى وإن كان الحزب الذي ينشئها، حزبا يساريا.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتشربون من الوعي النقابي اللازم، لتجنب التحريف، ولا يختارون النقابة التابعة للدولة، لأنها لا ينتظم فيها إلا عملاء الدولة، وليس من مصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الانخراط فيها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لأنه جهاز نقابي تابع للدولة، ولا يخدم إلا مصلحة الدولة، ولا تدافع إلا عن توجه الدولة: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ليسعى إلى تعميمه في المجتمع، عبر منخرطيها من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا وعي لهم، بخطورة الانخراط في النقابة التابعة، للدولة، نظرا؛ لأنهم كانوا يتجنبون الانخراط في اللقاءات، التي تناقش النقابة، والعمل النقابي التحريفي، الذي يسود بين معظم النقابات، والعمل النقابي الصحيح، الذي لا تنتجه إلا النقابات المبدئية المبادئية.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يمتلكون الوعي النقابي الصحيح، لا يختارون، كذلك، النقابة التابعة للحزب؛ لأن هذه النقابة، حتى وإن لم تكن حزبية، فهي تابعة للحزب، والتبعية للحزب، في النقابة، هي عمل تحريفي، كذلك؛ لأن النقابة التابعة للحزب، لا تقرر، ولا تنفذ، بناء على نظامها الداخلي. بل تقرر، وتنفذ، بناء على ما تتلقاه من إملاءات، من الجهة التي تتبعها، حتى وإن كانت هذه الجهة، هي الحزب، الذي لم ينتق نقابته، من بين أعضائه، وعضواته. والنقابة التابعة، لا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. بل تخدم مصالح الجهة، التي تتبعها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مهمشين، مع أنهم معتمدون في تكوين النقابة التابعة؛ لأنه بدون اعتمادهم، لا يمكن تكوين النقابة. وهم مهمشون في النقابة التابعة، كما هم مهمشون في النقابة البيروقراطية، كما هم مهمشون في النقابة الحزبية، كما يصيرون مهمشين، في النقابة التي تشرف على تكوين حزب معين، من بين صفوفها، لأن النقابة الوحيدة ليسوا مهمشين فيها، هي النقابة المبدئية المبادئية؛ لأن المجتمع، الذي يسود فيه الفساد، تصير فيه النقابات، كذلك، فاسدة.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما يختارون النقابة التقدمية، كذلك، يختارون النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة التقدمية نقابة مبدئية مبادئية. وإن أي نقابة، لا تكون مبادئية، إلا إذا كانت مبدئية؛ لأن المبدئية، والمبادئية، متلازمان. ولأن التقدمية مبدأ من مبادئ النقابة المبدئية المبادئية، الساعية إلى تقدم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يشعروا بالكرامة الإنسانية، التي تميز الإنسان، عن غير الإنسان، مهما كان، وكيفما كان. والنقابة التقدمية، كذلك، تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون الوعي بالذات، وبالأوضاع الاستغلالية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مهما كانت، وكيفما كانت؛ لأن الاستغلال، هو الذي ينهك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويستنزف قدراتهم الذهنية، والجسدية، لصالح المستغلين، الذين لا يهمهم، إلا تجديد قدرات العامل، والأجير، والكادح: الجسدية، والذهنية، حتى يصير قادرا على العطاء، حتى يفيد أكثر. ولا يهمهم أن تكون له كرامة، يحرص على عدم انتهاكها ماديا، ومعنويا.

لذلك، يختار المستغلون، أن ينتمي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى النقابة التحريفية، التي من جملتها: النقابة التابعة، ولا يختارون النقابة المبدئية المبادئية، لكونها تبث الوعي في صفوفهم، ومنها النقابة التقدمية.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يختارون النقابة التقدمية، لمبدئيتها مبادئيتها، لا يختارون النقابة الرجعية، التي قد تكون بيروقراطية، وقد تكون حزبية، وقد تكون تابعة، وقد يخرج من بين صفوفها حزب معين، خاصة، وأن النقابة الرجعية، هي نقابة معادية، لكل ما هو تقدمي، وتسير بالإنسانية في اتجاه الرجوع إلى الوراء، وليس التقدم إلى الأمام.

والنقابة الرجعية، لا تكون إلا في خدمة مصالح الحكم الرجعي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كما لا تكون إلا في خدمة مصالح الرجعيين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، وسواء كانوا إقطاعيين، أو بورجوازيين، أو مؤدلجي الدين الإسلامي، أو يمينيين، أو يمينيين متطرفين، أو أي شخص ينحو نحو التخلف: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ولا تكون، أبدا، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يقبلون الانخراط في النقابة الرجعية، مهما كانت، وكيفما كانت.

وإذا كان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يختارون النقابة الرجعية، فإنهم يختارون النقابة المبدئية المبادئية، التي لا تعمل إلا على خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تخلص إلا في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نظرا لكون النقابة المبدئية المبادئية، لم تكن في حاجة إلا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين ينتظمون فيها، ويرتبون أمورهم البرنامجية، والتعبوية، والنضالية، في إطارها، وبقيادتها، حتى تحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والنقابة المبدئية، لا تكون إلا مبادئية: ديمقراطية، تقدمي،ة جماهيرية، مستقلة، وحدوية، لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يزدادون ارتباطا بها، وانتظاما في إطارها، باعتبارها الإطار الذي وجد من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والنقابة المبدئية المبادئية، تقريرية / تنفيذية، انطلاقا من نظامها الداخلي، فإن الهيئات التقريرية للنقابة، يمكن أن تكون مبدية مبادئية، من النقابيين المبدئيين المبادئيين، هم الذين يقررون، عن طريق الهيئات التقريرية للنقابة، التي لا يحضرها إلا الممثلون الحقيقيون للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يكون التقرير للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتنفيذ، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يختارون النقابة المبدئية المبادئية، باعتبارها: نقابة مبدئية مبادئية، بالدرجة الأولى، لأنها لا يمكن أن تكون مبادئية، إن لم تكن مبدئية، خاصة، وأن المبدئية، والمبادئية المتكونة من: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، لا يمكن أن تتواجد إلا في النقابة المبدئية المبادئية. وعندما يختارون النقابة المبدئية، يختارون، في نفس الوقت، النقابة المبادئية، وعندما يختارون النقابة المبادئية، يختارون، في نفس الوقت، النقابة المبدئية، باعتبار تلازم المبدئية، والمبادئي، لا يكون إلا في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ليكون الاختيار، كذلك، صائبا.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يختارون، ابدا، النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؛ لأن النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، تكون إما بيروقراطية، تصير في خدمة الجهاز البيروقراطي، أو حزبية، تصير في خدمة الحزب، أو تابعة، تصير في خدمة الجهة التي تتبعها، أو تعمل على تكوين حزب من أحشاء النقابة، لتصير في خدمته، فكأن النقابة عندنا، لا يمكن أن تكون إلا لا مبدئية لا مبادئية، والنقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، لا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا يمكن أن ترتبط بهم، أبدا؛ لأنهم ينبذونها، وما أقبح أن يمارس النبذ في حق شيء ما، وما أقبح أن ينبذ العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يختارون، كذلك، النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؛ لأنها ليست مبدئية مبادئية، خاصة، وأن اللا مبدئية اللا مبادئية متلازمان، وتلازمهما يقتضي التواجد عندهما معا، لأنهما يميلان إلى النقابة، والعمل النقابي، ولا يسعيان، أبدا، إلى تحقيق مطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأنها لا تناضل من أجلهم، ولا تقود نضالاتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تكتسب ودهم؛ لأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقتنعون بالنقابة المبدئية المبادئية، ولا يمكنهم أن يقتنعوا بغيرها.

وبما أنهم لا يختارون النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، فإنهم، كذلك، لا يختارون النقابة البيروقراطية، والنقابة البيروقراطية، هي نقابة لا مبدئية لا مبادئية، لا تهتم إلا بخدمة القيادة البيروقراطية، التي توجه النقابة، والعمل النقابي، في إطاراتها المختلفة، إلى خدمة مصالحها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. الأمر الذي يترتب عنه: أن النقابة، والعمل النقابي البيروقراطي، لا وجود فيه، لا للمبدئية، ولا للمبادئية، كما لا وجود فيه، لما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين ينتمون إلى النقابة، ويتمسكون بها. فكل شيء في النقابة، يقرره الجهاز البيروقراطي، في مستوياته المختلفة. فهو المقرر، وهو المنفذ، على جميع المستويات النقابية.

والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما يختارون النقابة الديمقراطية، يختارون، في نفس الوقت، النقابة المبدئية المبادئية، خاصة، وأن الديمقراطية، من المبادئ الني تعتمدها النقابة المبدئية المبادئية، التي تشرك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في التقرير، والتنفيذ، سعيا إلى جعل الديمقراطية، جزءا لا يتجزأ من الحياة، العامة، والخاصة، تتخللها، ولا تترك أي جزء منها، لا توجد فيه الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن التنظيم الذي لا يمارس الديمقراطية، كالتنظيم المنعدم؛ لأنه لا يغير شيئا في الواقع، بقدر ما يعيد إنتاج نفس الواقع، كما هو. والتنظيم الذي لا يناضل من أجل تحقيق الديمقراطية في الواقع، مثل التنظيم المنعدم، غير الموجود، أصلا، حتى نطلب منه تغيير الواقع.

ومعلوم أن التنظيم المبدئي المبادئي، هو تنظيم مبني على أساس: تحقيق الديمقراطية، في بنياته الداخلية، وعلى أساس: اعتباره جزءا لا يتجزأ من التنظيمات، التي تناضل من أجل تحقيق الديمقراطية، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير الواقع ديمقراطيا، جملة، وتفصيلا.

وهكذا، نجد أن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عندما يقبلون على اختيار التنظيم النقابي، الذي يصيرون منتمين إليه، يقومون بدراسة الميدان النقابي، دراسة علمية هادفة، إلى التمييز بين التنظيم المبدئي المبادئي، والتنظيم اللا مبدئي اللا مبادئي، حتى يتجنبوا السقوط بين براثن التنظيم اللا مبدئي اللا مبادئي، كما هو الشأن بالنسبة للتنظيم النقابي البيروقراطي، والتنظيم النقابي الحزبي، والتنظيم النقابي التابع، والتنظيم النقابي الذي ينشئ حزبا معينا، يصير في خدمته.

وهذا التمييز بين التنظيمات النقابية المختلفة، يجعلنا، نحن، القادرين على الاختيار، حتى نضمن لأنفسنا، أن نستمر على النهج الصحيح، الهادف إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى، يتحقق بتحققها المجتمع المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، لأن النقابة التي تكتسب أهمية التحرير، ستدعم كل من يسعى إلى تحقيق التحرير، ولأن النقابة التي تدرك أهمية الديمقراطية، ستدعم كل من يسعى إلى تحقيق الديمقراطية، ولأن النقابة التي تدرك أهمية الاشتراكية، فإنها ستدعم كل من يسعى إلى تحقيق الاشتراكية، لتساهم النقابة في دعم التحول، الذي يعرفه المجتمع البشري، في اتجاه التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. والتخلص من الاستغلال المادي، والمعنوي، ليعيش الإنسان في المجتمع المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، حتى يصير مجتمعا عادلا، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ولكن عندما يتعلق الأمر بطبيعة النقابة، التي قد تكون مستقلة، وقد تكون تابعة للدولة، وقد تكون تابعة لجهة معينة، وقد تكون حزبية، وقد تكون تقدمية، وقد تكون رجعية، وقد تكون مبدئية مبادئية، وقد تكون لا مبدئية لا مبادئية، وقد تكون ديمقراطية، وقد تكون بيروقراطية، خاصة، وأن اختيار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتم انطلاقا من طبيعتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى لا يصير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ضحية التحريف النقابي، انطلاقا من عدم معرفة الواقع النقابي، الذي يسود فيه التحريف، والتضليل، في نفس الوقت، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يصبحون ضحايا الجهل بالواقع النقابي، وضحايا الأمية النقابية، التي يسعى الحكم إلى تكريسها على أرض الواقع.