تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابية للتعليم الابتدائي


بشير الحامدي
2022 / 5 / 17 - 18:05     

عام 2015 ونظرا للانسداد أفق أي عمل مقاوم من داخل أطر قطاع التعليم الأساسي وايمانا أن التغيير من داخل الاتحاد لم يعد ممكنا نظرا لعديد العوامل ليس هذا مجال التعرض إليها فكرنا مع مجموعة من الأصدقاء في تأسيس إطار للمقاومة القطاعية وسميناه وقتها "المرصد التونسي للمعلم والتعليم" وحصلنا على ترخيص قانوني للنشاط كجمعية ونشرنا وثيقة تأسييسية بعنوان وثيقة المبادئ والأسس وهو وثيقة في شكل ميثاق به 14 نقطة يمكن الإطلاع عليها في هذا الرابط.
https://www.facebook.com/OTEE.OFFICIELLE/photos/2232170320421008
ودون إطالة وحتى ندخل لموضوع هذه التدوينة واجهنا صعوبات كثيرة داخلية وخارجية وعقدت الجمعية ثلاث جلسات عامة كانت آخرها قبل عامين ثم بدأ التراجع عن تحمل أعباء الانتماء لهذه الجمعية من قبل من كانوا يحملون فكرتها إلى حدّ أنها اليوم صارت تقريبا غير موجودة في القطاع ولا أحد يتكلم باسمها ممن كانوا بالأمس يعتبرون أنفسهم منتمين إليها أو أعضاء في هيئتها المديرة ( لا علينا من هذا لكل تو ).
المهم أنه عام 2017 كان من ضمن مشاريع الجمعية أن يكون لها على الأقل عضو في كل مدرسة ومجلس في كل جهة وأنه لابد من الترشح في مؤتمر الجامعة العامة بقائمة مستقلة عن الجميع وباسم المرصديين. ولكن لا شيء من ذلك حصل. وهنا لابد من البحث في الأسباب فبملامستها يمكن الوقوف على كثير من الحقائق ذات الفائدة الكبرى، هذه الأسباب التي جعلت من هذا القطاع يبقى بيد بيروقراطية المكتب التنفيذي المركزي وأعوانهم الصغار في القطاع وأول هذه الأسباب هو أن الذين انخرطوا في المرصد أو بعض من كانوا في هيئته المديرة وخصوصا بعد الجلسة العامة الثالثة كانوا يعتبرون حملهم لفكرة المرصد ليس أكثر عملية ضغط لاعتراف البيروقراطية بهم فهم لم يتخلوا يوما عن مساندة طرف بيروقراطي ضد طرف آخر وتقديم الولاء لجهة من الجهات لينقلبوا عليها فيما بعد... لم يكونوا يوما مؤمنين بفكرة الاستقلالية والمقاومة بشكل مستقل عن النهج البيروقراطي ...
المرصد التونسي للمعلم والتعليم كان يمكن أن يكون اليوم وبمناسبة انعقاد مؤتمر جامعة التعليم الابتدائي البديل بالنسبة للقطاع لو كان لأعضائه وأفراد هيئته المديرة البصيرة الكافية لفهم مشاكل انسداد الفعل النقابي داخل القطاع وكان لهم من العزم و المبدئية والالتزام بمبادئه التي تأسس عليها ولكن الحقيقة هي أنه "كما تكونون يولى عليكم" لأنه لا إمكانية في الواقع للخروج من مأزق أن تكون مجبورا على اختيار الأقل سوء و الأقل رداءة ولكن بالتجربة فهؤلاء الذين وقع إحتيارهم وعلى إمتداد العشريات السابقة بمنطق الأقل سوءا تحولوا إلى الأسوء ذاته ما أن صعدوا لللمسؤولية في مكتب القطاع.
المعلمون اليوم في مؤتمرهم القادم لن يختاروا ممثليهم عن طريق مشروع نقابي متكامل بل سيختارون مرشحيهم انطلاقا من أن أحدهم أفضل من الآخر أو أن أحدهم صدامي أو صاحب مبدأ أو لأنه تربطه بهم علاقة ما ذاتية ولكن لا يقولون شيئا عن هذا المبدأ أو عن تلك الأفضلية مما يجعل العملية الانتخابية كلها عملية مبنية على مسائل ذاتية وليست مسألة اختيار على مشروع وعلى موقف أي أنها عملية غير سياسية إطلاقا ولا حتى إصلاحية.
والمتمعن في قائمة المترشحين لمكتب النقابة لا يمكن أن يلاحظ سوى أن المؤتمر (على بعضو) عملية فبركة كبيرة لا يمكن إلا أن تبقي أوضاع القطاع على ما هي عليه فلا أغلبية المكتب القديم ولا الجماعة المترشحون ضدهم لهم مشروع يمكن الرهان على أنه سيتقدم بالقطاع خطوة في اتجاه معالجة مشاكله فأول المستفيدين سيكون المكتب البيروقراطي المركزي الذي سيعرف كيف يجعل الأغلبية تنتخب القائمة الموالية له لتبقى حليمة تدور في دائرتها القديمة ومن كان معارضا اليوم سيصبح مواليا غدا وهكذا عود على بدء دائما.

17 ماي 2022