نقابيية شيوعية تروي قصة النجاح/ تأسيس أول اتحاد نقابي في شركة أمازون الامريكية


رشيد غويلب
2022 / 4 / 5 - 03:14     

بعد إعلان مكتب المجلس الوطني لعلاقات العمل المحلي في مدينة نيويورك عن نتائج التصويت يوم الجمعة لتأسيس تنظيم نقابي في مستودع جزيرة ستاتين التابع لشركة أمازون العملاقة باسم “اتحاد عمال الأمازون”، قال كريس سمولز: “لا يمكن للكلمات أن تعبر عما أشعر به الآن”. لقد صوت 2654 عاملا لصالح تأسيس اول اتحاد نقابي معترف به في موقع تابع للشركة، مقابل2131 صوتا معارضا.

واحتفل سمولز وزملاؤه ا خارج قاعة المحكمة ابتهاجا بإعلان الخبر. في عام 2021، نظم سمولز احتجاجات عمالية ضد تراخي شروط السلامة لمواجهة وباء كورونا في موقع عمله، حيث يعمل قرابة 8 آلاف عامل، فطردته أمازون بسبب انتهاكات مزعومة. في عطلة نهاية الأسبوع، قدمت الحركة النقابية تهنئتها بتحقيق هذا الإنجاز المهم، بعد ان حاولت مرارا دخول عرين ثاني أكبر رب عمل في الولايات المتحدة. خلال العقود الأخيرة، بالكاد حاولت النقابات في الولايات المتحدة الحصول على تمثيل جديد في الشركات الكبيرة.

قال كريس سمولز، الذي أسس النقابة قبل عام واحد فقط وقام بتمويل عملها، “لقد نظمنا نقابة هنا بينما كان جيف بيزوس في الفضاء”. وكتب ستيفن جرينهاوس، مراسل النيويورك تايمز السابق لشؤون النقابات، على تويتر: “هذه القصة هي أعظم قصة رأيتها لداود ضد جالوت منذ أكثر من 25 عاما”، في إشارة لنص ورد في الكتاب المقدس.

وقد دعا رئيس النقابة الجديدة سمولز إدارة شركة أمازون لبدء مفاوضات عقود العمل الجماعية في وقت مبكر من شهر أيار المقبل.

تجربة نضالية

في حوار أجرته جريدة “نيوزدويجلاند” الألمانية مع جاستينا مدينا عضوة الحزب الشيوعي الأمريكي، واحد أعضاء اللجنة المؤسسة للنقابة الجديدة، روت النقابية الشابة قصة النجاح التاريخي؛ إذ أكدت أهمية عمل ودور القواعد في تحقيق النجاحات، وان اعضاء لجنة تأسيس اتحاد عمال الأمازون، بدأوا عملهم بلا خبرة متراكمة.

وفي السياق روت كيف انها بدأت نشاطها في جمع التبرعات للمنظمات غير الحكومية الصغيرة، ثم ناشطة في الحملات الانتخابية للحزب الديمقراطي، وبعدها تعمق وعيها في حركة “لنحتل الوول ستريت”، وهي عضوة في منظمة “الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكان” اليسارية، وفي عام 2020 انتمت الى الحزب الشيوعي الأمريكي الذي دعمها للعمل في شركة امازون، والمشاركة الجدية في تأسيس النقابة الجديدة، وسيكون للعمل النقابي مساحة رئيسة في نشاطها المستقبلي.

أسباب النجاح

جرت عدة محاولات في الماضي لتأسيس تنظيم نقابي لعمال شركة أمازون، فشلت جميعها. ويعود النجاح هذه المرة الى الاستفادة من التجارب السابقة، والتركيز على ضرورة ان ينبثق التنظيم النقابي مباشرة من رغبة العمال أنفسهم وبواسطتهم. لقد تم كسر العقيدة النقابية التقليدية القائمة على ارسال كوادر نقابية بيروقراطية محترفة، للتحدث مع العاملين، وبالتالي تكون فرصة النجاح في بناء تنظيم نقابي متين محدودة، كان هذا هو الخطأ الذي حدث في محاولات التنظيم السابقة. وكان الاختلاف الثاني هو اللجنة المؤسسة فقد اعتمدت خطابا مرنا يؤكد على حقوق العمال، ويتجنب المعارك العدائية وغير المحسوبة مع الإدارة.

ترهيب رأس المال

وكان عدد المصوتين ضد المشروع غير قليل، فضلا عن العاملين الذين لم يشاركوا في عملية التصويت. وان ما حدث يعكس حجم الخوف من إدارة أمازون، وإجراءاتها العقابية المحتملة. لقد مارست الشركة اشكالا عديدة للترهيب، على الرغم من سرية التصويت، التي يخشى الكثير من كشف مجرياتها. وهناك من وقع في شراك أكاذيب الإدارة، مثل القول إن النقابة تفرض رسوم عضوية عالية أو تعمل على خفض الأجور. وفي احتفال النجاح في تأسيس النقابة، تساءل بعض المصوتين بـ “لا”: لماذا لم يشرح لي أحد من قبل هذه التفاصيل؟ لقد أنفقت أمازون ملايين الدولارات على ضخ معلومات خاطئة ومضللة.

مهام مقبلة

وسيركز العمل المقبل على تعزيز المتحقق، من خلال بناء فروع الاتحاد في مواقع الشركة المختلفة، والقيام بنشاط اعلامي مؤثر. وتوزيع مواد تعليمية بشأن قوانين العمل والنشاط النقابي، وهناك تفاؤل في تحقيق المزيد. لقد جرى تشكيل لجان في الولايات المختلفة، ويتم انتخاب مجالس عمل ومفاوضين بأكبر قدر ممكن من الديمقراطية والشفافية. وهناك مراقبة عن كثب للألاعيب التي تمارسها الإدارة. وهناك نجاحات بشأن معرفة الحيل القانونية وغير القانونية التي تستخدمها أمازون وتوقع لقدر كبير من التبرعات، التي يمكن من خلالها إنفاق المزيد على تدريب أكثر للعمال، والتأهيل لعمل مباشر بشأن كتابة نداءات الدعوة للإضرابات، لإجبار أمازون على التفاوض.