على مائدة الحوار


الريكات عبد الغفور
2022 / 3 / 10 - 02:54     

تعيش الساحة التعليمية على وقع استمرار الهجوم المستمر على المدرسة العمومية ، و أيضا استمرار استهداف المكانة الرمزية للأستاذ (ة). وهو عمل دؤوب باشره النظام المغربي بداية بممارسة عنف رمزي مستغلا في ذلك الإعلام الرسمي و أشباه المثقفين... كلهم تجيشوا لمحاولة عزل الأستاذ بنضالاته و أنساقه الفكرية عن الجماهير و أيضا خلق نوع من الشرخ بين الأسرة و المدرسة، كل هذا بهدف التأثير السلبي على طبقة اجتماعية في طور التشكل. لتنتقل إلى مستوى اخر من العنف أشد ضراوة تظهر تجلياته في مختلف أشكال الضرب و السحل الذي تقابل به الأشكال الاحتجاجية المختلفة للشغيلة التعليمية و في مقدمتها نضالات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، وصولا إلى الاعتقال و المحاكمات الصورية.
يحدث كل هذا الهجوم في مقابل تشبت القيادات النقابية البيروقراطية بنهج أسلوب الحوار و التفاوض بل و استجدائه في كثير من الأحيان . و هي تجنح نحو هذه الأساليب النضالية كبديل عملي للنضال و الاحتجاج بالشارع.
لقد أصبح لقاء الوزير على مائدة الحوار إنجازا عظيما بالنسبة لها. و هو ما يتجلى اليوم في خرجات الوزارة الوصية على قطاع التعليم في شخص بنموسى واصفا القيادات النقابية البيروقراطية عقب لقاء يوم الأربعاء 9 مارس 2022م ، بكونها تبدو خلال الاجتماعات المغلقة إيجابية بل و أنها لا تجتهد أمام الأستاذ بنموسى. و هو ما جعله يمنحها درجة التنويه.
إن هذا الواقع المخزي يسائل كل الماركسيين المراهنين على الفعل النقابي و جدليته مع السياسي، و خاصة أن لقاء 9 مارس هذا قد خصص كتمهيد لتنزيل مضامين ما يسمى "النظام الأساسي الجديد" و الذي لن يكون إلا أسوأ من سابقيه. حيث سترتبط الترقية بالمردودية و مدى خضوع الأستاذ لرغيات الإدارة. هو نظام يستهدف في عمقه الإجهاز على ما تبقى من المكتسبات المادية و المعنوية للشغيلة التعليمية و خاصة أجرأة القانون التكبيلي للإضراب.
لقد أضحى واقع العمل النقابي مثيرا للاشمئزاز، خاصة إذا ما أدركنا أن كل الماركسيين الراغبين في بناء فعل نقابي تقدمي يجدون أنفسهم محاصرين من داخل حركة نقابية غارقة في التبقرط إلى أخمص أذنيها.
سيظن البعض أن هذه المواقف عدمية إذا لم تطرح البدائل، لكننا نطمئنهم بأنها عدمية بالفعل حتى لا تخيب ظنونهم. و بمناسبة الحديث عن البدائل فلن نكون أقل من شعوب المنطقة و أقرب تجربة لنا الانتفاضة الشعبية السودانية و التشابك الحاصل من داخلها بين الجماهير بمختلف انتماءاتهم. إننا شعب ربما أنهكته الخيبات و النكسات و الطعنات لكنه شعب مبدع بكل تأكيد.