من شركة خاسرة الى رابحة


كاظم فنجان الحمامي
2022 / 3 / 3 - 00:55     

أفضل طريقة لإصلاح الشركات المتعثرة مشاركة القطاع الخاص في إدارتها. وما أكثر الشركات التي حُسم أمرها حول العالم، وطُرحت على الاستثمار بعد توقفها عن العمل، فاستعادت نشاطها، وتحسن أداءها، وتعاظمت مواردها. .
اما في العراق فقد ظهرت علينا شريحة من خبراء الترقيع الإداري، الذين كانت قراراتهم أقرب إلى الدمار منها الى الإعمار. .
من نافلة القول نذكر ان شركة ناقلات النفط العراقية كانت تمر بكساد ملحوظ بعد عام 2003 بسبب فقدان سفنها واسطولها، فجاءها خبير الخبراء بخطط ارتجالية، تمخضت عن ترحيل اعداد هائلة من طواقمها وموظفيها، والاستغناء عنهم، إذ نقلهم للعمل في الحقول النفطية في الرميلة وغيرها، فانخفض تعداد الشركة الى الربع تقريبا، وأصبحت بالكاد قادرة على تغطية رواتب المتبقين لديها، لكن أداءها لم يتغير ولم يتحسن، وظلت مرهونة بنفس الظروف الموروثة من زمن الحصار . .
وتعزى لهذا الخبير الخطير فكرة تحويل الشركة العامة للسكك الحديدية والشركة العامة للنقل البحري من شركات خاسرة الى شركات رابحة بنفس التكتيك العجيب، إذ قرر ترحيل العدد الاكبر من موظفي السكك والعدد الاكبر من موظفي النقل البحري للعمل في الموانئ، بمعنى انه اضاف إليها أعباء ثقيلة فوق طاقتها، فتوزعت ايراداتها بين موظفيها الاصليين والموظفين الوافدين إليها. ناهيك عن الارباك الكبير الذي واجهته الشركات بسبب تقاطع الخبرات، فخبراء السكك لا يجيدون العمل في الموانئ، وخبراء شركة الناقلات لا خبرة لهم في عمليات التنقيب عن النفط في الصحراء. ولم تعد لقواعد التوصيف الوظيفي أي قيمة في التعامل مع هذا النوع من الخبراء، الذين ما انفكوا يتفاخرون بتلك القرارات الخاطئة ويحسبونها انجازات. .
لا شك ان القائد الحاذق هو الذي يمتلك القدرة على انتشال شركته من الخسارة وتحويلها إلى شركة رابحة. والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها تجربة احد مدراء شركات انتاج الثرمستون، الذي كرس جهوده لإحياء القطع القديمة واعادة صيانتها وتأهيلها ووضعها على خطوط الإنتاج وذلك كله بفضل جهود المهندسين والفنيين، فاستطاع ان يحقق ربحا كبيراً. لكنه لم يلجأ لتسريح العمال والاستغناء عنهم، ولم يأمر بترحيلهم الى شركات لا تتوافق مع مهاراتهم. .
وهكذا ارتبط التطور الهائل للشركات فى عالم المال والأعمال بأشخاص رفعوا أدائها، وطوروا أنشتطها حتى أصبحت تقود اقتصاديات دول عظمى، فالمدير القائد هو الذي يستطيع إحراز الانجازات العظيمة لأنه يمتلك الرؤيه الإستراتيجية لقيادة شركته نحو القمة. فالتلاعب بالقوى العاملة وترحيلهم من شركة إلى أخرى لا يدخل ضمن السياقات الصحيحة، ويتعارض مع قواعد التوصيف الوظيفي. .