مبادرة الخروج من الأزمة... لقيادة إ.ع.ت .ش: محاولة يائسة لاستعادة دور الشريك الذي لا يمكن الاستغناء عنه


بشير الحامدي
2020 / 12 / 2 - 00:38     

بعد اطلاعنا على مبادرة الاتحاد التي تقدم بها للرئيس قيس سعيد ودون كثير كلام يمكن القول أنها ليست أكثر من محاولة من بيروقراطية هذه المنظمة لاسترجاع دور الشريك في الحكم الذي لا يمكن الاستغناء عنه بعدما شعرت قيادة الاتحاد ومنذ انتخابات 2019 أن دورها هذا قد وقع تعويمه ولم يعد يعول عليها كثيرا كشريك بعد انهيار مشروع التوافق الذي هندسه الباجي قايد السبسي مع حركة النهضة في السنوات الثلاث الماضية وحتى قبل ذلك بكثير لما لعب الاتحاد دور الشريك المباشر في حكومة محمد الغنوشي الأولى أو غير المباشر في حكومة الغنوشي الثانية وبعدها أثناء الفترة الانتقالية التي سبقت انتخابات 2011.
مبادرة الاتحاد لا جديد فيها غير الانشاء وكلام عام معوم عن الأزمة عموما وعن أزمة النظام السياسي وصريح عن عدم "استثمار حصول تونس ممثلة في رباعي الحوار على جائزة نوبل بما يمكن من تسويق نجاح النموذج الديمقراطي التونسي".
بيوقراطية نهج محمد علي المعادية لكل تجذر للحركة ضد السيستام والتي يقض مضجعها الخوف من انتفاضة تقلب الأمور جميعا وتأتي عليها كما كل شركائها في الانتقال الديمقراطي تخشى أن تتطور الأوضاع وتخرج عن سيطرة الدولة وأجهزتها تبحث عن حليف من داخل مؤسسات السلطة تستند عليه وعلى "شرعيته" لتعود إلى المشهد السياسي من الباب الواسع وتستعيد دورها التوفيقي بين فرقاء السلطة وتضمن بذلك استقرار النظام وبالتالي استقرار أوضاعها هي تحديدا.
وكما كان حسين العباسي بيدقا بيد الباجي قايد السبسي والكل يعرف دوره ودور بيروقراطية الاتحاد في الحوار الوطني أعوام 2013 و2014 و2015 وكل أطواره حتى فشله الطبوبي والمكتب البيروقراطي المركزي اليوم على نفس الطريق يبحثون عن لعب نفس الدور وكأن الأوضاع في تصورهم مازالت هي أوضاع سنة 2014 ولم تتطور سواء في الفوق السياسي أو في القاع الاجتماعي: أوضاع الأغلبية.
لا أعتقد أن قيس سعيد سيعير اهتماما كبيرا لمبادرة الاتحاد فالرجل بصدد تقوية حضوره ليس في المشهد الاجتماعي والحركة الاجتماعية ولكن من داخل أجهزة النظام وعلى رأسها جهازي الجيش والبوليسية ولن يغامر بلعب الدور الذي تريده منه بيروقراطية الاتحاد دور يعرف أنه قد يعمق من التصدعات بينه وبين مؤسستي البرلمان والحكومة والقوى السياسية المتحفزة لحصره في مساحة رمايتها.
...
"بلوها واشربو ماها" هذا ما سيقوله لكم الجميع وما لن يصرح به سعيد في وجوهكم.
رابط نص المبادرة
http://www.ugtt.org.tn/2020/12/%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ae%d8%b1%d9%88%d8%ac-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d9%87-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a7/?fbclid=IwAR3rL0yS74E6_uBwj-iNh_Xv-ieaqXoFvpHobKfedKhsRn3q38H9wF0E_VI
ـــــــــــــــــــ
01 ديسمبر 2020