البيرقراطية النقابية عِندْها -ارْجَالْهَا- الانتهازيون!


محمد كشكار
2020 / 7 / 1 - 15:36     

كالعادة، القواعدُ تزرعُ والبيروقراطيةُ تحصدُ!

ماذا زرعت القواعد الأستاذية؟
زرعت أملاً في مناهضة الخوصصة حفاظًا على القطاع العام؟

ماذا حصدت بيروقرطية الاتحاد المركزية والجهوية (المكاتب التنفيذية والهيئات الإدارية، الوطنية والجهوية)؟
- بيروقرطية الاتحاد المركزية والجهوية عززت موقفها داخل الاتحاد بفرض سيطرتها على أقوى نقابة في الاتحاد (نقابة الثانوي): سياسة "اضربْ الكبيرْ يستحي الصغيرْ".
- بيروقرطية الاتحاد المركزية والجهوية عززت موقفها داخل الدولة بتصرّفاتها المعلنة والضمنية التالية:
• البيروقرطية قالت وتقول وستقول لكل الحكومات المتعاقبة السابقة والحالية واللاحقة: أنا خادمٌ مطيعٌ، إذن أنا شريكٌ جيدٌ، ولن تستطيعي تمريرَ سياسَاتِك اللاشعبية دون "ماكِينتي".
• أنا المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد، أكبرُ لوبي ضغط في البلاد.
• أنا جيشُك الاحتياطي.
• أنا مدرسةٌ عريقةٌ في تخريج الإطارات الحكومية العليا من وزراء، قناصل ومديرين في شتى الميادين.
• أنا اليدُ الحديديةُ الوحيدةُ القادرةُ على إذلال وإخضاع القطاعات المتمرّدة وكسرِ إرادتها النضالية وكَبحِ جماحِها الثوري (أعني بها القطاعات المناضلة المعارضة والمتضررة حقًّا من إملاءات الدوائر المالية العالمية كقطاعات الثانوي، الابتدائي، الصحة، المناجم، النقل، البريد، إلخ).

ملاحظة للتاريخ: موقفي المناهض لِبيروقراطية الاتحاد (أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وجميع أعضاء المكاتب التنفيذية الجهوية) ليس موقفًا وليد الأزمة الأخيرة، بل هو موقفٌ نضاليٌّ مبدئيٌّ ثابتٌ منذ انخراطي في النقابة سنة 1976 بغار الدماء، موقفٌ نقديٌّ مارستُه علنًا، وإن لم تصدقوني اسألوا عني قاعة الأساتذة بمعهد برج السدرية وقاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد الجهوي ببنعروس من عام 1990 إلى حدود إحالتي على التقاعد سنة 2012. موقفٌ لم ولا ولن أعمّمه على كل أعضاء المكاتب التنفيذية، موقفٌ لا يمس في شيء من نضالية النقابيين الصادقين في القواعد والنقابات الأساسية والجهوية والوطنية، وهم عماد الاتحاد وبهم أصبح وعن جدارة أكبرُ قوّةٍ في البلاد، وهم الأساس والأكثرية طبعًا.

خاتمة: قال أحدهم (والله لا أعرف اسمه ولو عرفته لأضفته): "لقد ضحّوا بالجنين لإنقاذ الأم" (الجنين: نقابة الثانوي، الأم: الميم تاء الوطني. الطبيب، أجنبي: FMI).

طُرفةٌ وقعتْ، والله العظيم وقعتْ.. وقعتْ في الحُلم: حُلُمْتُ البارحةَ أنني واقفٌ أمام معهدي السابق وأنا مُجَرَّدٌ من ثيابي، ما عدى الداخلية منها. عشتُ كابوسًا فضيعًا!
قد يُفسّر الحُلم على أنه شعور بالندم على ما اقترفته "نضاليتي" النقابية السابقة، "برادوكسالّمان" (Paradoxalement) "نضالية" أخجل منها ويفتخر بها جل النقابيين: الله يهلكك يا بيروقراطية، عرّيتيني وحشّمتيني وفضحتيني أمام تلامذتي وزملائي القُدامَى، في الحُلم طبعًا!!

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران