تحديث:مقالات صديقه.فرنسا:ماكرون ولوبان: عدوان للعمال“جريدة النضال العمالى“


تيار الكفاح العمالى - مصر
2019 / 10 / 12 - 12:14     

افتتاحية نشرة الشركات:باريس-العدد-2671
.. مستفيدا من الهجوم الذي حصل في مقر الشرطة في باريس والنقاش حول الهجرة في البرلمان، عاود حزب التجمع الوطني في التهويل بشأن المسألة الأمني وربطها الخاطئ بالمسلمين وبالمهاجرين. من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني، من الأب لوبان إلى الابنة لوبان، لا شيء يتغير. كل المشاكل هي دائمًا بسبب الأجنبي والمهاجر والمسلم. ولا يوجهون أبداً التهم إلى أرباب العمل الكبار في مسؤوليتهم بصناعة البطالة واستغلال العمال وتخفيض الأجور بهدف زيادة أرباح وثروات أقلية غنية للغاية. مثل ماكرون، لن توجه لوبان التهمة مطلقًا في لتطفل الرأسماليين وديكتاتوريتهم على المجتمع بأسره. بلوبان وماكرون يتعاركان ويتنافسان على الحكم، لكن لديهم نفس الحمض النووي: تفانيهم للأغنياء وللبرجوازية. ولديهم الآن نقطة أخرى مشتركة: استخدام الديماغوجية المعادية للمهاجرين. بالأمس، كان ماكرون يدعي أنه يمثل "التقدمية" ضد "الشعوبية"، واليوم ها هو يغذي الأوهام والمفاهيم الخاطئة قائلا أن الشعب يعاني من الهجرة. كما لو أن المهاجرين لم يكونوا عنصرا أساسيا في الشعب ! ويشير بعض النواب في البرلمان إلى زيادة عدد طلبات اللجوء بنسبة 22٪ كأنه خطر داهم، لكنهم يتعمدون عدم القول أن فرنسا متأخرة جدًا عن سائر الدول الأوروبية الأخرى. فبالنسبة لعدد السكان تحتل فرنسا المرتبة 11 من حيث عدد طلبات اللجوء. وفي الواقع، إن عدد المهاجرين هو ذاته تقريبًا كل عام. ويكرّر الماكرونيون أيضًا حماقات اليمين واليمين المتطرف حول إساءة استخدام المساعدات الطبية الحكومية (AME) المخصصة للأجانب، وقال بعضم أنها تستخدم لتمويل الصور الاصطناعية للنساء! في الواقع، تنفق هذه المساعدة في معظمها على الخدمات مخصصة للرعاية في المستشفيات والمتعلقة بأمراض السل والإيدز والولادة. وكما يوضح جميع الأطباء، فالـ AME ضرورية للحفاظ على الصحة العامة. ويقول معارضو الـ AME أن تكلفتها البالغة مليار يورو على أنها تكلفة باهظة. ولكننا هل سمعناهم يوماً يتكلمون عن رسوم الزائدة للأطباء التي تبل ثلاثة مليارات؟ ذلك دون نسيان أن الأغنياء قد دفعوا، خلال يوم واحد، مليار يورو لإعادة ترميم نوتردام ؟ إذا كان هناك مشكلة حول الهجرة فهي تتعلق بالنساء والرجال الذين أجبروا على الهجرة لأنهم لا يستطيعون العيش في بلدهم. يتعلق الأمر بأولئك الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا والذين تنظر إليهم الحكومة كمنبوذين. ويتعلق الأمر بالعمال الذين يقومون بأكبر جزء من العمل في المطاعم الكبيرة ويغسلون الامتعة في القصور وينقلون الطرود البريديه ووجبات الطعام، كل ذلك مقابل أجور قليله. فهم يقومون بتحريك الاقتصاد ويلتزمون بدفع الضرائب دون أن يكون لهم أية حقوق في المقابل. إذاً القول بأن الهجرة باهظة الثمن هي نكته سيئة. ماذا كلف العمال الجزائريون والمغاربة الذين أتوا في الخمسينيات والستينيات والذين عملوا طوال حياتهم في المناجم والبناء وأصعب المصانع والذين انتهى بهم المطاف بالعيش بأقل ببدل تقاعد أقل من الحد الأدنى للفقر؟ إن العمال المهاجرون هم الجزء الأكثر استغلالًا من الطبقة العاملة. فبدونهم، لن يشيد بناء ولن تعمل شركة تنظيف أو أمن، ولا المطار ولا حتى مصانع السيارات. فليس من غير المألوف حساب 10 أو 20 جنسية مختلفة في مصنع واحد مع اللغات والثقافات المختلفة. لكنهم جميعهم يعملون بنفس نفس الجهد ويتحملون والآلام نفسها ونفس المشاكل المالية. وللعمال نفس الهموم: الحفاظ على الوظيفة والدفاع عن الراتب وتحسين ظروف العمل. وهذه الظروف المشتركة بين العمال تستلزم الوقوف كجبهة واحة بوجه أرباب العمل الذين يقومون قصدا بالمحاولة بتقسيم العمال بهدف إضعافهم. إنها تتطلب معارضة جميع أولئك الذين يساهمون في هذا الانقسام، عبر العنصرية الغبية، وهم بذلك يخدمون أرباب العمل.
المصدر:https://www.lutte-ouvriere.org/editoriaux/macron-et-le-pen-deux-ennemis-des-travailleurs-134856.html
7تشرين الاول2019
الترجمه بمعرفة الرفاق