تونس أي دور تبقّى للبيروقراطية النقابية بعد تجريدها من دور الشريك السياسي


بشير الحامدي
2018 / 6 / 3 - 16:32     

أي دور تبقّى للبيروقراطية النقابية بعد تجريدها من دور الشريك السياسي

ثر وقف العمل بوثيقة قرطاج وتصريح نور الدين الطبوبي أن الاتحاد لم يعد ملزما بأي شيء وهو يقصد التزامات الاتحاد السياسية كطرف في الحكم وفي سياسات الانتقال الديمقراطي موقف يقع التصريح به لأول مرة منذ مشاركة الاتحاد في حكومة الغنوشي الأولى سنة 2011 عقب تهريب الديكتاتور بن علي
جر البيروقراطية النقابية إلى التخلي عن الدور الذي اتخذته لنفسها واستثمره الحزبان القويان في الساحة ومن ورائهما عصابة الانقلاب مافيا المال و الاعلام الجديدة والقديمة لوقف مسار 17 ديسمبر بفرض تجريم النضال الاجتماعي وعدم المحاسبة ومواصلة سياسات الارتباط والتداين والوصول بالأوضاع إلى ماهي عليه الآن لا يعني أن بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل ستتخلى عن دور رجل المطافئ أو مكانة الشريك للأعراف الرأسماليين والدولة [العرف ليس إلا البنك الدولي والمؤسسات المانحة والتي صارت تتدخل بشكل مباشر دون وساطة الحكومات] أو أنها ستدخل في مواجهة مع الدولة و الأعراف حول مطالب الشغيلة وتتحول بين عشية وضحاها إلى معارضة لسياسات الانتقال الديمقراطي.

يصعب كثيرا أن تنتفض البيروقراطية النقابية كما يصعب أن تظهر داخل القطاعات مقاومات مستقلة عنها أو مجموعات منتظمة قوية تدفع في اتجاه الاستقلالية بنقد جذري للبيروقراطية أو تفرض حركة مطلبية وإضرابات تشارك فيها أغلب القطاعات في المنظمة فالبيروقراطية النقابية برغم كل ما تظهره من غضب لم تقطع جسور التواصل مع الحكومة وهي ليست قادرة على الذهاب بعيدا و لقد ظهر ذلك جليا في معالجتها لملف الأساتذة ولملف أعوان المالية قبله.
ستحاول بيروقراطية الاتحاد ان تضغط ببعض التحشيد لدفع الحكومة للجلوس معها من جديد ولن تخرج بغير بعض المكاسب الجزئية جدا مقابل الرضا بتجردها مما اعتقدت أنه مكسب ومن صلب اهتمامها و أدوارها: الدور السياسي.
ملخص الوضع هو أن الحركة المطلبية وحتى في طابعها الاصلاحي المحدود ما زالت أسيرة كلكل البيروقراطية النقابية والبيروقراطية النقابية يهمها استقرار وصعها في علاقة بعصابة الحكم اكثر مما تبحث عن الدفاع عن الشغيلة ومن تدعي أنها تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم وهو ما يؤكد أن الإنفجارات القادمة في الوضع والتي ستفرضها احتداد أوضاع أزمة الأغلبية ستتخطى الأفق الإصلاحي وسيكون فتيلها بعيدا عن مكاتب بيروقراطية ساحة محمد علي محوراها التشغيل والسيادة على الثروة ولكن لا شيء ينبئ بأنها انفجارات يمكن أن لا يقع ترويضها ونزع فتيلها كما وقع أخيرا في معركة الماء في بلدة جلمة من ولاية سيدي بوزيد .
ــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
03 جوان 2018