تحية للأول من ايار عيد العمال الاممي


الحزب الشيوعي العراقي
2015 / 4 / 27 - 08:24     


تحتفي الطبقة العاملة العراقية، مع سائر عمال العالم بعيدهم الأممي في الأول من ايار. فعندما اضرب عمال شيكاغو في هذا اليوم من سنة 1886 مطالبين بجعل وقت العمل ثماني ساعات يوميا ، لم يَدُرْ في خلد الاسياد الذين اصدروا الاوامر لشرطة المدينة باطلاق النار عليهم ، انها بذلك انما تدشن ارهاصات التضامن الاممي ، وتحوّل الاول من ايار عيدا لذوي السواعد السمر وصناع الحياة في العالم، يحفزهم على المزيد من التمسك بنيل حقوقهم وتحقيق مطامحهم في حياة انسانية كريمة.

هكذا دخل الاول من ايار تاريخ الحركة العمالية والثورية العالمية ، في سياق نضالات وثورات الكادحين والجماهير الواسعة ، التي شهدتها المجتمعات الاوربية المتقدمة خلال القرن التاسع عشر.

واكتسب الأول من أيار بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا عام 1917 دفقاً وألقاً جديدين، وساهم في التحام الحركة الثورية العالمية للطبقة العاملة مع حركة نضال الشعوب من اجل الاستقلال الوطني والحرية والحياة الدستورية والديمقراطية.

واليوم تشكل القوى والحركات العمالية في العالم رافدا اساسيا للحركة العالمية المتطلعة نحو عولمة جديدة للتضامن، تكون بديلا عن الليبرالية الجديدة وتوحش العولمة الرأسمالية ، الى جانب النضال من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية..

ويحل الأول من ايار هذا العام فيما تشهد بلادنا تحركات جماهيرية مطلبية واحتجاجية متنوعة في العاصمة بغداد واغلب محافظات البلاد ، حيث لا يكاد يمر اسبوع من دون خروج تظاهرة او تنظيم تجمع مطلبي هنا واحتجاج او اعتصام هناك. والامر الأبرز في الأشهر الأخيرة هو الحراك الجماهيري لعمال ومنتسبي شركات التمويل الذاتي التابعة لوزارة الصناعة والمعادن ، المستمر في عدة محافظات منذ شهورعدة ، احتجاجا على الاجراءات الحكومية المجحفة بقطع رواتبهم الشهرية، والتوجه نحو تصفية مؤسساتهم الانتاجية. كذلك التظاهرات الفلاحية المطلبية واحتجاجات واعتصامات الطلبة والمعلمين والمتقاعدين ومنتسبي وزارة الصحة ، وغيرها الكثير.

ففي اطار مواجهة الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تعيشها بلادنا، يبدو ان الخيار الحكومي يتجه نحو تصفية منشآت الدولة الاقتصادية ومعاملها ، بينما يسعى البعض للتضييق على قوت المواطنين ورواتبهم، الامر الذي يثير ردود فعل شعبية غاضبة واسعة نتضامن معها نظرا الى مشروعيتها. فليس معقولا ولا مقبولا ، باي حال من الاحوال ، القاء تبعات الازمة المالية والتقشف على عاتق الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود ، لا سيما وأنه لم يعد هناك جدل او شك في أن الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها بلادنا تعود اسبابها إلى فشل السياسات التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة ، وليدة نظام المحاصصة الطائفية الاثنية سيئة الصيت، والى انتشار اخطبوط الفساد المالي والاداري والسياسي.

فالأجدى أن ينصبّ التفكير الجدي والجهد في مجال السياسة الاقتصادية على تنويع مصادر الدخل ، وتشجيع القطاعات الانتاجية : الصناعة والزراعة والخدمات، بما يساعد على التقليل التدريجي من آثار الاقتصاد الريعي وحيد الجانب.

وعلى المدى القريب يتوجب التشديد على تأهيل مؤسسات قطاع الدولة وشركاته ، سواء ذات التمويل المركزي او الذاتي ، وحماية منتجاتها من المنافسة عبر فرض ضريبة التعرفة الكمركية ، وتطبيق قانون حماية المنتج الوطني ، وإلزام مؤسسات الدولة بشراء منتجات تلك الشركات ، مع اتخاذ تدابير مناسبة للحؤول دون أن يؤدي ذلك إلى رفع اسعار السلع والخدمات الأساسية .

اننا في هذه المناسبة المجيدة ، نجدد تضامننا مع الحراك العمالي ، ونطالب بصرف رواتب منتسبي شركات التمويل الذاتي حالا ، ووقف الاحالة الاجبارية على التقاعد. كما نجدد دعمنا للحركة النقابية العراقية في مطالبها العادلة والمشروعة ، ونرى ان تحقيق المزيد من النجاحات في تطمين تلك المطالب يتطلب التنسيق والتعاون ، وصولا الى تحقيق وحدة الحركة النقابية ، والى تشكيلها اتحادها الموحد طوعيا، وان تختار ممثليها النقابيين من الكوادر المخلصة والمجربة بحرية تامة ومن دون تدخلات او املاءات.

ولقد آن الاوان للاقدام على تشريع قانون جديد للعمل ، وآخر شامل للضمان الاجتماعي ، والغاء القانون الصدامي رقم 150 لسنة 1987، واطلاق حق التنظيم والنشاط النقابيين في جميع المشاريع والمؤسسات الانتاجية والخدمية ، العائدة للدولة وللقطاع الخاص على السواء .

تحية لشعبنا وعموم قواتنا المسلحة الباسلة وهي تسجل صفحات النصر على فلول داعش الارهابية المندحرة.
المجد للاول من ايار عيد العمال العالمي.
تحية إكبار لعمال العراق ولعموم الحركة العمالية العالمية.



اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
اواخر نيسان 2015