العمل النقابي بالازمات


سلامه ابو زعيتر
2015 / 3 / 9 - 11:29     


هو القدرة ولاستعداد لمواجهة كل ما قد يحدث والتعامل معه بمهنية، ومن يتابع العمل النقابي في الفترة الاخيرة يقر بحجم المتغيرات والتحديات التي انتجت العديد من الازمات بأنواعها والتي تحتاج لفن في إدارتها، ولا ننكر دور النقابيين والجماهير العمالية فيها سواء على صعيد الهدم أو البناء, ولو حاولنا فهم تلك الازمات ودورها في العمل النقابي لوجدنا أن هناك ترابط بينها وبين طبيعة النظام النقابي القائم وبين البيئة التي تعمل فيها، وما نلمس في قراءة متأنية للواقع نجد أن اعتماد النقابات على الشكل التقليدي، وعدم التكيف مع المتغيرات والمحاولة لتوفير الفرصة والسبل المتطورة والبكر التي تناسب المراحل والمتغيرات الجديدة، والتي تحتاج في إدارة الصراع لفلسفة متقدمة للتحفيز على الابداع والابتكار، واستخدام طرق وأساليب تناسب كل جديد؛ ولكي تنمو النقابات والعمل النقابي يجب الاقرار بأنه من الطبيعي العمل في واقع الازمات، فذلك يوجد التحدي ، لتوفير الافكار المبدعة والحلول طويلة الأجل، كما يجب الاقرار أيضا بأن آليات علاج الازمات ينتج عنها أزمات جديدة تحتاج لمتابعة وعلاج، فالطبيعة الكونية عبارة عن منظومة من التحديات والمشاكل والازمات التي تحتاج لعقلية تنويرية مناسبة تتبني أفكاراً على أُسس علمية من الدراسة والتحليل لكل أزمة، وما المحاولة النقابية الناجحة؟! سوى إجراءات مناسبة وعمل منظم ومتميز بروح الفريق يسعى للخروج من الازمات بأقل التكاليف والخسائر وفي زمن قصير، فكلما تطور العمل النقابي وتملك المقدرة على مواجهة الازمات بموضوعية، وضمن خطة منهجية تقوم على أصول علمية؛ ارتقى في برامجه وخدماته، وما دون ذلك يندثر وينتهي به المطاف عاجزاَ أمام الازمات التي تتعاظم كل يوم، وتشكل ثقل على كاهل العمل النقابي مما يهدد بقتله وإنهائه.