تصنيف الاحزاب السياسية في العراق الحالي


عادل احمد
2015 / 2 / 1 - 21:50     

ان التصنيف والتحليل السياسي والطبقي للاحزاب السياسية في العراق وكردستان ضروري لكل عامل وشيوعي في مجال الدعاية والتحريض السياسي للنضال الطبقي. ان تصنيف الاحزاب وفق مصالح الطبقات وضرورة كشف نوياه الحقيقية، وكشف جوهر مصالحها وسير حركتها التاريخية وبيان افقها السياسي في كل مرحلة من مراحل عملها السياسي، واجب شيوعي للاحزاب العمالية في تقدم الطبقة العاملة صوب الثورة الاجتماعية.
ان الصراعات والتناقضات الطبقية في المجتمع والتي تتشكل نتيجة العلاقات الاجتماعية في اسلوب الانتاج الاجتماعي واعادة انتاجه بأستمرار في النظام الرأسمالي. ان هذه العلاقة وهذه التناقضات تضع الناس بعضهم مع البعض في المواجهة والصراع من اجل ادامة الحياة والبقاء. وان هذه المواجهة مرات تكون بشكل مباشر عن طريق الثورات والاحتجاجات ومرات تكون مخفية ولكن مستمرة. وان لكل طبقة مصالحها وتتصادم مصالح بعضهما مع البعض وتفتح سبيل نحو التغير، لكل طبقة وفق مصالحها بحثا عن البديل السياسي سواء لادامة هذا الصراع او لانهائه. تتبلور لدى الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة تصورات عديدة ومختلفة لكيفية ادامة الصراع الطبقي والاجابة على التناقضات في المجتمع. وان هذه التصورات والتي تستند الى الشروط المادية والموضوعية للواقع في المجتمع تشكل تقاليد سياسية متنوعة للحركات الاجتماعية. وبدور هذه الحركات تتشكل القيادة السياسية لهذه الحركات الاجتماعية، الاحزاب السياسية وفق هذه التقاليد والسنن السياسية. وان اي حزب سياسي يتشكل وفق هذه السنن والتقاليد يكون من ضمن الاحزاب الاجتماعية والمترسخة في المجتمع، ويحاول ان يطغي افقها في المجتمع وجر المحتمع نحو اهدافه.
ان جميع الاحزاب الاجتماعية الكبيرة والصغيرة في العراق وكردستان والتي لها دور في التأريخ السياسي الحالي، من حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الأعلى والدولة الاسلامية في العراق والشام وحزب البعث والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب حركة التغيير، منبثقة من تقاليد وسنن الحركات الاجتماعية للبرجوازية. الاحزاب الدينية الشيعية في العراق تبحث عن مصالح طبقتها بربط افقها السياسي مع رجالات الدين والطبقة الرأسمالية الايرانية والاستفادة من سخط وحرمان المؤمنين بالمذهب الشيعي وتحريك احساساتهم صوب مصلحة الطبقة البرجوازية. وان فقط بأستلامهم السلطة السياسية ينكشف مدى زيف بكائهم وذرف دموع التماسيح من اجل محرومي المجتمع. وتنكشف محاولاتهم من اجل ادامة مصالح الاغنياء والطبقة الرأسمالية في العراق على حساب أفقار الطبقة العاملة والجماهير الكادحة.
وكذلك بالنسبة للاحزاب القومية العروبية ايضا والتي دمجت في الوقت الحالي مع الاحزاب الاسلامية السنية وخاصة داعش، تبحث عن اعادة مصالحها بعد ابعاد رساميل الرأسماليين الكبار منهم والتي تمتعت بقدر كبير ابان السلطة البعثية من نهاية عقد الستينات الى التسعينات من القرن الماضي. وان هذا الجزء من البرجوازية له افق اوسع ويتمتع بدعم الحركة القومية والمد القومي العروبي على صعيد العالم العربي. ويحرك هذا القسم من البرجوازية احساسات قومية ويحاول دائما وضع اللوم على الدول الامبريالية من وجود الفقر في المجتمع وليس من افقها السياسي والطبقي لحركتها.
اما الاحزاب القومية الكردية الرئيسية الثلاث الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، تستند سياساتهم على التقاليد والسنن القومية الكردايتية والتي حرمت من التطور والمشاركة مع البرجوازية العراقية في السلطة طوال تأريخ العراق المعاصر. ان هذا الجزء من البرجوازية استفاد من الظلم القومي على الشعب الكردي لتحريك الاحساسات القومية لصالح الطبقة البرجوازية الكردية. وان فقط بأستلامهم السلطة السياسية بينت تضاد مصالحها مع مصالح الطبقة العاملة الكردية والجماهير الكادحة وزيف ادعائاتهم حول انهاء الظلم القومي. وفي الوقت الحالي تبحث عن مصالح الطبقة البرجوازية الكردية ضمن ما يسمى بالعملية السياسية في العراق والدولة العراقية وكذلك مع مصالح امريكا والغرب.
ان كل هذه الاحزاب الفاعلة في العراق وكردستان هي احزاب برجوازية متنوعة ومختلفة وتقرر في النهاية حماية مصالح كل الطبقة البرجوازية في الجوانب مختلفة. وكل من هذه الاحزاب متفقة في عدائها للطبقة العاملة. وان كل هذه الاحزاب حاولت فرض افاق برجوازية على المجتمع وفرض التراجع على الطبقة العاملة ونضالاتها. ان كشف جوهر هذه السياسات البرجوازية وربطها بمصالح الطبقة العاملة هي احدى المسائل المهمة في الدعاية الشيوعية والعمالية. وعلى الشيوعيين والاشتراكيين بيان هذه التناقضات في مصالح الطبقتين على جميع الاصعدة وفي جميع المناسبات وبطرق مختلفة.
اما ما يخص الحزبين الشيوعي العمالي العراقي في كردستان والعراق بالرغم من ضعف ادائها السياسي في الساحة السياسية في العراق، فأنهما يمثلان المدافعين الحقيقيين عن مصالح الطبقة العاملة في كردستان والعراق ويمثلان التقليد الشيوعي العمالي في نضال الطبقة العاملة ضد الرأسمال وافقه السياسي والطبقي. فأن تأريخ هذين الحزبين مشرق سواء بدفاعها عن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة او بفضح سياسات البرجوازية العالمية والمحلية في العراق ودورها في تدمير العراق وكردستان. ان هذه كانت خطوة مهمة في تأريخ نضال الطبقة العاملة السياسية. وان تكثيف الدعاية والتحريض في هذه المرحلة بالضد من الاحزاب البرجوازية ومصالحها، وخاصة بعد فقدان المصداقية السياسية لكل الاحزاب البرجوازية من قبل الجماهير.. هي من الواجبات الرئيسية لاحزابنا الشيوعية العمالية وكل فعالي الحركة العمالية.