العالم بحاجة الى تدخل العمال، الى قيادية العمال، الى انسانية العمال، الى اشتراكية العمال


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2014 / 4 / 28 - 16:46     

بمناسبة يوم العمال العالمي في الاول من ايار

يحل يوم العمال العالمي في الاول من ايار. وكما في كل عام يجسد هذا اليوم عالميا المواجهة الطبقية المستمرة بلا توقف بين الاغلبية الساحقة من البشر التي لا تملك سوى قدرتها على العمل وبين الفئة القليلة التي تمتلك كل الثروة ووسائل انتاج تلك الثروة. ان التناقض الصارخ الذي يتم اخفاءه تحت ركام هائل من الواجهات البراقة والتزويق والتدليس وكذب وسائل الاعلام والمثقفين مدفوعي الاجور، وخرافات وتحميق رجال الدين ومؤسسات الدين والتمييز، هذا التناقض بين حقيقة ان البشر المنتج للثروة اصلا محروم منها يشكل العمود الفقري لنظام العبودية المعاصرة؛ النظام الرأسمالي. يوم العمال العالمي هو يوم ابراز هذا التناقض الصارخ والاحتجاج ضده.

في يوم العمال العالمي يتم الترويج في وسائل الاعلام البرجوازية انه "عيد العمال" يحتفى من خلاله باخلاص الطبقة العاملة للقوانين، بوطنية العمال واخلاصهم لطبقتهم البرجوازية ورموزها السياسيين، برغبة العمال بزيادة الانتاجية من اجل استقرار الاقتصاد ونموه، من اجل رفاه "الوطن" لذر الرماد في عيون العمال ومنعهم من رؤية الحقيقة المدفونة تحت الركام. ان ما يراد اخفاؤه عن العمال هو ان الافقار والتجويع والبطالة وسلب الحقوق والحروب والارهاب الديني والنهب والسلب وفساد القوى السياسية وانهيار الخدمات والحقوق المدنية والفردية وزيادة الاعدامات وانتشار البغاء وتحقير النساء والحط من كرامتهن وزيادة القمع وتكميم الافواه وتدمير البيئة، ليس سببه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد بل سببه "الطبيعة البشرية". ان هذا الكذب يبغي حماية النظام الرأسمالي من خطر العمال وتوحدهم حول راية الاشتراكية لقلب هذا العالم المقلوب وتشكيل نظام اكثر انسانية. يوم العمال هو اذن يوم طرح البديل الاشتراكي العمالي.

ورغم تحقيق البشرية في مسار نضالها المستمر لعالم افضل للرفاه المادي والتطور العلمي والتقني الهائل والنضال الدؤوب للطبقة العاملة من اجل اوسع الحريات والمساواة والرفاه للجميع، لانهاء الاستبداد والدكتاتورية وتحسين ظروف المعيشة، فان الاجحاف والاستغلال مايزالا العلاقة السائدة والغالبة على حياة مليارات البشر. ان من يقف عقبة بوجه امكانية التغيير هي الاقلية نفسها التي تدعي انها موكلة بتحقيق الرفاه في المجتمع بينما هي تزداد ثراءا وعجرفة وتخلفا وارهابا. الطبقة البرجوازية تقف مدافعة بشراسة عن النظام الرأسمالي. تضع الاقلية كل ما بتصرفها؛ ترسانتها العسكرية، جيشها وبوليسها وقوات قمعها، ملاليها وشيوخها واساقفتها وحاخامتها وبوذييها، ذكوريتها واحتقارها للنساء وللمساواة، بنوكها وشركاتها، صحافتها وفضائياتها، كل شئ لاجل وقف هذا المسار او حرفه. ولكن الثورة قرعت الابواب. ان الاحتجاج العالمي لل 99% ضد ال 1% ما زال يخيم على اجواء العالم. يوم العمال العالمي هو يوم البديل الثوري لتغيير هذا العالم المعكوس.

وفي العراق تمر الطبقة العاملة والجماهير باقسى الاوضاع واكثرها وحشية. فالحكومة التي نصبتها قوى الاحتلال تتفسخ يوميا الى جثة عفنة من ميليشيات تبدو اكثر عجزا من كل الاعوام السابقة. هذه الحكومة ليست فقط حكومة اقلية طبقية مالكة لوسائل الانتاج بل صارت حكومة الاقلية الاكثر تخلفا ايديولوجيا وثقافيا وسياسيا من كل جماهير العراق. انها حكومة طائفية تروج لل"وطنية" وحكم القانون لتكسب شرعية المجتمع. عبثا تحاول. فالماهية الدينية لهذه الحكومة هي التي فرخت وتفرخ القوى الارهابية على الضفة المقابلة؛ عصابات القاعدة وداعش. يوم العمال العالمي هو اذن يوم انتصار لبديل الطبقة العاملة في العلمانية وفصل الدين عن الدولة في العراق وتشكيل مجتمع مواطني.

ورغم الارهاب والطائفية وقمع السلطة فان النضال المطلبي والاحتجاجي العمالي ينمو ويشهد تطورا كميا ونوعيا. فالاعتراضات العمالية في البصرة وبغداد وكركوك والسليمانية وغيرها تزداد من اجل تحسين معيشة وظروف عمل وسلامة العمال والدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها. وينشط قادة النقابات العمالية العراقية لاقرار قانون عمل يمثل مصالح العمال بعيدا عن سيطرة والاعيب الدولة ومأجوريها ويناضلوا بكل الوسائل المتاحة لالغاء القرارات المعادية للعمال التي مازال يعمل بها منذ زمن البعث، والى اقرار قانون للتنظيم النقابي يضمن حرية التنظيم والتظاهر والاضراب. يوم العمال العالمي يمثل يوم النضال المطلبي والاعتراضي الواسع للطبقة العاملة من اجل تحسين ظروف حياتها وحياة الجماهير عموما في العراق وكل مكان ومن اجل المساواة.

ان قوى الاسلام السياسي، وحكومة المالكي الجزء الاكثر انحطاطا لها، تمر باكثر اوقاتها تناقضا وتخبطا. فقد تحولت قوى الاسلام السياسي اليوم الى عصابات فاقدة المصداقية والى اي موطئ قدم سبق ان كسبته داخل الطبقة العاملة والجماهير العريضة تحت يافطات محاربة المستكبر ومناهضة الصليبية والصهيونية وتحرير فلسطين وغيرها. لقد وجه تصاعد المد الثوري الجماهيري في المنطقة والعالم او نهضة ال 99% ضد ال 1% من جهة والتطور المتسارع لوعي الطبقة العاملة بانحسار النفوذ اليميني الديني والطائفي داخل صفوفها، بداية تعاونها والتقاءها وتجميع قواها للرد ببدائلها الانسانية التحررية والاشتراكية، وجه الرد الحاسم لقوى الاسلام السياسي البربري وكشف كليا ماهيتها. فشل الاسلام السياسي في العراق في ترسيخ الطائفية او الحكم الاسلامي. ان الفرصة اليوم متاحة اكثر من اي وقت في السابق لابراز البديل المساواتي والمرفه للطبقة العاملة؛ البديل الاشتراكي. وبهذا فان يوم العمال العالمي يجسد بديل التحرر والانسانية للطبقة العاملة.

يحيي حزبنا كفصيل من فصائل الطبقة العاملة يوم العمال العالمي. حزبنا يقف في المواجهة مع اعداء العمال، ضد الطبقة المستغلة لهم، ويدعو الى وحدة العمال وتعاضدهم في الداخل والخارج لتوحيد الاهداف حول الاشتراكية؛ الاشتراكية التي تنبع من نضال العامل اليومي لمقاومة الاستغلال لا من كتب المثقفين البرجوازيين.

وفي هذا الصدد يذكر الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي جماهير العراق العمالية الغفيرة بحله وبديله للاوضاع من خلال اسقاط السلطة الحالية بثورة جماهيرية يشارك فيها العمال بقوة وتشكيل حكومة علمانية لا دينية ولا قومية من قبل كل القوى الانسانية التي لم تتلطخ اياديها بدماء الجماهير فاسحة المجال لتشكيل المجالس العمالية والجماهيرية الواسعة التي تسن قراراتها من ارادة الجماهير تمهيدا لتشكيل مجتمع المواطنة المتساوية، مجتمع الحرية والمساواة والرفاه والانسانية في العراق.

عاش يوم العمال العالمي يوم النضال ضد الرأسمالية
عاشت وحدة العمال في كل انحاء العالم
عاشت الاشتراكية

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
28 نيسان 2014