المزارعون الفقراء على درب النضال


الحزب الشيوعي اليوناني
2014 / 2 / 5 - 09:04     

"إننا خرجنا في الشوارع لمرة أخرى. مع جرارات العمل و النضال، خرجنا إلى حواجز الطرق من أجل البقاء على قيد الحياة. نحن نكافح بأظافرنا و أسناننا للحفاظ على أرضنا و حيواناتنا و للبقاء في قرانا، و للعيش مع عائلاتنا بعملنا و كرامتنا.

يشكل هذا النضال بالنسبة لنا نحن فقراء المزارعين، طريقاً إجباري المسار. فإذا لم نسلكه و نقاوم، فسوف يقتلعوننا من أرضنا و سيرمون بنا في هاوية البطالة والبؤس. و هو نضال عادل. و في الواقع، إننا هذه المرة لا نطالب منحنا أي شيء. بل نطالب بعدم انتزاع القليل المتبقي لدينا.

فحالما خرجنا في الشوارع، " برز أنف" متهمينا المعروفين الذين يتقيؤون سمومهم ضدنا في كل مرة نقوم بتحركاتنا. و هم يصفوننا "بالمتسولين" و" الجشعين"" و "التنابل" و "المُحرَّضين" و كانوا قد شتمونا سابقاً بكلمات ثقيلة ﻜ"الحمير" و "الإرهابيين" ( ... )

و هم يتهموننا الآن بأننا "نَصَّابون" و بأننا نخرج للشوارع لمجرد أننا لا نريد لدفع الضرائب. و يتسائلون بسذاجة و براءة مزعومة: ما دمتم تمتلكون دخلاً معيناً لماذا لا تدفعون الضرائب أسوةً بالموظفين و العاملين لحسابهم الخاص، ورجال الأعمال ؟

و نحن نجيبهم: أنتم كذابون مفترون و مشهِّرون قذرون. ما الذي نرفضه نحن فقراء المزارعين؟ إننا نرفض قرار حكومة حزبي الجمهورية الجديدة و الباسوك، جمع الأموال من خلال فرض ضرائب وحشية على فقراء المزارعين و الطبقة العاملة و الشرائح الوسطى من مهنيين وتجار، من أجل رميها في "الجيوب الكبيرة" لرأس المال الكبير".

على ما ذكر أعلاه، شدَّد بيان مزارعي ثِسالِّيا، الذين وضعوا أكثر من ألف جرار في"حاجز" لهم قبالة الطريق السريع الرئيسي في البلاد، في منطقة نيكيا في محيط لاريسا. و هم قد لاقوا من أولى لحظات وجودهم هناك انتشار شرطة مكافحة الشغب، التي تسعى لقمع نضالهم بالهراوات و الغازات الكيميائية.

هذا و هناك الآلاف من المزارعين المناضلين في أجزاء أخرى من اليونان، كما في مقدونيا و بِلوبونيسوس و كريت و غيرها.

تقضي السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي على ميراث فقراء المزارعين، في حين يجري تطبيقها بحماس من قبل حكومة ائتلاف حزبي الجمهورية الجديدة و الباسوك على غرار كافة الحكومات السابقة التي تمتعت بدعم مباشر أو غير مباشر من باقي أحزاب المسار الإجباري للإتحاد الأوروبي. و هي السياسة التي ستصبح أسوأ بعد تعديلها لفترة 2015 - 2020، حيث سيزداد تخفيض الدعم والمساعدات. مما سيخرج سنوياً 20 ألفاً من صغار المزارعين المنتجين من مهنة الزراعة حيث سيتمركز الإنتاج والأراضي الزراعية و باضطراد في أيدي أقل وأقل .

و ستمتلك كبرى الشركات الزراعية و المتعددة الجنسيات والاحتكارات- كما هو الحال في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى- كلياً مجمل الإنتاج الزراعي و غذاء و إكساء الشعب .

إن مزارعي اليونان الفقراء خرجوا للشوارع لمقاومة سياسة الإتحاد الأوروبي و الحكومة التي وُضعت للقضاء عليهم. و هم في نفس الوقت، يكافحون من أجل تنمية زراعية مختلفة تستغل جميع المزايا الإنتاجية لبلادنا، استنادا إلى بنية تحتية ضرورية و حيوية، وعلى التعاونيات الإنتاجية و التخطيط المركزي للإقتصاد. و هو ما يشترط فرض التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج الأساسية في البلاد من أجل بناء اقتصاد مماثل لا يتحرك على أساس الربح الرأسمالي، بل في سبيل ضمان تلبية الحاجات الشعبية المعاصرة، وسوف يوفر للعمال والمزارعين دخلاً مُرضياً، و منتجات رخيصة ذات جودة عالية لتغذية شعبنا و مواداً أولية لصناعاتنا التحويلية. و هو اقتصاد يتطلب القيام بالقطع مع الإتحاد الرأسمالي الدولي المتمثل بالإتحاد الأوروبي في ترافق مع القيام بانقلاب مماثل على مستوى السلطة.

. .