موجز حديث نادية محمود بمناسبة يوم الاول من ايار في لندن 2005- قدم الحديث باللغة الانكليزية


نادية محمود
2005 / 5 / 10 - 14:38     

الحضور الاعزاء

الرفاق في الحزب الشيوعي العمالي الايراني- الحكمتي- حملة نو سويت ، الرفاق في تحالف تحرر العمال..


انا سعيدة بان نكون معا اليوم، في الاول من ايار، عيد العمال العالمي، وان نستكمل التظاهرات التي قمنا بها اليوم في ساحة الطرف الاغر، بعقد اجتماعنا في هذا المساء، للحديث عن هذا اليوم العظيم.


اود في البدء ان اشارككم بالتقارير التي وصلت الينا من العراق، في السليمانية عقد العمال تجمعا واسعا في حديقة الحرية، حضرها ما يزيد على الثلاثة الاف مواطن، لقد نظم العمال تظاهرة عظيمة في هذا اليوم رافعين شعاراتهم ومطاليبهم العمالية. ( تصفيق).


حال وصول تقارير اخرى من بغداد او مدن اخرى، اثناء تواجدنا اليوم، ساوافيكم بها.


اود ان احدثكم قليلا عن تاريخ الحركة العمالية في العراق وبسالتها، التي بدأت مبكرا منذ اوائل القرن المنصرم بتنظيم نفسها، و القيام باضراباتها. تاريخ من النضال السياسي، من النضال الاقتصادي.


لقد تمكنت الطبقة العاملة في العراق في عام 1948 من اسقاط الحكومة حين بدأت حركتها الاضرابية الاعتراضية التي سميت باضرابات كاورباغي و التي بدأت في كركوك، في قطاع النفط، لقد فرض العمال الضغط على الحكومة، حتى ادى بها الى تقديم استقالتها انذاك.


35 عاما من ديكتاتورية نظام صدام حسين، لم تتمكن من ان تجعل العمال يركنوا سلاحهم جانبا، سلاح الاضراب عن العمل، لرفع مطالبهم، حتى في فترة التسعينات، كانت انباء اضرابات عمال الكهرباء و مصابيح نور، و مصانع الالمنيوم في الناصرية، و حتى في مدينة تكريت ذاتها، مسقط رأس صدام حسين نفسه، كانت تتوالى انباء اضرابات العمال و احتجاجاتهم. لم تتمكن كل وحشية النظام البعثي من انتزاع قوة العمال، و لم تدعهم يركنون سلاحهم النضالي جانبا.


الان، و منذ سنتين مرت على الحرب و الاحتلال، والارهاب الاسلامي، و انعدام وجود ملامح دولة في العراق. لازال العمال يواصلون نضالهم. لقد بدأوا اول ما بدأوا به مع سقوط النظام، ازاحة كافة المدراء البعثيين من الادارات، هذا المسعى واجهه مجلس الحكم، و اياد علاوي باستخدام الشرطة، و فتح النار على العمال المحتجين.


رغم كل اوضاع الدمار و الخراب، الا ان العمال، مصرون على المضي في طريق تنظيم انفسهم، لقد اسسوا اتحاد المجالس العمالية، و اتحاد العاطلين عن العمل، طرحوا مسودتهم لقانون العمل، كقانون بديل لما وضعه النظام البعثي السابق. وقفوا ضد قرارات مجلس الحكم، و الحكومة المؤقتة باعطاء الشرعية فقط للاتحادات الحكومية، و تصدوا لقرار رقم 16. وقفوا ضد الدعايات الباطلة باتهام حركاتهم الاعتراضية بتهم سخيفة، في محاولة لتشويه صورة اعتراضاتهم و احتجاجاتهم، و قفوا ضد رصاص الشرطة و الحرس الوطني الذي استنجدت به ادارات المصانع للوقوف بوجه مطالب العمال. عقدوا مؤتمراتهم في البصرة في شهر تشرين الثاني المنصرم، وفي بغداد في الثامن من شهر نيسان الماضي. لقد وقف اتحاد المجالس العمالية على رأس عدد من الاضرابات العمالية التي قام بها عمال النفط، و الكهرباء، و الصناعات القطنية، و الصناعات الجلدية في بحر السنتين المنصرمتين.


الطبقة العاملة في العراق، اثبتت انها الطبقة الوحيدة، التي لم تشتري الدعايات الرجعية بتقسيم العمال و المجتمع في العراق على اساس طائفي، او قومي او عرقي باي ثمن، لقد ضمت الاتحادات العمالية، و مؤتمراتهم، و احتجاجاتهم، العمال من كل مدن العراق، لقد اثتبوا و بجدارة، انهم فوق القوميات و الطوائف و التقسيمات الجغرافية.


ليس هذا فحسب، بل مدوا ايديهم، الى العمال في كل انحاء العالم، لقد قام العمال، بعقد صلات و اتصالات واسعة مع العمال و الحركات التحررية و النقابات العمالية و الاحزاب الاشتراكية في جميع انحاء العالم، من اليابان الى امريكا، و سويسرا، و بريطانيا، و فرنسا و اسبانيا و استراليا.


لقد لاقت اعمالهم، اعجاب رفاقهم العمال في المغرب و في مصر و في العديد من دول العالم العربي.


في الوقت الذي تمتلك الطبقة العاملة في العراق، كل هذا التاريخ الطويل. في الوقت الذي تقوم باعمال عظيمة لاعادة حقوق العمال، ولاعادة المدنية الى المجتمع العراقي، وفي الوقت الذي تشكل فيه الطبقة العاملة، الطبقة المنتجة لخيرات هذا المجتمع، و بايديها تدير عجلة الانتاج و عجلة الحياة. في هذا الوقت، تسعى الزمر الحاكمة الى عزلها سياسيا، الى تهميشها. الى اضعاف مشاركتها في القرار حول مصيرها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. الا ان هذا لن يتأتى لهم.


ان الطبقة العاملة في العراق تدرك ان صراعها ليس صراعا محليا، ان صراعها ليس مع الراسمالية المحلية في العراق فحسب، بل مع الرأسمالية العالمية.


تدرك ان صراعا داميا لارهابيّين، يتواجهان اليوم على حساب الجماهير في العراق. على حسابهم امنهم و سلامتهم.


من هنا، يتطلع عمالنا في العراق، الى الطبقة العاملة في كل انحاء العالم، من اجل تقوية صف العمال في العراق، لهزيمة هذه القوى الارهابية. ان هزيمتهم، هزيمة امريكا و الاسلام السياسي، هي هزيمة للطبقة الرأسمالية ببوشها وباسلامييها على صعيد عالمي، انهم وجوه مختلفة لطبقة واحدة. و ان تمكين و تقوية العمال في ان ياخذوا مكانتهم السياسية في المجتمع، في ادارة شؤونهم، في ادارة المجتمع و انتصار عمال العراق في هذه المعركة هو انتصار للعمال في كل مكان.


ان الصراع الاساسي و الحقيقي لا يدور في العراق بين الشيعة و السنة و الكرد على من ياخذ حصة اكثر من الاخر من الكعكعة. ان الصراع الاساسي و الجوهري يقوم في الصراع بين هذه القوى كلها من جهة، والتي- اكرر مرة اخرى، انها وجوه لطبقة واحدة، الطبقة الرأسمالية- و بين الملايين المنتجة، الملايين الكادحة، ملايين العمال و اسرهم.


هذا الصراع، الذي يبدو وكانه لا زال مستترا، لا يجري الحديث عنه بما يكفي، ياخذ الحديث عن توزيع الحصص و الوظائف، في حكومة لم تستكمل وزاراتها لحد الان، نتيجة نظام المحاصصات، الحيز الاكبر. يتوجب علينا ان نسلط الضوء عليه قويا، ان نظهره، ان صراعنا نحن العمال، هم مع كل افراد تلك العائلة، بسنييها، وشيعييها، و قومييها الكرد، و بعثييها، و برعاتها، الامريكان. ان الصراع الحقيقي يقوم هنا.


مهمة عظيمة تقع على عاتق الطبقة العاملة في العراق اليوم. اننا لا نعيش اوضاع عادية في مجتمع يتواجه فيه العمال مع الرأسمالية، ان الاحتلال الامريكي، عقدّ الاوضاع السياسية في العراق، تواجد القوات الاميركية تلعب لصالح تلك القوى السوداء. و يقف بالضد من مصالح الجماهير في العراق. لذا، الخلاص من الاحتلال الاميركي، مهمة تقع على عاتق الطبقة العاملة و الملايين من الجماهير في العراق.


لا يمكن الحديث عن الخلاص من الارهاب الاسلامي، من اعادة المدنية الى المجتمع في العراق، من احقاق حقوق المرأة، من توفير الخدمات، من الصحة و التعليم، و النظافة و الامن، بدون تدخل الطبقة العاملة المنظم في ادارة و تنظيم المجتمع في العراق.


لقد اعلن في شهر اذار الماضي، عن تاسيس "مؤتمر حرية العراق"، انخرط فيه العمال، وناشطي الاتحادات العمالية، انه يستهدف تنظيم الجماهير من اجل الدفاع عن نفسها، و اخراج الدبابات من شوارعهم و احياءهم، اخراج الارهابيين الاسلاميين، واعادة المدنية الى المجتمع في العراق، تاسيس دولة مدنية، غير قومية، علمانية، حرة في العراق. الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في الصف الامامي لهذا النضال.


ان هذا المسعى العظيم، يستدعي دعمكم و تاييدكم. ادعوكم، من هذا المنبر الى نصرة عمال العراق.


عاش الاول من ايار.