الاول من آيار، صرخة العامل والبشرية الحرة ضد العبودية والاستغلال

فهد ناصر
2005 / 5 / 1 - 23:47     

تحتفل البشرية ومنذ عقود متواصلة بالاول من آيار،أحياءاَ لذكرى مذبحة أرتكبتها قوى الرأسمال ضد العمال المطالبين بحقوقهم الاساسية كبشر،غير ان أحياء هذه الذكرى قد أصبح يوم لاعلان العمال وكل من يؤمن بمطالبهم وحقانية قضاياهم،الوقوف ضد الظلم والاستغلال وأمتهان ارادة الانسان من قبل قوى الرأسمال والانظمة الراسمالية التي لاتقوم الا على الاستغلال وتشديد الظلم واستلاب الحقوق او فرض مزيد من العبودية وجعل الانسان المعاصر يعيش الاغتراب والاستلاب المتواصل لقوة عمله ووجوده الطبيعي.
عالمنا اليوم يمر بأحدى أكثر مراحله تقدما وتطورا وأزدهارا على صعيد العلوم والتكنلوجيا حتى أصبحت التقنيات الحديثة والمعلومات والتطور المذهل والمتسارع للاتصالات في متناول كل انسان وتحول العالم الى قرية صغيرة كما يقال.التطور العلمي والتقني يولد خدمات كثيرة ويسهل من حياة الانسان ويوفر امكانات هائلة من أجل سعادة ورفاه البشرية، غير اننا وفي نفس عالمنا(المعولم)هذا نجد ان وتيرة الاستغلال وسلب الحقوق وارتفاع معدلات البطالة والهجوم المتواصل لقوى الرأسمال على العامل وحقوقه،تتصاعد بشكل متواصل مما يحول التقدم العلمي والتقني والمصانع الحديثة الى عبأ كبير جدا على كاهل الانسان أذ اصبح اداة لتشديد الفقر والحرمان او كأن التقدم الهائل الذي نتحدث عنه لم يكن الا من أجل مصالح الرأسمال وأصحاب الشركات.
وسط كل هذا الاستغلال والافقار والبطالة المتزايدة نجد هناك من يقول ان الرأسمالية عالم أنساني وان دول رأسمالية كثيرة تحفظ للعمال حقوقهم او ان العمال في دول اوربية كثيرة برجوازين وان صفة العمال او بائعي قوة العمل لأصبحت لاتليق بهم.ان بالامكان القول ان نظرة الى بعض البلدان الاوربية التي تشهد مستوى معينا من الرفاهية وتمتع العمال بأجور ومرتبات مرتفعة(من المؤكد ان الاجور لا توازي الجهد او قوة العمل المبذولة)وتمتع السكان بنوع من الضمانات الاقتصادية والصحية قد تجعل الانسان وللوهلة الاولى يؤيد كل ما يقال عن الضمانات والحقوق والاجورالمرتفعة،لكن الواقع الذي يعيشه العامل في هذه البلدان يفضح كل أدعاءات الرأسمالية وأنسانيتها الزائفة،ان التصاعد المتزايد لقوى اليمين والليبرالية واستلامها السلطة قد بدء يوجه ضربات قاسية لكل الضمانات والحقوق التي يتمتع بها الانسان في الكثير من البلدان الاوربية.ان ما تحقق للمجتمعات الاوربية انما كان بفعل نضال العمال وتضحياتهم المريرة وتصديهم المتواصل لكل اشكال التعسف والاستغلال ومن أجل اقامة عالم أنساني خال من الاضطهاد والتمييز واللامساواة.الحريات التي يمارسها الانسان في اوربا،الحريات السياسية،الحقوق الفردية والمدنية والضمانات الاجتماعية والاقتصادية التي يتمتع بها كلها جاءت بفعل النضال المتواصل للعمال وأضراباتهم وقدرة نقاباتهم حيث تمكنوا من فرض تنازلات كبيرة وأساسية على قوى التسلط والاستغلال الراسمالي.الحكومات الراسمالية لا تتوانى عن فرض كل ما يحد من الحريات الاساسية ويساهم في سلب الحقوق،نظرة الى القوانين التي شرعتها البرلمانات الديمقراطية الممثلة للشعب إإإتكشف وبجلاء مدى الاستعداد الذي تبديه الرأسمالية المتسلطة من اجل سحق أرادة الانسان وأنهاء الدور الطليعي للعامل والحركة العمالية،العقبة الاساسية امام عودة عصور العبودية وامتهان كرامة وارادة الانسان.
من المؤكد ان التحولات التي يشهدها عالم اليوم قد تركت آثارها على الحركة العمالية وعلى الدور القيادي والطليعي للعامل.الحروب الامريكية المتواصلة والنزاعات القومية والدينية قد جعلت العالم يواجه مخاطر جدية وكبيرة.الحروب والدمار الذي ألحق بمقومات الحياة الانسانية والركائز الاساسية لاقتصاديات البلدان المنكوبة بالحروب،قد ولد أعداد هائلة من العاطلين عن العمل والمشردين وشدد من وتيرة الفقر والحرمان بدرجات متزايدة،في حين ان متطلبات العولمة وتمركز رؤوس الاموال وعمليات الاندماج بين الشركات يولد هو الآخر أعداد هائلة آخرى من الذين يرغمون على ترك وضائفهم وأعمالهم.
لم تكن الرأسمالية وأنظمتها وقوانينها سوى التجسيد الصارخ للتوحش والاستغلال الذي تمارسه بحق البشرية من أجل مصالحها،اذا كانت ثمة أنسانية ما تسعى لاعلانها وأثبات براءتها،فأن ذلك من اجل ممارسة خداع مفضوح وتحميق وتلاعب بأرادة مليارات البشر،وقد وجدت من يدافع عن تلك الانسانية الزائفة.