وزارة العمل تسرح عمالها !


طاهر مسلم البكاء
2013 / 6 / 1 - 16:43     

وزارة العمل تسرح عمالها !
فوجئ منتسبوا وزارة العمل والشؤون الأجتماعية في العراق بقرار الدولة بتسريح جميع العاملين بأجور يومية لديها،ابتداءا ً من الأول من حزيران ، وقد مضى على عمل بعضهم لدى الوزارة اكثر من ثلاث سنوات وكانوا يتأملون التحول من عاملين بأجور يومية الى عقود أو دائميين يثبتون على ملاك الوزارة وخاصة وأن دوائرهم بحاجة الى خدماتهم وقد أيدت ذلك بكتب رسمية موجهة الى الوزارة وحتما ًقامت الوزارة برفعها الى الجهات العليا في الدولة .
لقد كان هؤلاء الشغيلة يعتقدون، في أسوء الأحوال ، فأنهم سوف يبقون على وضعهم الحالي يعملون بأجر ،وان وزارة مثل وزارة العمل والشؤون الأجتماعية ولكونها الوزارة التي تعنى بتشغيل العاطلين عن العمل وتعنى بالعمال بصورة عامة وضمان حقوقهم ، فأنها لن تقوم بمثل هذه الخطوة ،ولكن هذا حدث على أية حال وكما يبدو من تصريحات السادة المسؤولين في هذه الوزارة أن لاذنب لهم بالموضوع وان توجيهات وأوامر من جهات الدولة العليا قد صدرت بذلك وأنهم ،أي مسؤولين تلك الوزارة يعملون حاليا ً على الغاء هذا القرار وأعادة جميع المسرحين في أقرب فرصة .
ولكن من حقنا ان نتساءل بأي منطق تعمل دولتنا اليوم وهي تقوم بمثل هذا الفعل ،وهل ان هذا القرار في صالح البلاد ،إذا ما كنا متفقين انه ليس في صالح هؤلاء الشغيلة على الأطلاق ،وما هي تداعيات مثل هذا القرار .
- ان الوضع الأمني والأقتصادي للبلاد لايشجع على مثل هكذا قرار ،حيث ان البلاد بحاجة اليوم الى أي خطوة بأتجاه زيادة متانة النسيج الداخلي المتهرء بفعل العديد من العوامل وأهمها على الأطلاق العامل الأقتصادي لفئات واسعة في البلاد من بينها اولئك المسرحون .
- أن الأجور الشهرية الزهيدة التي تعطى لهؤلاء الشغيلة ،والذين كانوا قانعين بها ليس لمقدارها المادي بقدرتشبثهم بأمل إيجاد فرصة لتثبيتهم كموظفين على ملاك الوزارة ، لانعتقد انها بالمقدار الذي يرهق ميزانية الدولة بحيث يتم الأستغناء عن عاملين تحتاجهم دوائر الدولة من جانب ومن جانب آخر هم ابناء الوطن ومن حقهم على الدولة ان لايتعرضوا لمثل هذا الأقصاء الذي اطلق عليه المسرحون بالغادر أو الظالم .
- ان الدولة المتمدنة تشتري كرامة ابناءها وتقويمهم وحفظ سيرتهم في طريق قويم دون انحراف ، بتخصيصات مالية وبرامج تنفق عليها الملايين ،فما بال دولتنا تقوم برمي ابناءها الى مصير مجهول .
- ان الفاقة والفقر والعوز مجلبة لأمور سلبية كبيرة على العائلة وعلى المجتمع وعلى فئة الشباب فيه ،وأن من الأمور الخطرة أن تتلقفهم الأتجاهات المضادة لمصلحة البلاد ،خصوصا ً وان العراق اليوم يعاني من هجمة ارهابية ظالمة تئن الدولة وأجهزتها تحت وطأتها وتحاول جاهدة التخلص منها ومكافحتها فكيف تخطو مثل هذه الخطوة.
- تضطلع الدولة ،وحسب ما يظهر بالأعلام ، ببرنامج ضخم لمكافحة الفقر بأسم الأستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر ،ولانعرف هل تصنع دولتنا الفقر بيديها ومن ثم تعمل على مكافحته !

[email protected]