التدريب المهني ومعالجة البطالة


طاهر مسلم البكاء
2013 / 5 / 22 - 23:39     

قديما كان من الصعب تعلم مهنة ما وكا نت خفايا المهنة يتوارثها الأبناء عن الأباء في في سرية تامة لأعتقادهم ان انتشارها قد يفقد العائلة الأمتياز الذي تتمتع به ويولد نوع من المنافسة قد تؤثر في رزقهم .وكان ينظر للصنعة نظرة عالم اليوم للشهادة، ولكن بتوسع وتطور الحياة وبروز فئة العاطلين عن العمل وبأعداد كبيرة عاد دور الأحتراف المهني يبرز ثانية كأحد الحلول الناجعة لمعالجة البطالة التي تنتشر بشكل واسع ،واصبحت هناك مدارس مهنية يتخرج طلبتها وقد احترفوا مهنة واحدة يتمكنون بواسطتها العمل في مسرح الحياة .
وفي الدول المتقدمة يبرمج اعداد الخريجين والتخصص مع حاجة السوق والبلاد، وفي عالمنا العربي يحاول المسؤولون العمل بتخطيط معين ولكن الواقع يعكس عشوائية في اعداد الخريجين وفي الأختصاصات وبالتالي قلة الفائدة المرجوة من الدراسة ،اما الدراسات الأكاديمية فهي حشو مواد نظرية في اذهان الطلبة بحيث يتخرجون وهم لايجيدون أي مهنة عملية تخدمهم في واقع الحياة فيلجئون الى التقاتل على وظائف الدولة التي تعطي مساحة عمل اكبر وفرصة لتعلم المهنة الذي يكلف فيها أكبر مما يوفره القطاع الخاص .
و في السنوات المتاخرة بدأت تبرز الحاجة الى مراكز التدريب المهني وهي مراكز ترتبط عادة بوازرة العمل والشؤون الأجتماعية والأهتمام فيها يكون معتمدا ً على عوامل عديدة اهمها توفر الأمكانيات المادية لبناءها وتوفيركادر و مكائن وادوات التدريب الأخرى .
الهدف من مراكز التدريب المهني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكساب الشباب العاطل عن العمل الخبرات والمهارات في حرفة من الحرف التي تكون مطلوبة في سوق العمل ،كالمهن الميكانيكية او الكهربائية المختلفة أو المهن الحديثة كصيانة الحاسوب والموبايل على سبيل المثال وبالتالي تهيأته لمواجهة معترك الحياة متسلحا ًبمهنة يرتزق منها ،وتعمد الدول الى تشجيع الشباب العاطل على ارتياد هذه المراكز بأعطاء رواتب تشجيعية خلال فترة التدريب ،كما تعطي شهادة خبرة وأفضلية في برامج الوزارة مثل قروض المشاريع الصغيرة ،غير ان هناك صعوبات جمة تواجه المبتدء في طريق الأفادة من المهنة التي يتعلمها ،والتي تعتمد درجة اتقانها على كفاءة برامج التدريب والقائمين عليها ،حيث انهم عادة لايملكون الجرأة الكافية للبدء بصورة مستقلة كما ان مثل هذا العمل يحتاج في عالم اليوم الى مقومات مهمة مثل رأس مال ومحل أو ورشة في مكان مناسب وصبر وخاصة في الأيام الأولى والتي قد تمر دون ان يكسب خلالها حتى قوت يومه ،حيث يتوجب أن لايتخذها قياس او دليل على فشل عمله ،بل ان كل عمل يواجه في البدء فترة معينة فيها ركود يبني خلالها سمعة ما يقدم من خدمة وبالتالي كسب زبائن دائميين مستقبلا ً.
وتحاول منظمة العمل العربية توحيد العمل العربي للوصول الى وحدة البنى التدريبية في العالم العربي الذي ترتفع فيه البطالة الى مستويات قياسية ، وفي حقيقة الأمر فأن واقع القطاع الخاص بصورة عامة هو واقع مزري في عالمنا العربي بسبب وجوده الضعيف و نهمه الى الربح السريع واعتماده على قطاعات الدولة ، والأخيرة في اغلب أقطارنا تفتقد الى الرؤية الصحيحة للتعامل مع القطاع الخاص والعمل على تنميته كقطاع مهم يعمل جنبا ً الى جنب مع قطاعات الدولة لتنفيذ خطط التنمية الأقتصادية .

[email protected]