شعارات فاتح ماي، و قضايا العمال الكبرى.


حميد طولست
2013 / 5 / 4 - 11:51     

شعارات فاتح ماي، لا تهم قضايا العمال الكبرى.
قبل التطرق لموضوع الشعارات التي رفعت بمناسبة فاتح ماي لهذه التهنئة والسنوات التي قبلها، استسمح القارئ الكريم في تقديم تهنئة حارة بمناسبة حلول فاتح الى كل العاملات والعمال داخل المغرب وخارجه ، متمنيا للجميع مزيدا من الانتصارات وتحقيق المزيد من المكاسب والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .


المموضوع: لقد طُبع الإنسان العربي والمغربي ، على التمني منذ نعومة أظافره ، وظلت شعوبه تتمنى وتتمنى إلى أن كثرت أمنياتها وأصبحت أكثر شعوب الأرض أمنيات ، ولم تعد تفرق بينها وبين حقوقها التي غُيبت، وتحولت إلى أماني تملأ ذاكرتها التي لا تصدأ ولا تمل من تمنى كل شيء، حتى الحقوق، حيث لا نفاجأ بها تتمنى الحياة السعيدة وهي حق مشروع لها ، وتتمنى الكهرباء وهو من ابسط حقوقها ، وتتمنى مدارس تليق بأطفالها ، ومستشفيات لحفظ صجتهم، وهي من واجب الدولة توفيرها ، وكذالك الأمر بالنسبة إلى غيرها من الحقوق المتواضعة نوعاً والأساسية معيشةً، والتي تحولت في المجتمعات المتخلفة عن ركب الديمقراطية، -التي أضحت هي الأخرى من بين الأمنيات لا الحقوق- إلى مجرد أمنيات وأحلام إنسانية، يشعر معها ذوو الحاجة من أبناء المجتمع العربي ، أن وضعهم الحياتي واليومي المعاش ، ناقص وغير مكتمل ومشوش وقلق من دونها.. وعوض النضال الجاد والصادق من أجل حقوقهم الأساسية والمشروعة التي حرموا منها، وتيسرت بسخاء لدى فئات مجتمعية أخرى محظوظة، نرى إنسان الكثيرة من تلك الشعب، يكتفي بالحديث عن الأماني والأحلام والطموحات المختلفة، -رغم علمه بأن الحديث عن الأماني وحده لا يكفي ، لأنه في الحقيقة، أشبه ما يكون بقلم من دون حبر، أو غمد بلا سيف، أو مسدس بدون رصاص- التي لا تبدأ الأمنية الواحدة منها، حتى يتورط المرء في ابتكار العشرات منها، دون أن يكون لها أي أثر على حياته على أرض الواقع، ومع ذلك لا يستطيع التوقف عن ابتكار المئات من الأمنيات التي لا تنتهي، ولا تزيد وضعه المتأزم، إلا سخرية وتأزما..
ــ ومن بين أبسط الحقوق وأعقدها في نفس الوقت: "الوضع النقابي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي السيئ للعمال، والفروق الكبيرة بين الأجور العليا والدنيا، " والتي مما لاشك فيه، أنها من القضايا الشائكة التي لا تختلف قراءات المتتبعين للوضع النقابي والمحللين السياسيين، حول أنها قضايا تؤرق الكثير من الكثير من شعوب ودول العالم التي تحترم نفسها ومواطنيها، والتي ترجم الكثير منها العديد من تلك الأماني والأحلام والطموحات ، إلى ممارسات فعلية نتج عنها ظهور جمعيات ومنظمات ونقابات جادة ، تمارس على حكومات دولها ضغوطات كبيرة قصد اتخاذ الاجراءات الكفيلة بضمان كافة حقوق الطبقة العاملة السياسية والنقابية والاجتماعية والاقتصادية، وحمايت سلامتها الصحية والنفسية والحفاظ على قدرتها الشرائية واستمرارية التمتع بها،
ــ بينما بقي الأمر لدى الشعوب والدول التي تسير على رأسها، مجرد سلة من الأماني والأحلام والطموحات المختلفة، البسيطة منها والسادجة الغارقة في العموميات القابلة للتصريف في كل المواقف والظروف، ومع كل القيادات والحكومات، والتي تفضحها شعارات فاتح ماي لهذه السنة والتي سبقتها في باقي السنوات الفارطة، والتي لم تتخطى عتبة التمني الذي يعبر في مجمله عن سيكولوجية القلق الذي تعيشه الطبقة العاملة جراء ما فرض عليها من تبعات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها عشوائيات تدبير الشأن العام ، والتي لم تتجاوز مرحلة إظهار درجة اليأس والقنوط الذي باتت تحس به الطبقة العاملة والذي تجرأ بعضهم لتعبير عن قساوته بلبس الأكفان..
خاتمة ـ فما أحوجنا ان نترجم أمانينا وأحلامنا الكثيرة ، إلى أفكار وممارسات فعلية مبدعة ، وما أحوج الواقع إلى تحقيق تلك الطموحات على أرضه ، وألا تبقى أمنيات فردية فارغة، وأحلاما جماعية مثقلة بالهزائم، تنكسر مع أول هبة ريح إخفاقات الحكومة ومجالسها المنتخبة، في معالجة مشكلات البلاد الكبيرة الناتجة عن تغيب الحرية والعدالة والإخلاص بالعمل والتفاني فيه، وفسح المجال لسياسيين " على قد الحال" مسيّرين.يعيشون حالة من الارتباك المميت..