كلمة ريبوار احمد سكرتير اللجنة المركزية للحزب في المؤتر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات العمالية في العراق


ريبوار احمد
2005 / 4 / 14 - 10:18     

مرحبا بكم ايهاالاعزاء الحضور
باسمي وبأسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي، اهنئكم بعقد هذا المؤتمر. واتمنى اتمام اعماله بنجاح. امل ان المؤتمر يرفع استعدادات الاتحاد المجالس والنقابات العمالية من اجل تنظيم وقيادة نضالات العمال. وبهذا يعطي قدرة جديدة لها.
ايها المندوبين.
بتصوري هذا المؤتمر له اهمية كبيرة. تعقد يوميا العديد من الاجتماعات والمؤتمرات المختلفة في هذا المجتمع من قبل ممثلي مراتب و فئات متنوعة للطبقات الغنية والحاكمة. في تلك المؤتمرات وتحت عناوين مختلفة يخططون، بقصد، من اجل تشديد الحرمان والعبودية على الجماهير الواسعة للعمال والكادحين. في تلك المؤتمرات تجري صراعات من اجل كيفية تقسيم الثمار المنهوبة من العمال بين الطفيليين. ولكن القصد من هذا المؤتمر هو وضع خطة من اجل استرجاع الحقوق المنهوبة للعمال وكسر القيود المفروضة على كل الجماهير المحرومة في المجتمع.
ان العمال والحركة العمالية هما قوة تغيير هذا العالم المقلوب. والذين يجتمعون في هذه القاعة هم الصف الواعي للعمال والقادة العمليين للحركة العمالية. ان العمال الواعيين لهم دورا كبير بشكل مستمر في صياغة مطالب وتحديد شعارات وخط النضال اليومي للطبقة العاملة. اذا كان هذا المؤتمر يقف على خط صحيح وطليعي فبأمكانه ان يدفع بالحركة العمالية خطوة مهمة الى الامام.
ومن هذا المنظور اريد ان اطرح مجموعة من النقاط امام هذا المؤتمر متعلقة بمهامه واولوياته. هناك عبارة عمالية معروفة تقول " قوة العمال في تنظيمهم". اي بمعنى يجب على العمال ان ينظموا صفوفهم لكي يتحولوا الى قوة مصيرية في المجتمع. ان العمال هم العمود الفقري لعالم اليوم، وتدور عجلة المجتمع على اكتافهم. في اي وقت كان، تستطيع ارادة العمال ان توقف عجلة المجتمع وحتى قلبها. اذا اراد عمال المخابز والمطاعم لهذه المدينة غدا ان يضربوا عن العمل لن يبق خبزا كي يأكله احدا. ولكن اذا لم ينظموا صفوفهم يبقون كعملاق نائم. يجب ان ينظموا صفوفهم لكي يبرزوا كقوة عظيمة ومصدرا للتغيير.
انتم هنا من اجل هذا الهدف وشرعتم بالعمل. ولكن في الحقيقة نبحث اليوم في الاوضاع الشاقة والصعبة جدا لتي تقف عائقا امام تنظيم العمال. ان حرب امريكا والمسابقة الارهابية والقوى الدينية والقومية من جانب، والبطالة المتفشية والجوع والحرمان من جانب آخر خلقت المعوقات وعراقيل كثيرة امام نضال وعملية تنظيم العمال. ان الهوية القومية والطائفية والجنسية اصبحت وسيلة لتقطيع صفوف العمال تحت مبررات القومية العربية والكردية والتركمانية، او الاسلامي والمسيحي والذين لا يعتنقون بأي دين، وتحت مبرر الشيعي والسني وحتى الرجل والمرأة، يشتتون صفوف العمال الذين من طبقة واحدة ولهم مصير مشترك. يجب على العمال الطليعيين تجاوز و عبور هذه المصاعب وتحطيم هذه المعوقات كي يكون بأمكانهم في توحيد وتنظيم صفوف العمال.
ان احدى النقاط الاصلية لتنظيم صفوف العمال في جميع الاوقات هي تنظيم صفوفهم في صف مستقل، وتحديدا مستقل عن الدولة والاحزاب والحركات المختلفة للبرجوازية. يجب ان لا يسمح العمال للبرجوازية ان تتدخل في تنظيمهم. لا يمكن للعمال ان يدخلوا الى الاطر التي تحددها الرجوازية وذلك لان الهدف من اي تدخل للبرجوازية في شأن تنظيم العمال هو لتحريف نضال العمال وسلب ارادتهم وفرض الاستسلام عليهم. ان اي تنظيم تتدخل فيها دولة او الاحزاب والمؤسسات البرجوازية فيها فلن يبق اية فائدة منه للعمال. ان المنظمات المختلفة الحالية التي اسستها الدولة والمؤسسات البرجوازية تحت عنوان منظمات عمالية، لعمري دليلا على هذه الحقيقة، والتي تتلخص دورها هو: سعيها من اجل سلب الارادة من العمال وتسليمهم الى مصالح الرأسمال.
ولكن اضافة الى هذا ان التنظيم المستقل للعمال الذي يشكل محورا مهما في جميع الاوقات اصبح ضرورة حياتية لحاضر العراق. ان جميع الاحزاب والحركات والجماعات البرجوازية والدولة ومؤسساتها يسعون بضرواة لتقسيم المواطنين على اساس القومية والطائفة والدين والجنس وجميع الهويات المصطنعة والهزيلة. وعلى هذا الاساس يحرضونهم ضد بعض، يبعدوهم عن مصالحهم الواقعية والجبهات الاصلية للنضال ويلفونهم حول مجموعة من المسائل المتهرئة والرجعية والمتناقضة تماما مع مصالحهم الواقعية. وهذا قبل كل شيء توجه ضربة مميته للعمال وحركتهم. لذلك يجب على العمال ان يقفوا بوجهها قبل الجميع.وهذا بحاجة ماسة الى تنظيم مستقل للعمال.
وهناك مسألة اخرى وهي كلما تفشل البرجوازية في السيطرة على التنظيم المستقل للعمال، تسعى من اجل فرض افقها عليه. وتسعى يشكل خاص الى قولبة الحركة العمالية ومنطماتها في اطار نضال من اجل مطالب واصلاحات هامشية وجانبية. وتحديدا تحاول ابعادها عن ميدان النضال السياسي والتأثير على مصير المجتمع وتعّرف المنظمات العمالية كوسيلة من اجل النضال للاصلاحات الاقتصادية فقط.
بهذا الصدد يجب ان يكون واضحا للعمال الطليعيين ان المنظمات العمالية ليست وسيلة للتنظيم والقيادة لنضالاته من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية فحسب. بل في نفس الوقت وسيلة لرفع القدرات التنظيمية للطبقة العاملة لتحويلها الى قوة سياسية مقتدرة ومؤثرة لتغيير المجتمع. ان المستقبل المشرق للمجتمع مرهون بوقوف الطبقة العاملة في ميدان الصراعات السياسية والاجتماعية بصف منظم وحزب وافق سياسي وبرنامج مستقل. ان الطبقة العاملة هي القوة التي تستطيع انهاء هذا السيناريو المأساوي و بناء عالم افضل.
انهاء السيناريو الاسود هو المسالة الاكثر ضرورة لحاضر العراق من اي وقت اخر. يجب ان لا تبتعد الطبقة العاملة من ميدان النضال السياسي في قلب هذه الاوضاع المأساوية والمليئة بالمحن والتحولات والصراعات. يجب ان لا تحصر نفسها في اطار سعيها من اجل اصلاحات والمطالب يومية ومحددة وتترك السلطة السياسية ومصير المجتمع الى القوى والحركات البرجوازية . يجب ان لا تبقى غير مبالية امام اية معضلة او مسألة او حدث سياسي لهذا المجتمع. وهذا هو توجه يجب ان يضطلع به العمال الطليعيين.
ان العمال اصحاب المجتمع، هم الذين يديرون عجلة المجتمع، ويجب ايضا ادراته، ويجب ان يضعوا المجتمع بأديهم. اذا كان المجتمع بيد العمال، فسيمتلئ بالفرح والسرور والحرية والمساواة والرفاه. لن يكون فيه هناك اثرا للظلم والاستغلال. ان الطبقة العاملة العراقية ما زالت كعملاق نائم، ولكن ما ان تنهض حتى تتمكن من ازالة كل الجبهة الرجعية بجميع مأسيها وبجميع اجهزتها القمعية، وبمساندتة الطبقة العاملة العالمية، تبني مجتمعا يليق بالانسان. ان هذا النهوض مرهون برص الصفوف وتنظيم العمال حول بديل وافق الخط الاشتراكي. باعتقادي يجب ان يسلك هذا المؤتمر واتحاد المجالس والنقابات العمالية هذا الطريق. وكما يقول ماركس هنا الوردة فلترقص هنا.
عاشت الحركة العمالية
عاشت الاشتراكية