عاش الاضراب والاعتصام


سامان كريم
2013 / 4 / 7 - 14:38     

عاش الاضراب والاعتصام
سامان كريم

الجزء الطليعي في القطاع النفطي في شركة نفط الجنوب اعلنو الاعتصام لمدة عشرة ايام... كإستمرار لأحتجاجاتهم التي بدأت منذ 13 من شباط الماضي. من يقول "عاش الوطن", ويقول آخر "عاشت الامة" والثالث يقول "عاشت القومية" والرابع "عاش الاسلام" والخامس "عاشت الطائفة" او "عاش فلان المقدس"، ... انا اقول عاش إعتصام وإضراب العمال... عاش اضراب واعتصام الطبقة العاملة في القطاع النفطي وفي البصرة الفيحاء, البصرة التي توسعت فيها الاضرابات والتظاهرات والاعتصامات العمالية.. فعلا انها نضال فيحاء وواسعة, وفيها امكانية التَمدد والتوسع, ليصبح العراق كله فيحاءَاً عماليا.

العراق "وطن"نا, سلب منا, سلب منا ليس من الاحتلال بل من الطبقة البرجوازية التي تحكم العراق, كطبقة منذ 1968.... سلبت منا هذه الطبقة وسلطتها كل طعمه وذوقه, وسلب من اهله ثروات هذا "الوطن" الذي لا يعرفنا ولا نعرفه... حولوا "الوطن" الى حدود يقتل فيها أناس ابرياء بالألاف بجرم الهوية, وتهجر الآلاف فيه داخليا وخارجيا بجرم الهوية وخوفا من المجهول, حولوا "الوطن" الى جهنم للاكثرية الساحقة من ابنائه من الطبقة العاملة والعاطلين عن العمل... حيث قلة الاجور والنسبة العالية من البطالة وانعدام الضمانات, "الوطن" الذي ميزانيته السنوية وصلت الى اكثر من مائة وعشرة مليارات من الدولارات, لم يتمكن لحد الان ان توفر الكهرباء لابنائه, على الرغم من صرف اكثر من 20 مليار دولار لهذا القطاع !... "الوطن" الذي تقتل فيه النساء بدم بارد ودون اي رادع, هذا "الوطن" تحول الى حقل للمفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة وأنتشار الأرهاب والارهابين برغم مليون رجل تابع للقوى الامنية, وصرف مليارات الدولارات لهذه القوى ناهيك عن صفقات الاسلحة الفاسدة... هذا "الوطن" يقتل فيه الشباب بدم البارد لانهم يحبون التقاليد الغربية "الايمو"... هذا هو "الوطن"... الذي سلب من اصحابه الذين بنوه عبر سواعدهم وعرق جبينهم... لإستراجع هذا "الوطن" الى اصحابه الحقيقين الى الطبقة العاملة اقول عاش الاضراب والاعتصام.... وليس بامكاني ان أقول عاش"الوطن" لان الوطن سرق مني.

سعدون جابر خطاً حين قال "اللي مضيع وطن وين الوطن الوطن يلاگاه".... اليوم المواطن العراقي كله "ضيع الوطن" ولكن ليس بمحض اراداته بل بقسوة, بل بقوة, و" لگه" وطن اخر اي المكان الذي يعمل فيه سواء كان في استراليا او السويد او مصر او الاردن او الامارات... هذا "الوطن" اذا يقع بيد صاحبه الاصلي, سيتحول الى ربيع للحرية والمساواة, سيتحول الى بؤرة للانطلاقة الثورية في المنطقة, سيتحول الى مصدر إشعاع للعلم والتقدم والتحرر, وسيرمي بالفقر وبالبطالة والمجاعة, والظلام والجاهلية الى مزبلة التاريخ... سيتحول الى الموقع الذي تتمع فيع المراة كإنسانة وحينذاك سترمي كل خزعبلات التاريخ وفساده من دونية المراة وتقاليد ذكورية الى طاحونة الموتى... الاعتصام والاضراب العمالي في القطاع النفطي.. فيه بريق امل ووميض من النور صوب هذا الهدف. إذن عاش الاضراب والاعتصام الطبقة العاملة في البصرة....

لكي نعانق "الوطن" الذي نريده او نهدف اليه, علينا ان نفصل انفسنا من "الوطنية" الحاضرة, علينا ان ننتقدها ونفرض التراجع الفكري والسياسي عليها, انها "وطنية" الفاسدين والمفسدين... نحن نريد "الوطن" الذي يتمتع مواطنيه وكافة الافراد الذين يعيشون فيها او اللاجئين الذين يلجئون اليه او العمال الذين يريدون ان يعملوا فيه, بمساواة كاملة وبالحرية الكاملة. لنعانق هذا الوطن عاش الاضراب وعاش الاعتصام في القطاع النفطي... لنبذ الطائفية ورميها الى خارج الحلبة السياسية عاش الاعتصام والأضراب... لتوحيد الصف الطبقي وتقوية منظمات هذه الطبقة... عاش الاعتصام والاضراب... انها خطوة جريئة, تستحق كل الدعم السياسي والمعنوي والمادي من الطبقة العاملة في كل مكان ومن منظماتها النضالية في كل العالم, وتستحق الدعم الكافي واللازم من كل الاحزاب والقوى المناضلة في سبيل حقوق المواطنين او الذين يناضلون ضد الطائفية او الذين يناضلون في سبيل العلمانية.... انها خطوة جريئة ومناسبة, خطوة أحتجاجية ربما اطول في تاريخ الطبقة العاملة في العراق حيث بدأت في الثالث عشر من شباط الماضي... عاش نضالكم واعتصامكم, عاشت المنظمات التي تعمل لتقوية هذا النضال...عاش الاتحاد الطبقي.6.4.2013