تونس بعد 13 ديسمبر 2012 إلى النقابيين الذين لم تستوعبهم بعد ماكينة اللبراليين و الأحزاب الإصلاحية الانتهازية


بشير الحامدي
2012 / 12 / 14 - 00:50     

إلى النقابيين الذين لم تستوعبهم بعد ماكينة اللبراليين و الأحزاب الإصلاحية الانتهازية

ـ 1 ـ
من الشرف النقابي و الكرامة النضالية أن لا نحول الخيانة و العار إلى إنتصار
و أن لا ندافع ولا نلمع صورة شركاء الإنقلاب .
و أن لا نختلق أسبابا لصنّاع الهزائم.
لأنه ليس هناك من سبب يمكن قبوله لتوقيع هذا التراجع.
المسألة كلها حدّدتها مصالح جماعات لا صلة لها بمصلحة الخدامة وهذه الجماعات مهيمنة على منظمة الخدامة ولا يهمها مطالب الجماهير وليس من اليوم بل منذ ما قبل 17 ديسمبر.

ـ 2 ـ
ليس لنا أي وهم حول المتسلقين والقوادة و الانتهازيين والبيوعة والسماسرة في الإتحاد العام التونسي للشغل وها أننا نقولها وبالصوت العالي: مازلنا ندافع وسندافع حتى آخر قطرة دم فينا عن قناعاتنا وندعو لمواصلة المهمات الثورية و إسقاط حكومة الثلاثي و الإستقلال عن كل جبهة اليمين اللبرالي واليسار الملون الإصلاحي حتى إسقاط النظام وسنبقى نردد دائما أننا لا نؤمن بغير الجماهير فهي القوة الوحيدة القادرة إذا ما تمكنت من الاستقلال عن مضطهديها من السير بالثورة إلى النهاية إلى الانتصار. قد تتمكن منظمات أو أحزاب من تدجينها وتدجين منظماتها وشل نضالاتها وقطع طريق تعبئتها وانتصاراتها إلا أن ذلك لن يستمر إلى الأبد فالتاريخ كل التاريخ يعلمنا أن لا هزائم دائمة و أن الهزائم في وجه من وجوهها تعبد الطريق للانتصارات القادمة المهم هو وعي الهزيمة واستخلاص النتائج منها .وعي الهزيمة اليوم يحتم على كل نقابي مازال متمسكا بمطالب الجماهير ومواصلة المهمات الثورية رسم قطيعة مع الجهاز البيروقراطي.إن تلك هي مهمتنا المباشرة والفورية.

ـ 3 ـ
إلى كل الذين يريدون تعويم الصراع الحقيقي القائم اليوم والذي هو أولا وأخيرا بين الجماهير الشعبية وقواها الثورية ورأس المال وممثليه السياسيين بين الأغلبية و الأقلية المالكة والمسيطرة على راس المال والسلاح والإعلام ويقنعوننا بأن البيروقراطية النقابية تقف اليوم في صف الجماهير والحركة الثورية نذكرهم فقط ببعض محطاتها الخيانية ولا نطلب منهم ردا فقط صونا لـ .......................
يوم 13 جانفي 2011 كان ممثلها يطل من شاشة 7 نوفمبر يقدم الولاء والتأييد للديكتاتور.
إبان حكومة الغنوشي الأولى والثانية كانت بيروقراطية الإتحاد أحد أضلاع مربع الانقلاب.
حكومة الباجي قايد السبسي لم تكن لتوجد لولا تزكية بيروقراطية الإتحاد.
وجود بيروقراطية الإتحاد بهيئة بن عاشور.
انخراط بيروقراطية الإتحاد في انقلاب 23 أكتوبر.
مبادرة البيروقراطية لعقد ما سمته بمؤتمر وطني للحوار جامع لكلّ الأطراف [حكومة وأحزابا وجمعيات ومنظّمات]
اتفاقها المخزي مع الحكومة عقب مواجهات سليانة.
هل بعد كل هذا يمكن القول ان هذه الفئة الفاسدة المهيمنة على المنظمة النقابية يمكن أن تكون في صف الجماهير والحركة الثورية.
.............................
لكل ما تقدم و بعد 13 ديسمبر
المطلوب هو خوض المعركة مع البيروقراطية المتنفذة في الإتحاد لتصحيح مسار هذه المنظمة النقابية ودفعها في الاتجاه الذي يجب أن تكون فيه اتجاه يضع مصلحة العمال والكادحين والمفقرين والمهمشين قاعدة لكل سياساته و يتبنى صراحة مطالب الجماهير ويدافع عنها و يقطع مع السياسة الانتهازية سياسة الوفاق. اتجاه مناضل بسياسة مستقلة عن كل ممثلي رأس المال يتبنى صراحة ويعمل على مواصلة تنفيذ المهمات الثورية المطروحة. إن التخلي عن خوض هذا المعركة لن يكون إلا خطوة في اتجاه تعبيد الطريق أكثر لقوى الثورة المضادة للقضاء على كل فعل مقاومة باسم الوفاق والتوافق والمصلحة الوطنية.
كلامنا هذا موجه للمناضلين النقابيين الذين مازالوا لم تستوعبهم بعد ماكينة اللبراليين و الأحزاب الإصلاحية الانتهازية التي أصبحت تتحدث عن مفهوم المصلحة الوطنية التي ليست في الأخير غير مصلحة القوى المالية والعسكرية العميلة التابعة قائدة الانقلاب على الحركة الثورية وصاحبة المصلحة والنفوذ الحقيقيين.
ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
13 ـ 12 ـ 2012