بصدد تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي في الاول من ايار


فلاح علوان
2012 / 5 / 5 - 04:09     


تصريح السيد نوري المالكي رئيس الوزراء مردود من العمال لعدة اسباب؛
انه ينطوي على معاداة التظاهر ورفع اللافتات، في حين هو حق طبيعي وهو اسلوب العمال في التعبير عن مطالبهم، وخاصة مع منع التنظيم النقابي في القطاع العام، وعدم وجود لجان نقابية تفاوض وترفع مطالب العمال الى الادارات والسلطات المختصة.
ان منع التنظيم هو من مقررات النظام السابق والتي تصر حكومة المالكي ومن سبقها على مواصلة فرضها على العمال. وهو بهذا يشكل امتدادا لسياسة النظام السابق.
ان العديد من اللافتات ترفعها منظمات العمال ونقاباتهم، وهي شعارات الغاء قوانين النظام السابق، المطالبة بقانون عمل عصري، حرية التنظيم في القطاع العام، حرية تشكيل النقابات، حرية الاضراب والتجمع، الغاء عقوبات النقابيين والناشطين.
ان العمال هم اول من رفع اللافتات بوجه النظام السابق في اواخر عام 1968 في اضراب الزيوت وواجهوا الرصاص. كما ان لافتات العمال كانت في صدارة انتفاضة اذار 1991 وخاصة في كردستان.
ان المالكي يعتبر العمال " شريحة" يمكن ان يغرر بها او تستغل لهذه المجموعة او تلك، وهذه اساءة بليغة للطبقة العاملة من جانب، ومن جانب اخر يعلن رفضه للحريات السياسية وحريه العامل في الانتماء الى حزب سياسي.
ان العمال طبقة اجتماعية فيها العديد من الميول والاتجاهات السياسية، ولها احزابها السياسية التي تنتمي لها اليوم وفي ايام النظام البائد، وكانت تعاني الاستبداد السياسي والقمع والاعدامات. ان العمال ينتمون للاحزاب بملء ارادتهم، وقد قدموا جحافل من المضحين بانفسهم في مواجهة الاستبداد والفاشية.
ان اعلان المالكي معاداة تحزب العمال وهو المنتمي الى حزب سياسي، انما يؤكد ان حزبه لا يمثل العمال بل يمثل مصالح طبقة او شريحة اخرى كما يسميها، تتعارض مع تنظيم وتحزب العمال وبالتالي تتعارض مع مصالحهم واهدافهم. في حين انه رئيس وزراء الدولة وليس طبقة او فئة.
الخلاصة؛ ان تصريح المالكي هو نتيجة طبيعة لتنامي الحركة العمالية في العراق، ولتحول الاول من ايار الى رمز للانتماء الطبقي ولتبلور رؤية العمال انفسهم كطبقة لها مصالحها واهدافها وسياستها. وهو مؤشر على ان الحكومة تحسب الحساب لصعود الحركة العمالية، وتواجهها كممثل لطبقة اخرى تعيش من استغلال العمال، اي البرجوازية.
ان العمال سيواصلون رفع اللافتات وسيزيدون ويوسعون نطاق انتشارها، ويرفعون مطالبهم بلا توقف، وسيعلنون اهدافهم كطبقة مستقلة لها قادتها وناشطوها واحزابها، ولها مصالحها الطبقية ورؤيتها السياسية للمجتمع.

فلاح علوان
رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
4-5-2012