النهج الديمقراطي القاعدي: بيان فاتح ماي


النهج الديمقراطي القاعدي
2012 / 5 / 1 - 09:54     

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بـيـان فاتـح مـاي
منذ ما يقارب قرنا و نصف، و البروليتاريا العالمية تخرج إلى الشوارع في الأول من ماي من كل سنة مجسدة شعارها الأممي "يا عمال العالم اتحدوا … !"، ففي هذا اليوم، يوم العيد الأممي للطبقة العاملة، يتقابل عالمان: الأول، عالم الاستغلال و العبودية المأجورة يمثله حفنة من الطفيليين يمتلكون و يسيطرون على وسائل… الإنتاج و كل الثروات، و الثاني، عالم يناشد الحرية و السلام و العيش الكريم و العدالة الاجتماعية، يمثله الملايين من الكداح و المقهورين الذين يكدحون ليل نهار و ينتجون كل الثروات و يعيشون حياة القهر و الحرمان و الذل و المهانة.
و هذا العام، تخلد الطبقة العاملة عيدها الأممي في شروط تاريخية دقيقة، يؤكد من خلالها مستغلي و مضطهدي ( بفتح الغين ) العالم و في مقدمتهم الطبقة العاملة على أن المستقبل هو للمشروع الإنساني البديل، المشروع المجتمعي الذي تنتفي فيه الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، و معها استغلال الإنسان للإنسان، و هذا ما تؤكده الثورات و التمردات و النضالات المتقدمة بمجمل بلدان العالم، سواء بالبلدان الإمبريالية نفسها (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، فرنسا، إسبانيا، إنجلترا، اليونان…)، أو بباقي البلدان الأخرى (تونس، مصر، اليمن، سوريا، ليبيا، أمريكا اللاتينية…)، و لم تستطع كل مؤامرات و محاولات الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي بمختلف الأشكال و الأساليب إيقاف زحف الشعوب نحو تحقيق مطامحها في الحرية و الانعتاق من نير الاستغلال و الاضطهاد الطبقيين .
و ببلادنا، و بعد سنة مليئة بالانتفاضات و التمردات و العصيانات( تازة، بني بوعياش،إمزورن، سيدي إيفني،…)، و استمرار تطور و تجذر الانتفاضة المجيدة لـ 20 فبراير و إفرازاتها النوعية، و بروز و تطور الخط الجذري داخل "حركة 20 فبراير" و الطبقة العاملة و تمردات الفلاحين الفقراء و كفاحات المعطلين و كل المهمشين، تخلد الطبقة العاملةن عيدها الأممي، إلى جانب باقي الكداح و المعدمين في وضع تزداد فيه شراسة هجوم النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي على القوت اليومي للجماهير الشعبية (التسريح الجماعي للعمال و العاملات، السطو على أراضي الفلاحين الفقراء و تشريدهم، الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الاستهلاكية و الضرائب المباشرة و غير المباشرة، و القمع و الاختطاف و الاغتيال و التعذيب…) و تفانيه في تمرير المخططات الطبقية المُمْلاة عليه من طرف أسياده الإمبرياليين و الصهاينة بتمريره لـ دستوره الممنوح و "حكومته الملتحية الجديدة"، تساعده في ذلك القوى الإصلاحية و البيروقراطيات النقابية التي ما فتئت تلجم نضالات الطبقة العاملة و تراهن على ورقة ما يسمى بـ "الحوار الاجتماعي"، و يساعده كذلك كل الخونة و المرتدين و المتاجرين في هموم و معاناة الشعب المغربي.
إن الواقع المأساوي للجماهير الشعبية اقتصاديا ،اجتماعيا ، سياسيا و إيديولوجيا، يشكل أكبر إدانة لعلاقات الإنتاج التبعية ببلادنا، و هو ما يعطي المشروعية للبديل الجذري، أي مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، و يدفع الشعب المغربي إلى السير في هذا الاتجاه، باعتباره المشروع البديل الذي يصبو في أهدافه إلى القضاء على علاقات الإنتاج التبعية القائمة و الأسس التي تنتهجها، و هذه أهداف و مهام عظيمة تنبري إلى الطبقة العاملة بالدرجة الأولى، بنهوضها الثوري القوي في طليعة كل المعدمين و المقهورين و الثائرين من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية.
و الحركة الطلابية باعتبارها رافدا من روافد حركة التحرر الوطني، الحركة التي صمدت و حملت المشعل الثوري في أحلك شروط القمع و الحصار و الانهيارات و التراجعات، و ذلك بفضل قيادتها السياسية و العملية، النهج الديمقراطي القاعدي، على أرضية برنامجها العلمي و العملي، البرنامج المرحلي، لم تتخلف عن الركب بقدر ما قدمت إسهامات عظيمة في اتجاه تجذير و تطوير المسار الثوري ببلادنا، يشهد على ذلك المعارك البطولية الطويلة النفس بمجموعة من المواقع الجامعية، و إسهامها في تأطير انتفاضات و تمردات الشعب المغربي، و المثال الحي هو نضال لجنة المعتقل، و ما قدمته الجماهير الطلابية و مناضلي و مناضلات النهج الديمقراطي القاعدي خلال الانتفاضة المجيدة بتازة لما يزيد عن شهرين مقدمين الغالي و النفيس من تضحيات جسام إلى جانب الجماهير الشعبية و التي وصلت مستويات الشهادة ،الشهيد نبيل الزوهري شهيد الإنتفاضة المجيدة، وشهيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي لا زال مصيره مجهولا إلى حد الآن ، و كذلك الانخراط القوي للجماهير الطلابية و مناضليها داخل حركة 20 فبراير و إعطائها مضمونها و أبعادها الطبقية و التحررية، و يعمق ذلك ما صنعه و يصنعه المعتقلون السياسيون الأبطال داخل سجون الرجعية في معركة "النصر أو الشهادة" التي عم صيتها كل بقاع العالم، و وقف لها، و حياها، كل الأحرار و الشرفاء، و تآمر ضدها و حاول إجهاضها النظام الرجعي و أزلامه. كان للتاريخ الكلمة الفصل، و فرض إطلاق سراح أربعة من رفاقنا (غلوط، الزغديدي، السعيدي، فتال) و هم في اليوم 86 من الإضراب المفتوح عن الطعام، و حتى الصدفة التاريخية أنصفت المعركة، فاليوم، فاتح ماي، هو يوم إطلاق سراح رفيقنا البطل عزالدين الروسي و هو في اليوم 135 من الإضراب المفتوح عن الطعام، و لا زالت المعركة مستمرة مع باقي رفاقنا المعتقلين السياسيين، و في سياق تعميق هذا المسار و تطويره يأتي تخليدنا إلى جانب الطبقة العاملة لعيدها الأممي.
و في الأخير، نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي، ما يلي:
- تحياتنا للطبقة العاملة في عيدها الأممي.
- تحياتنا لرفاقنا القابعين داخل السجون و هم يخوضون معركة الأمعاء الفارغة، و مطالبتنا بإطلاق سراحهم الفوري و سراح كافة المعتقلين السياسيين.
- تهانينا لعائلات رفاقنا الذين أُطلق سراحهم.
- تحياتنا العالية لرفيقنا الغالي عزالدين الروسي، و لعائلته، و الذي سيطلق سراحه هذا اليوم.
- إدانتنا للمجازر الدموية المرتكبة في حق الشعب المغربي و لكافة أشكال التآمر و الإجرام التي تحاك ضد طموحاته و تطلعاته إلى التحرر و الانعتاق.
- إدانتنا للجرائم التي ارتكبت و لا زالت تُرْتَكَبُ في حق المعتقلين السياسيين.
- إدانتنا للأحكام الصورية الصادرة في حق معتقلي انتفاضة بني بوعياش.
- تحياتنا للشعب المغربي العظيم، الصامد و المناضل، و دعوتنا كافة أبناءه إلى الإنتفاض على أوضاعه المأزومة.
- استمرارنا على درب شهدائنا الأبرار.
عاشت الجماهير الشعبية
عاشت الجماهير الطلابية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
ثورة… ثورة حتى النصر.