بيان بمناسبة الأول من أيار


الحزب الشيوعي العراقي
2012 / 4 / 29 - 02:00     

منذ ما يزيد على قرن من الزمان وعمال العالم وكادحوه، على اختلاف أعراقهم وجنسياتهم وانتماءاتهم، يحتفلون سنويا باليوم الأول من ايار، باعتباره عيدا امميا للعمل والنضال، ورمزا للكفاح المتجدد في سبيل التحرر من ربقة الظلم والاستغلال والقهر الطبقي، ومن اجل فرض احترام حقوق الانسان الاساسية، وتحقيق تطلعه الى الديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة.

وبقي هذا اليوم في نظر الجماهير العمالية والكادحة في طول العالم وعرضه، وعلى الدوام، مناسبة لتأكيد ارادتها وتجديد عزمها على انتزاع المزيد من الحقوق المشروعة المهضومة، وتحقيق المزيد من التقدم في المجالات السياسية والاقتصادية، ومن المكاسب المعيشية والضمانات الاجتماعية لعموم الكادحين والفقراء وذوي الدخول المحدودة، وصولا الى مجتمع العدالة الاجتماعية والاشتراكية.
وبتعاقب السنين والعقود غدا اول أيار عيدا شعبيا عالميا، ومنطلقا للسعي من اجل تحقيق الاهداف الوطنية للجماهير الشعبية الواسعة، الى جانب كونه مناسبة لحفز النضال ومواصلته في سبيل المصالح الطبقية العادلة للجماهير العمالية.
ومنذ عقود وعمال العراق وكادحوه يشاركون اشقاءهم في العالم اجمع إحياء عيد ايار، ويجددون سنويا عهود الكفاح الثابت في سبيل المصالح المشروعة المشتركة.
وهم إذ يحتفلون به هذه السنة، ومعهم سائر قوى شعبنا الحية، تعتمل في نفوسهم مشاعر القلق والمخاوف مما سيفضي اليه استمرار التأزم السياسي في البلاد وتفاقمه، وعجز الكتل السياسية النافذة عن التوصل الى توافقات تقود البلاد الى بر الامان، والخشية من التردي المتواصل في الأوضاع العامة في البلاد. كذلك فشل الكتل الحاكمة في تلبية مطالب العمال المشروعة بتحسين ظروف المعيشة الصعبة، ومحاربة البطالة المتفشية في صفوف جمهرة واسعة من الفئات والشرائح الاجتماعية، لا سيما في اوساط الشباب، وتعطيلها سن قانون عمل جديد يضمن حرية العمل النقابي واستقلاله، ويؤمّن ممارسته في المؤسسات الحكومية أسوة بمؤسسات القطاع الخاص، ويلغي التمييز ضد المرأة العاملة. الى جانب تشريع قانون ضمان اجتماعي متكامل، ووضع حد لمعاناة ملايين المواطنات والمواطنين الذين يعيشون دون خط الفقر، وملايين الايتام ومئات آلاف الأرامل، والتصدي بحزم للفساد المالي والإداري باشكاله كافة.
إن الحزب الشيوعي العراقي وهو يهنئ طبقتنا العاملة بعيدها الاممي، يؤكد مجددا تضامنه الكامل مع مطالبها المشروعة ومطالب حركتها النقابية، وخصوصاً مطلب إلغاء القانون رقم 150 لسنة 1987، الذي حوّل عمال القطاع الحكومي الى موظفين، ومطلب إلغاء القرار الديواني رقم 8750 لسنة 2005، المتعلق بتجميد أموال النقابات والاتحادات المهنية، وبالتالي شل عملها ومجمل نشاطها، ومطلب الكف عن التدخل الحكومي في شؤون النقابات، وتمكينها من اجراء انتخاباتها باستقلال تام ومن دون اية وصاية، وفقا لانظمتها الداخلية وللقوانين العراقية والمعايير الدولية للعمل، وبما يضمن التمثيل الحقيقي والفاعل للطبقة العاملة في المجتمع العراقي، ويؤمن اداءها دورها في المحافل الدولية ذات العلاقة.
واننا في الوقت الذي نشارك فيه الجماهير العمالية قلقها ازاء تفاقم الازمة السياسية المخيمة على البلاد، ومن تمسك القوى المتنفذة بمواقفها المتعنتة دون اعتبار لمطالب الشعب ومصالح البلاد، وإخفاقها بالتالي في عقد المؤتمر الوطني، بل وفي مجرد التحضير له، نؤكد من جديد يقيننا من ان طبقتنا العاملة، وهي صاحبة الامجاد النضالية والتضحيات الجسام، ستبقى في الطليعة بين قوى شعبنا الحية المناضلة من اجل الغد الافضل للعراق، وستظل تسهم بفاعلية في الجهود الرامية الى اصلاح العملية السياسية وتخليصها من داء المحاصصة الطائفية والاثنية، والخروج بالبلاد من حالة الاستعصاء المحملة بالمخاطر. ومن هنا ايضا نؤكد ضرورة مشاركتها في رسم السياسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد، واسهامها الفاعل في الجهد التنموي، وفي العمل على حل مشكلة البطالة في أسرع وقت، من خلال إطلاق الدورة الاقتصادية وتعجيلها..
عاش الأول من ايار منارا هاديا على طريق بناء مستقبل افضل للبشرية!
عاشت الطبقة العاملة العراقية، والخلود لشهدائها وشهداء شعبنا الابرار!
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
اواخر نيسان 2012