كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط وبوجود هذا الكم من الشرطة والحرس الوطني ومتعددة الجنسيات؟


مصطفى محمد غريب
2005 / 1 / 8 - 11:03     

ليقف حداداً جميع الشرفاء بدون الحاجة الى تحديد موعد للحداد على ارواح العمال
الكادحين

قد يكون الارهاب قضية دولية عانت الشعوب منه الكثير، وقد يكون الانفلات الأمني بأنواعه يأخذ وقتاً لكي تستعيد المؤسسات الامنية قدرتها وامكانياتها للحفاظ على امن المواطنين وقد تبقى آثاره مستمرة لبعض الوقت مثلما حدث ويحدث في الجزائر وغيرها من البلدان التي ابتلت بهذه الظاهرة الاإنسانية، لكن الشيء الذي يمكن تفسيره ان بعض المظاهر من هذا الارهاب يجب أن تنحسر مع مرور الوقت لا أن تزداد وتتشعب وبخاصة عندما يجري العمل لتأهيل المؤسسات الأمنية من الشرطة والحرس الوطني كي تكون قادرة على لجم الاعمال الاجرامية التي توجه ضد المواطنين الأبرياء انتقاماً منهم، والمتابع لمسألة تفخيخ السيارات والتفجيرات المتلاحقة في بغداد وبعض المدن الغربية سيجد نفسه أمام حالة غريبة جداً وهذه الحالة تجعله يشك بمصداقية المؤسسات الامنية الجديدة مثل الشرطة والحرس الوطني والقوات المتعددة الجنسيات لأنها اي هذه القوات تتمركز في اكثرية المناطق الحيوية والنقاط التفتيشية على الطرق المؤدية للعاصمة وغيرها من المدن وكان يقال في السابق ان الفلوجة مصنع غير اعتيادي للإرهاب ولتفخيخ السيارات وارسالها الى العاصمة لقربها منها إلا ان الفلوجة انتهت كما هو معروف ومكروه في الوقت نفسه.. فكيف تستمر هذه الحالة المأساوية أمام هذا الكم المتزايد من تفجيرات السيارات والعبوات الناسفة واطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على تلك المناطق لا بل تطورت الحالة إلا تفخيخ صهاريج وقود كبيرة وغير اعتيادية وتفجيرها أمام انظار واسماع وضد ليس المناطق الشعبية فحسب وانما الشرطة والحرس الوطني والقوات المتعددة الجنسيات وعندما اقول " أمام " أعني أنهم بهذه القدرة العسكرية والسلاح المتنوع حتى بوجود الطائرات الحربية المختلفة؟
أليس هذا يدعو للتسأل والحيرة والشك؟ وان من الضروري على الأقل اختبار قواتنا الامنية الخاصة ومعرفتهم مع ضرورة التدقيق بعلاقاتهم السابقة؟ وإلا كيف يجري تمرير هذه السيارات والصهريج والصواريخ ومدافع الهاون في المدن وليس في الجبال او المناطق الوعرة وبشكل مستمر دون أن يلتفت إليها أحد ؟ ثم الم تستفيد هذه القوات من تجرية أكثر من سنة من تواجدها وعملها ؟
أسئلة كثيرة لا تحصى فقد وصل الأمر بالشك حتى في كبار المسؤولين عن هذه القوات الجديدة..
لا يكتفي الارهاب باسلوب واحد وهو دائماً يخطط لأساليب جديدة كي يخلق الرعب والخوف في قلوب الجماهير بهدف الإنكفاء على الذات وعدم ممارستها لحقوقها الطبيعية ومنها الانتخابات، فلا يخطر ببال أحد أن يُقتل إنساناً بريئاً كل البراءة لمجرد شهوة القتل وههو عمل سادي تكاد فيه الوحشية أن تطغي على قوانين الغاب ، ولا يمكن لأي انسان او جماعة منظمة تدعي الوطنية والقومية والتدين ان تكون سوية مثل باقي البشر الاعتياديين وهي تمارس القتل الجماعي ضد الناس، وأي ناس ؟ عمال المسطر الذين يقفون منذ الفجر ليعرضوا قوة عملهم للبيع كي يقوموا بسد رمقهم ورمق عوائلهم الجائعة المسكينة، لقد كان خبر قتل 18 من عمال البناء بطريقة همجية بربرية قد أذهل الكثيرين من الناس بعدما تناقلته وسائل الاعلام، فقد ظهر ان القتلة استدرجوهم للعمل بإجور سخية في القاعدة الامريكية وقد عثر على جثثهم في 5/11-2005 قرب قرية الرواشد بين تلعفر ومدينة الموصل، والجميع يعرف جيداً لطالما أعلنت الجماعة السملحة الارهابية التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي المتحالف مع القاعدة عن مسؤوليتها في اعدام العديد من الشرطة والحرس الوطني العراقي والمواطنين الأبرياء..
انها طرق جديدة في التعامل مع القتل والجريمة والارهاب تدل على بشاعة هذا العمل الاجرامي اللاإنساني، فكيف يمكن استدراج عمال بسطاء تتراوح اعمارهم ما بين 16 و 46 عاماً ليتم قتلهم بطريقة فاشية مملوءة بالحقد على ابناء البشر، لقد اقتيد هؤلاء الى المسلخ البشري المعد بطريقة غريبة فقد قال نعيم حسين فرحان الخفاجي الذي فقد أحد أشقائه " ان مقاولاً يدعى محسن عودة الركابي استأجر هؤلاء العمال في الثامن من الشهر الماضي ( كانون الأول ) في منطقة الكاظمية عندما كانوا ينتظرون في احدى الساحات للحصول على فرصة عمل " المقاول لم يذهب معهم بل اعطائهم عنوان حتفهم.. هؤلاء العمال الكادحين الذين يتضورون من البطالة والجوع استدرجوا كقطيع من الغنم ليذبحوا على ايدي الذين يريدون انقاذ العراق من الاحتلال او لتطبيق تعاليم دينهم الغريب او للانتقام منهم لأنهم يعرفون بفطرتهم ان اكثرية الجماهير الكادحة العراقية كرهت ذلك النظام البعثفاشي العراقي وبصقت على تاريخه القذر.. عمال لاحول لهم ولا قوة، مثل بقية الجماهير العراقية التي تحصد ارواحها بالسيارات وصهاريج الوقود المفخخة والعبوات الناسفة والصواريخ والهاونات التي تقع كيف ما تشاء على الابرياء..
هل هذه هي المقاومة يا قناة الجزيرة ويا قناة العالم ويا قناة المنار ويا قنوات القتل ووسائل الاعلام المأجورة التي تمارس التخريب والتشويه والتحريض.. !
ليقف حداداً جميع الشرفاء بدون الحاجة الى تحديد موعد الحداد ، ليقفوا على أقدامهم دقيقة واحدة كل في موقعه ومع نفسهبحزن وألم على الكادحين الفقراء من أبناء وطننا العراق.. فالوقوف حسنة