في ذكرى إضراب عمال الزيوت النباتية، لا ترتعب الأنظمة الحاكمة بقدر رعبها من الطبقة العاملة


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2004 / 11 / 6 - 08:10     

في 5 تشرين الثاني من عام 1968 تم اطلاق النار على عمال الزيوت النباتية في مدينة بغداد من قبل عناصر النظام البعثي الفاشي لكسر إضرابهم، ولقد قتل وجرح عدد من العمال، ليكن بهذا أول جريمة بربرية يدشن هذا النظام حكمه في المجتمع العراقي. لم ترتعب الأنظمة الحاكمة في العراق على طول تاريخها مثلما أرعبتها الطبقة العاملة العراقية وحركتها الثورية الصاعدة في ذلك العام وقبل مجيء مصاصي دماء جماهير العراق. فلقد شهد العراق موجة عظيمة من اضرابات الطبقة العاملة من اجل رفع مستواها المعاشي وتشكيل تنظيمها المستقل عشية ذلك الإضراب العظيم للزيوت النباتية. انه ليس أول إضراب في تاريخ النظام الرأسمالي في العراق أو في تاريخ الطبقة العاملة يفتح فيه النار على المضربين لكسر إضرابهم. فلقد شهد من قبل فتح النار على اضرابات عمال شركة النفط في الكاورباغي عام 1946 في مدينة كركوك في عهد النظام الملكي.
إن تلك الممارسات القمعية للأنظمة المتعاقبة في طول تاريخ العراق تكشف بأن الطبقة العاملة تشكل ثقلها السياسي في تغيير المعادلات السياسية لصالح الإنسانية. إن تلك الاضرابات العظيمة التي كان يقوم بها العمال تفند الادعاءات الكاذبة للأحزاب البرجوازية في العراق بأن لا وجود للطبقة العاملة في العراق أو إن الطبقة العاملة غير قادرة في تحديد مصير المجتمع. إن جميع الوزارات العراقية والحكومات التي تعاقبت بعدها من عبد الكريم قاسم وانتهاءها بالنظام البعثي الفاشي أشهرت عداءا سافرا للطبقة العاملة وعبرت عنها بأشكال مختلفة، فتارة تفتح النار على إضرابها ومرة تمنع الاحتفال بالأول من أيار يوم العمال العالمي وأخرى يزج القادة العمال والفعالين منهم في المعتقلات والسجون وتسن القوانين المناهضة لهم مثل تحويل العمال الى موظفين الذي ما زالت حكومة علاوي المنصبة من قبل أمريكا تعمل بها. وما نشهده اليوم من محاولات تلك الحكومة الكارتونية في تنصيب اتحادات قسرية من ممثلي تلك الحكومة على العمال وكذلك محاولاتها في احتواء احتجاجات العمال بذرائع واهية إلا دليلا على خوفها من المارد العمالي..
إن إضراب عمال الزيوت النباتية تثبت بأن ما كان للنظام البعثي إن يرسخ أركان حكمه دون كسر إرادة العمال ووحدتهم وتنظيمهم. إن تراجع الحركة العمالية يعني سيادة البربرية والوحشية في المجتمع. إن العمال وحدهم قادرين على إنقاذ المجتمع العراقي من أوضاع انعدام والحرية واللامساواة. فدون تدخل الطبقة العاملة في مصير المجتمع وحزبها السياسي سيسبح المجتمع العراقي لمرحلة طويلة في بحر من الدماء. إن الراية التي رفعها العمال في كاورباغي ثم في الزيوت النباتية لن تخفق وان ذكراهم لن تزول. ولتتحول هذه الذكرى الى مناسبة لمحاكمة مصاصي الطبقة العاملة. إن إبقاء راية العمال المضحين من اجل الإنسانية، خفاقة وعالية لا يتم إلا بتحقيق العالم الذي نشدوا إليه وينشدوا معهم الملايين من جماهير العراق. عالم الحرية والمساواة.
عاشت ذكرى إضراب عمال الزيوت النباتية
عاشت الطبقة العاملة
الحزب الشيوعي العمالية العراقي-منظمة بغداد
5تشرين الثاني 2004